23 ديسمبر، 2024 7:19 م

الطائفية في العراق والدور الامريكي

الطائفية في العراق والدور الامريكي

ربما قد يكون المدخل لبوابة البحث في اصل جذور الطائفية في الساحة العراقية الرسالة التي كتبها الملك غازي في عشرينيات القرن المنصرم والتي تنص على انه لاتوجد امة في العراق بل مجموعة شعوب متناحرة لاتملك ادنى فكرة عن الهوية الوطنية ممتلئة بافكار وأساطيل دينية هو التوصيف العام لطبيعة التركيبة الاجتماعية في العراق ودرو الانظمة السياسية وتأثير الخط السياسي الديني على النفخ في حجم ومساحة الدائرة الطائفية واذكاء الدافع الاثني والنظر الى الدولة من شباك مذهبي بعيدا عن التفكر والتفكير بمشروع وطني يحمل هوية وطنية تتعامل مع طبيعة التنوع الفيسفسائي للمكون العراقي من سنة وشيعة وكرد وشبك ومسيح وصابئة واشوريين وغيرها من الوان الطيف الاجتماعي في العراق ولكي نستطيع مطاردة التحليل في الوقوف على الدور الامريكي الغربي في طوئفة المجتمع العراقي وتحويل الصراعات والتصارعات من اقليمية دولية الى انقسامات داخلية واحتراب اهلي لابد من الاحاطة بطبيعة وموقف السياسة الامريكية تجاه مصالحها في العالم والكيفية التي تنتهجها للوصول الى غايتها فهي لاتقف عند حدود او خطوط فاستخدام الكل في ضرب الكل نهج ومنهج صنع في امريكا واذا ما اخذنا شكل وكارزما الصراع في العراق وحجم التحديات والمخاوف التي تهدد امن وامان الولايات المتحده ستجد ان واشنطن لاتنفك من اللعب بورقة الطائفة والاقتتال الداخلي في المسرح السياسي العراقي العام بأعتبار ان التركيبة الاجتماعية والسياسية منصة الانطلاق لتمرير الورقة الطائفية فالتركيبة السياسية في ادارة العراق بعد صدام البعث2003 دفعت باتجاه ذلك ،التوافقات السياسية وحكومة المحاصصة واقتطاع بغداد الى كانتونات كونكريتية ماهي الا مقدمات لأذكاء البعد الطائفي عبر النفوذ الامريكي لها مستغلة ألارث السياسي للمجتمع العراقي والتوظيف المتقن في جر البلاد الى مستنقع الطائفية وهي في طبيعتها تعتمد على مزاوجة القوى الناعمة والصلبة وتقطيع الاوصال من اجل تمرير سترايجيات غربية امريكية تظمن لها البقاء والتاثير في المنطقة عبر ازالة وتدمير كل من يقف عائقا تجاه المشروع الامريكي في العالم والذي يقع فيه العراق ضمن ذلك المخطط اضافة الى البحث عن مصادرمادية تستطيع من خلاله معالجة اقتصادها والمشاكل الضخمة التي تختلج الواقع الاقتصادي فيها متمثلا برغبة  واشنطن  في السيطرة البترولية على منابع النفط الخليج بشكل عام والعراق بشكل خاص باعتباره ثاني دولة في العالم في احتياطه النفطي   ،الدوافع والغايات تتناثر في اكثر من جانب وغاية، الثقل الاقليمي لدول الجوار التي تحيط بالعراق وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية وطبيعة التقارب الايراني العراقي في مستوى العلاقات والدور والمساحة المتوفرة للجارة ايران في طبيعة ادارة مصالحها داخل العراق اذ ان التيارات الشيعية التي تدير دفة الحكم في العراق تحظى بمقبولية ورضا السياسي الايراني باعتباره صديق الامس فضلا عن هنالك مشتركات كثيره وتأريخ بحمل الجميل لقوى المعارضة العراقية الاسلامية للموقف الايراني والاحتضان لها وهذا بطبيعة الحال كلام لايروق للبيت الابيض باعتبار ان عراق قوي في العصر الأني بقيادات شيعية يصب في تدعيم الموقف الأيراني وزيادة حجم البيت الايراني في المنطقة ،من جهة اخرى اللعب بورقة التمييز العنصري بتحريك سنة العراق ووضعهم في دائرة القلق من تنامي القوى الشيعية السياسية وخطر المد الشيعي عليهم وجدت صدى لدى المكون السني باعتبارهم قد اسلب تأريخهم وتحولوا من حكام الى محكومين وهذا مالايروق للوضع الاقليمي العربي بأعتبار ان سنة العراق هم الجبهة المتصدية لاكبر خطر شيعي ممتد من الجارة ايران ولابد من يكون العراق ارض للصراع ومقبرة للقوى الخاسرة عليه ،ومابين تلك المقدمات والمعطيات تبرز القوى الاسلامية المتطرفه في العالم العربي ليمسي ربيع الشعوب ربيعا للقاعدة والتيارات السلفية والتي يرى مراقبون ان امريكا هي من تسعى وتعد العدة للدفع باتجاه توطين الاسلام المتطرف في كراسي القيادات العربية ووفق الطبيعة الديموغرافية لتلك البلدان والبعد الجيو سياسي الذي يلعب دورا كبيرا في طوئفة المجتمعات العربية واحداث حالة من الانقسام الداخلي فيها ولعل مصر وتونس امثلة حية على واقعية الاحداث وحتى لايتشظى الموضوع فلابد من العودة الى المترس العراقي باعتباره محور البحث ولكن من باب ترابط الاحداث وقطار الستراتيجية الغربية في الشرق الاوسط لكي يكون هنالك تصور واضح عن البعد الطائفي ومديات الاستفادة الامريكية من تلك اللعبة،  من هنا وهناك نجد ان الطائفية وسنوات الهاوية والهوية في الاعوام 2006 و2007 بعد التفجير الامامين العسكريين وما دار في تلك السنوات من نزيف للدم واستنزاف للارواح والاموال العراقية ماهي الا أعرابات لمشاريع معدة مسبقة من قبل الادارة الامريكية مستثمرة الوضع  الاقليمي وصراع الهويات فيه وثانيا استطاعت ان تمرر الكثير من الاهداف والامتيازات في ظل تلك الفوضى وهو ماتنصدم به المصالح الامريكية اذا ما كان العراق كتلة وطنية قوية ،التهجير والنزوح باتجاهات اقلمة المناطق قبل المحافظات من سنة وشيعة وهجرة المسيح من العراق ظواهر كان لجذور الغرب بشكل عام دورا كبيرا فيها وخصوصا امريكا وحليفها الستراتيجي بريطانيا في اذكاء نار الطائفية تمهيدا لولادة عراق مقسم فيدراليا بمنظر جيو سياسي تكون اسرائيل بمعزل من شره بأعتبار العراق من كبرى الدول العربية بعد مصريملك القدرة على التأثيروالتهديد لها انطلاقا من ارثه الحضاري والاسلامي وسواد الارض فيه من خيرات  وليس بمعيار اداري وفق مانص عليه الدستور العراقي اوحسب مادعا اليه بعض السياسين العراقيين، ربما تختفي تلك المطالب تارة وتظهر تاة اخرى  حسب طبيعة التوقيت والضرورة في الارادة الامريكية غير ان شبح الطائفية بات يلوح في الافق القريب بعد الاحداث الاخيره والاحتقان السياسي الذي تشهده العملية السياسية في العراق ومطالبات المحافظات الغربية والشعارات التي ترفع فيها والتي تدلل على مضمون طائفي يدفع باتجاه ارجاع الدم في الوريد الطائفي .