عبر التأريخ البشرى كان الصِراع تجربة إنسانية مُلازمة، إِتخذت بين الحوار والتنازع وبين الإعمار والدمار صوراً مختلفة, فرغم أن الإنسان في تطور وتغير مستمر من الناحية الفكرية والمعرفية إلا أن الجانب الثابت فيه هو قدرته على التنازع والتدمير, وهذه خاصية في الإنسان، رغم مخاطرها الظاهرية.
ورغم ذلك فقد حدثت التغيرات. في بناء المجتمات وفق الحاجة التي يدعوا اليها الفرد والمجتمع,فقد اختار ذلك الفرد من يهتم به وينظم حياته والتمثيل وبطريقة الاختيار , برؤيا الكل بالتمثيل وان كان لايرتقي الى الحالة المثالية بالتمثيل.
رغم تطور ادوار الحياة وظهور الثوره الصناعية, واستخدام التكنولوجيا , في جميع ميادين الحياة واسقرار الدول, بعد الحرب الحرب العالمية الثانية.
وتحرر الشعوب من الإستعمار, والإنفتاح حول العِلم والمعرفة جعلت الشعوب تختار من يمثلها في بناء الدولة الديمقراطية.
ومن هذه الدول العراق , الذي اكد احقيته من خلال ممارسة تجربته الديمقراطية, متحديا دول الإقليم التي وظفت امكانياتها المادية لضرب وافشال هذه التجربة الوليدة والجديدة في العراق. ولكن إستطاعت تلك الدول من شراء بعض النفوس لغرض العزف على الوتر الطائفي.
و بمرور سنوات على الغزو الأمريكي للعراق، ولا يزال يعاني ظلما وفقرا، وصراعات سياسية، ولا يزال يثير التساؤلات على المستوى الطائفي، عن تداعيات هذا “النموذج” الذي صنعته الولايات المتحدة، بمشاركة دول الجوار؛ ليكون بديلا عن حكم صدام البعثي الذي لم يقتصر ظلمُه على طائفةٍ دون أخرى، فقد طالَ أقرب المُقرَّبين .
لكن العراق الجديد أيقظ في المنطقة العربية والإسلامية روحَ الطائفية، بعد أن كانت محصورةً في لبنان، بل تميز العراقُ الجديدُ بإذكاء الصراع، بين السنة والشيعة، تحديدا، مع أننا لا نستطيع الجزم بأن حربا سنية- شيعية أهلية قد اندلعت في العراق، على مستوى النسيج الاجتماعي، وإنْ كانت التفجيراتُ التي كانت تستهدف تجمعاتِ الشيعة ومقدساتهم، في مناسباتهم الدينية كانت تُنسب إلى تنظيم القاعدة، وهي المحسوبة على السنة، ورغم تلك الاحداث اصبح البلد في حالة غليان, نتيجة الازمات وعدم التوافق بين المكونات الثلاثة.
السنه والشيعة والاكراد, ورغم فشل الكيانات السياسية من تقديم اي شي للمواطن خلال الدورتين السابقتين, مما جعل المواطن يعزف على الذهاب إلى صناديق الإقتراع, وان يلجا في بعض المدن للتظاهر ضد الحكومة مطالبا بتحقيق العدالة بين مكونات الشعب.
لكن السياسين استغلوا هذا المد الجماهيري في المدن الغربية والشمالية من العراق, باستخدام الشعارات الطائفية على غرار مايحدث في سوريا.
مما جعل الحكومة تؤجل الانتخابات في تلك المناطق التي ظهرت فيها القاعدة والشعارات الطائفية ,بقوة ومن تلك المطالب بان تكون تظاهرات ,تدعوا الى الاقتتال الطائفي مابين مكونات الشعب العراقي, وليست سلميه.
هذا النوع من التظاهرات جعل المواطن العراقي ينحاز الى طائفته دون الاخرى رغم المساوئ, الذي يعانيها المواطن من الحكومة وسوء الخدمات طوال السنين العشر الماضية.
لقد افرزت انتخابات مجالس المحافظات في عموم البلاد امراً خطيراً, هو عزوف المواطن عن الإنتخابات ,بسبب السياسات الخاطئة للحكومة والفساد الاداري والمالي , والمحسوبية والمنسوبية, واهدار المواطن حق دستوري بالإدلاء بصوته من اجل تغيير ملامح الحكومة المحلية للبلاد , وظهور امرا خطير هو طائفية المحافظات , والمذهب والعِرق…