23 ديسمبر، 2024 12:15 ص

الضُعفُ العربي يتضاعف!

الضُعفُ العربي يتضاعف!

( معَ تبادل القصف بين الفلسطينيين واسرائيل )
ممّا اعجبُ عجباً منَ العجبِ العجابْ , هو لماذا لا تهدد دول التطبيع العربية اسرائيل بقطع او وقف او تعليق عملية التطبيع الأخيرة اذا لم توقف تل ابيب غاراتها وقصفها الصاروخي على قطاع غزّة , خلال 24او 48 ساعة القادمة .؟ وعلى ان يكون التهديد جماعياً وبوقتٍ واحد وبفاعلية دينامية

, واذ نتحدثّ هنا عن دول التطبيع فربما تغدو مصر والأردن مستثناة من ذلك الى حدٍ ما .! جرّاء ارتباطهما بمعاهداتٍ سابقة , وهما اوّل قطرين عربيين يمارسان الجنس السياسي مع الصهاينة , رغم أنّ ذلك لايمنع ولا يحول دون المشاركة العربية في التهديد بوقف التطبيع , بل انهما ” كلا البلدين ” لم يحاولا حتى سحب سفيريهما من تل ابيب كإجراءٍ دبلوماسي شكلي ” لا يقدم ولا يؤخر ” ولا تكترث له اسرائيل .

ايضاً , المملكة العربية السعودية بمقدورها التأثير والضغط على بعض دول الخليج والمغرب الذين اندفعوا بإندفاعٍ نحو التطبيع , واذا ما كانت الذرائع الظاهرية لذلك هي لإسناد ظهرها أمام ارتفاع حدة التوتر مع طهران آنذاك , فالأمر قد تغيّر كلياً بعد المصالحة السعودية – الإيرانية , وكذلك اعادة سوريا الى الأحضان العربية وبحرارة , فما مبرّر هذا الصمت العربي والوقوف مكتوفي الأيدي والأرجل أمام عنجهيّة حكومة نتنياهو وغاراته الجوية المجنونة على قطاع غزّة , وهذه المدينة تخلو من اية ملاجئ لإختباء المواطنين من القصف الإسرائيلي , ولم تفكّر اي دولة عربية في التبرع بإنشاء وتشييد الملاجئ لهم بالرغم من تكرار استهداف المقاتلات الأسرائيلية بين احايينٍ واخرياتٍ وستتكررّ , حيث ذلك يجسّم الغريزة والفلسفة الصهيونية تجاه العرب عموما والفلسطينيين بشكلٍ خاص .

قد يصعب ولا يصعب في آنٍ واحدٍ .! أنّ الجامعة العربية لم تفكّر في حثّ دول التطبيع الحديثة على وضع حدٍّ له على الأقل , وحتى من دون الإعلان المسبق لذلك في الإعلام .! تحسّباً للإحراج والحياء اذا ما بقي شيئٌ من الحياء العربي الرسمي .

ما تعرضه القنوات الفضائية بالبثّ المباشر عن مديات العنف والتدميرالإسرئيلي للقطّاع وما يحلّ بالفلسطينيين من القتل والمواجع ولكلّ الفئات العمرية , مشاهدٌ حيّة تشدّ الأعصاب وترفع درجات التوترّ الى اقصى مدياتها , لكنّ هذه المشاهد الدامية كأنها فلم سينمائي او فيديوي أمام معظم الملوك والأمراء والرؤساء العرب .!