23 ديسمبر، 2024 3:15 م

الطائفة هي جماعة دينية ينتمون إلى دين معين لديهم فلسفة واحدة وقيادة واحدة . ولا يوجد في العالم كله سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو صابئيا لم ينتم إلى طائفة .. لان جميع الأديان انقسمت إلى فرق ومذاهب .. وجميع هذه الفرق كرست جهودها لتبين أحقيتها في عقيدتها ..
بصراحة جميع الطوائف الإسلامية تجاوزت حدودها في متبنيات دخيلة عن الدين من حيث التسقيط.. غايتها بيان أحقيتها والنيل من الآخرين ,فصار بعضنا يصف الآخر بأوصاف مشينة مع الأسف .. ولكن في كل الطوائف الدينية صمام أمان نسميهم العلماء والعقلاء والمعتدلين .. هم الذين يعطون مساحة واسعة من عقولهم للآخرين في اختيار عقيدتهم , ويتمنون أن تكون المشتركات الدينية بينهم أساس للتعامل ويعلنون تمسكهم بها , وان لا تعطي لمن يركز على الخلافات بين المذاهب ويعتبر الآخر اقل شانا , أو انه لا تقبل عبادته في دينه …
ونحن المسلمون وأخوتنا النصارى أكثر من ابتلى بهذه المشكلة .. جاء رجل إلى الإمام زين العابدين {ع} وسأله عن علاقة شيعته بالطوائف الأخرى فقال :” فأما حق أهل ملتك فإضمار السلامة، ونشر جناح الرحمة، والرفق بمسيئهم، وتألفهم واستصلاحهم، وشكر محسنهم إلى نفسه واليك فان أحسانه إلى نفسه إحسانه أليك إذا كف عنك، وكفاك مؤونته وحبس عنك نفسه. فعُمَّهُم جميعاً بدعوتك، وانصرهم جميعاً بنصرتك، وأنزلهم جميعاً منك منازلهم، كبيرهم بمنزلة الوالد، وصغيرهم بمنزلة الولد، وأوسطهم بمنزلة الأخ فمن أتاك تعاهدته بلطف ورحمة، وصِل أخاك بما يجب للأخ على أخيه ” والجميع يعرف الفتاوى التي أصدرها المراجع العظام في النجف الاشرف وكربلاء بخصوص الخلافات الطائفية ….. وحقيقة الأمر أنا اشكر الأخ العزيز الذي دفعني أن أعطي أهمية أكثر مستقبلا في كتاباتي عن هذه المشاكل التي يئن منها أبناء الوطن .. لعلنا نفتح نافذة في كهف يشتد ظلامه يوما بعد يوم .. وان لا بد أن نتعايش سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة , كل منا يعتقد بعقيدة وطائفة , ويحترم الآخر بعقيدته .. حتى لا نسمح للأغراب الدخول إلى أوساطنا , ولا نلوم غيرنا على سبب منا نحن جلبناه على أنفسنا … وشكرا لسعة صدوركم …