22 ديسمبر، 2024 3:01 م

هل سمعتم بظبيةٍ أودعت أبناءها في عرين أسدٍ , وتوهمت بأنها سترضعهم أنى تريد , وهم فرائس سهلة للأسد عندما يجوع؟
ما يجري في واقع بعض المجتمعات , أن سُراتها يتوهمون بأنهم بسرقة أموال شعوبهم وإيداعها في البنوك الأجنبية , ستبقى لهم ويتصرفون بها كما يرغبون , والواقع يؤكد بأنها ما أن تحط في تلك البنوك حتى تصبح ملكا مشاعا للخازنين لها , ولسوف يصادرونها بعد حين.
من المفارقات الإستحواذية على ثروات الشعوب , أن يولى عليها الفاسدون النهّابون لأموالها , فتودَّع في بنوك الطامعين بها , وبهذا تكون السرقات قانونية , والسارق إبن الشعب , والمستحوذ عليها يطبق القانون المعمول به في بلده.
فكم من ثروات الأمة ذهبت مع الريح؟
القصص عديدة ومتكررة , واللاحقون لا يتعظون من السابقين , فحالما يطفح كيل الرصيد يتحقق القضاء على صاحبه , ويكون من ملك البنك أو الدولة التي وضع عندها أمواله المسروقة من بلاده.
والأعجب أن الأرصدة تكون بأرقام رمزية أو أسماء مزيفة , فتكون مجهولة الملكية عندما توضع عليها يد المصادرة والإمتلاك.
يا حبذا لو أن السارقين يستثمرون الأموال في بلدانهم , ويوظفون سرقاتهم للمصالح الوطنية , ويسعدون بها مواطنيهم , وهم في سرقاتهم يعمهون.
فكيف يمكن أن تتبصر عيون المغفلين , المثمولين بسلاف الكراسي , ونجيع التسلط على مصير شعوبهم , ومطاردة سراب دنياهم , وهم يتمظهرون بدين.
السارق والسارقة مبجلون ومهابون , والمسروق في غياهب سجن مهين , والوطن يتقلب على جمرات الذل والتبعية والأنين.
فهل أن الكراسي ذات عقل وبصر سديد؟
و”أشقى الولاة مَن شقيت به رعيته”ّّ!!
و” إصلاح الرعية بإصلاح الراعي”!!
د-صادق السامرائي