23 ديسمبر، 2024 4:09 م

الطائفية.. طبقاً لمنظور البهائم البشرية

الطائفية.. طبقاً لمنظور البهائم البشرية

خلق الباري جل وعلا الملائكة عقولاً بلا شهوة, وخلق البهائم شهوةً دون عقول, أما الأنسان فهو مزيج من العقل والشهوة, فمن غلب عقله شهوته أرتقى لمستوى الملائكة ومن غلبت شهوته عقله أنحدر الى مستوى البهائم, فالعقل هو العلامة الفارقة التي تميز الأنسان عن الحيوان.

حين يُعطل الأنسان عقله يصعب عليه أدراك الحقائق, والتعامل مع مجريات الأحداث بشيء من المنطق, عندئذ ستختل الموازين ويتجرد الأنسان من خصائصه البشرية.

ما يجري من أحداث في الساحة العراقية اليوم خير دليل على ذلك, وموضوع الحرب ضد عناصر داعش أحد أهم المواضيع التي يعطل فيها بعض الحمقى عقولهم عن التفكير ويدركون الأمور بصورة مختلفة عن مدركات البشر.

الجيش العراقي أصبح نقطة أنطلاق للحديث عن الطائفية, وكأن كل من ينتمي للجيش يفكر بطريقة طائفية, والأمر نفسه ينطبق على المقاتلين في الحشد الشعبي, رغم أن الحرب التي يخوضها الجيش وأبناء الحشد ليست حربا بين أبناء العراق, أنما هي مسالة بقاء وحرب مقدسة يخوضها الشرفاء من أبناء هذا البلد دفاعا عن وطنهم وحضارتهم.

رغم أن مقصلة عناصر داعش لم تستثن رقاب السنة والشيعة وأبناء الطائفتين المسيحية واليزيدية, فالمهم أن يقتل كل عراقي بغض النظر عن دينه أو مذهبه, ومع ذلك يسعى بعض الحمقى للتفكير بالموضوع بطريقة طائفية بحتة , فيتخذ من الجيش العراقي عدواً له ويصفق للغرباء ممن يستعبدون أبناء شعبه!

الجيش العراقي يضم بين ثناياه أبناء العراق بمختلف طوائفهم, والحشد الشعبي يمثله أبن البصرة الذي يقاتل دفاعا عن أهالي ناحية البغدادي, وأبن بغداد الذي يقاتل دفاعا عن آمرلي, وأبناء البو عبيد والبو نمر الذين رفضوا تسليم مناطقهم وأنفوا أن تمتهن كرامتهم من قبل الدو اعش.

يسعى بعض السذج لذر الرماد في العيون وأتهام كل من يدافع عن الجيش والحشد الشعبي ومن يقف ضد داعش بأنه طائفي, من منطلق الآية الكريمة “مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” المائدة آية 32, فأن القتل كبيرة من الكبائر تودي بصاحبها ألى جنهم, أيا كانت صفته ومذهبه, وهويته وعرقه, فلا يمكن بطبيعة الحال أن تحسب تصرفات فردية توصم أصحابها بالعار, على الجيش والمتطوعين بمختلف فئاتهم وطوائفهم فهناك فرق شاسع بين قاتل ومقاتل.

أرهابي وقاتل ومقاتل, تلك هي أبرز الشخوص في المشهد العراقي الحالي العراقيين بمختلف طوائفهم يلعنون الإرهابي والقاتل وكل من يسفك قطرة دم ذنب أو جريرة فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

المقاتل الذي يبذل نفسه من أجل العراق وشعبه, ويقف على السواتر, يفترش الأرض ويلتحف السماء هل من المنصف ان يعتبر طائفياً؟ هناك من يسعى للضرب على وتر الطائفية وتفسير الأمور وفق إدراكاته المشوهة وينظر للأمور من زاوية ضيقة, أولئك من ينطبق عليهم قول الباري جل وعلا (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون) الاعراف أية 179.