الطائرة العراقية بين الواقع والطموح

الطائرة العراقية بين الواقع والطموح

الألم الذي يرافق حياة العراقيين الغيارى لم يأتي عن طريق الواقع السياسي فقط بل في جميع الجوانب الحياتية الاخرى بل من المؤسف القول ان الرياضة في هذا البلد اصبحت عامل مهم في جلب الحسرة والحزن خاصة لمن يدقق ويتابع الشأن الرياضي بشكل عام .
الواقع المزري للرياضة العراقية بجميع مفاصلها اصبح مؤلم ومؤسف للغاية ويثير الاستغراب من العمل الذي يقوم به المسؤولين عن العابنا الرياضية والاهمال الواضح لرياضتنا وعدم تطويرها والوصول بها الى ما وصلت اليه الرياضة في دول الجوار والعالم والمشكلة الاكبر ربما هم لا يرون ما وصلت اليه الرياضة في باقي الدول مقارنةً مع وضع الرياضة العراقية !
أمس الاول حقق المنتخب الايراني للشباب بكرة الطائرة لقب بطولة العالم بعد فوزه على نظيره الايطالي في المباراة النهائية للمونديال في مدينة جيانغ بالصين وهذه هي البطولة الثالثة التي حققتها ايران في لعبة كرة الطائرة على مستوى الشباب وهنا يبرز السؤال التالي : أي كرة الطائرة العراقية من التطور في دول العالم او باقي الدول الاقليمية ؟
ففي البطولة العربية الاخيرة لكرة الطائرة ولفئة الناشئين التي استضافتها الاردن وحصد لقبها منتخب مصر الشقيق غادر منتخبنا الوطني للناشئين من البطولة من دون تحقيق شيء يذكر حيث خاض الفريق ستة مباريات حقق الفوز في مباراتين واخفق في أربعة وودع البطولة بخفي حنين وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على ان رياضتنا وكرة الطائرة ليست بخير خاصة في الفئات العمرية التي تعد رافدا رئيسيا للمنتخب الوطني الاول .
المقارنة بين ما يحققه الايرانيون والمصريون على مستوى هذه اللعبة والفئات يدل على ان اللعبة في هذه الدول تسير في الطريق الصحيح اما في الدول التي اخفقت ولم تحقق شيء في هكذا بطولات فهذا يعني انها متأخرة ولم تتطور وتتقدم للأمام !
ان تطوير لعبة كرة الطائرة في العراق يحتاج إلى خطة شاملة تبدأ من الأساسيات (المدارس والأندية) وتمتد إلى المستوى الاحترافي ويجب ان تمر عبر خطوط معينة ابرزها , العمل على تطوير المواهب الوطنية خاصة في المراحل العمرية وتنظيم دوريات احترافية مبنية على معايير دولية كذلك فتح قنوات اتصال مع دول متطورة في هذه اللعبة لغرض الاستفادة عن طريق الاحتكاك , وكذلك الاهتمام بالفئات العمرية وتنظيم البطولات المدرسية والجامعية لغرض اكتشاف المواهب , وانشاء المراكز الحقيقية في المحافظات وبواقع حديث فيما يخص الصالات الخاصة وليس الاعتماد على الصالات غير المهيئة , وتجهيزها بالمستلزمات المطابقة للمواصفات الدولية وتوفير المعدات الحديثة , اضافة الى تأهيل الملاكات التدريبية والتحكيمية , وإرسال مدربين وحكام إلى الخارج للاطلاع على التجارب المتقدمة , والاهتمام بالدوري المحلي بصورة دقيقة , كذلك ارسال اللاعبين الموهوبين للاحتراف في الدوريات القوية عن طريق التعاون مع الدول المتطورة ومنها ايران وتركيا ومصر للاستفادة بشكل حقيقي , واستقدام مدربين أجانب ذوي خبرة لتطوير الخطط التكتيكية لمدربينا , كل هذه وتلك يمكنها ان تساهم في تطوير كرة الطائرة العراقية التي تحتاج الى الدعم بكافة انواعه وجوانبه .. والختام سلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات