ما حدثَ مؤخّرا حول السادة الحجاج القطريين يثير ويؤجج الأشجان والقهقهة السياسية المؤسفة في آنٍ واحد .!
فكما معروف فأنّ دولاً خليجية ومصر وغيرها قد اوقفت تحليق الطيران ” لكلا الطرفين ” بينها وبين إمارة قطر جرّاء اجراءات المقاطعة السياسية التي لسنا بصددها الآن .
ودونما انحيازٍ لأيٍّ من الطرفين , ومع دنوّ موسم الحجّ الكريم , فسمعنا جميعاً أنّ المملكة السعودية بادرت على استضافة ونقل الحجاج القطريين على نفقتها الخاصة , ولتفعيل هذه المبادرة , إتّصلت سلطة الطيران المدني السعودية بنظيرتها القطرية طالبةً الأذن لهبوط طائرةٍ سعودية في مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين لتأدية فريضة الحج , لكنّ السلطات القطرية رفضت الأمر كليّاً , مّما اضطرّ المملكة لفتح المعبر البرّي الوحيد المغلق بينها وبين قطر لأستقبال الحجاج القطريين عبر الحافلات < وما الفرق في نقلهم جوّاً او برّاً .!؟ > سوى نقطتين لا ثالث لهما : –
الأولى هي غريزية – سياسية ضيّقة الأفق في عدم السماح بنزول طائرة سعودية في مطار قطر ! , أمّا الأخرى فهي تكبيد الحجاج القطريين لعناء السير بالحافلات السعودية من اقصى نقطةٍ في غرب المملكة , الى اقصى نقطةٍ في شرقها حيث مكّة المكرمة والمدينة المنوّرة < مع أخذٍ بنظرِ اعتبارٍ أنّ عدد الحجاج القطريين لا يزيد عن 500 حاجٍّ او راكبٍ , وذلك يعني نقلهم عبر رحلةٍ جويةٍ واحدة .
ثُمّ ومع الإصرار الحكومي القطري على تكبيد حجّاجهم مشقّة الطريق البرّي الطويل , ودونما اكتراثٍ لذلك ! , فالمضحك المبكي هو لماذا لم تطلب الإمارة القطرية نقل حجاجها بواسطة طائرةٍ كويتيّة ” حيث تتولى الكويت ادارة ملف الوساطة المعقد بين الدول الخليجية وقطر .!؟ , ثُمّ كذلك : لماذا لم يطلب أمير قطر نقل حجّاج شعبه الى البيت الحرام عبر طائرةٍ أجنبيةٍ او أعجميّةٍ او عجميّة .!