23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

الضمير مفتش عام أم مفتش عار؟

الضمير مفتش عام أم مفتش عار؟

اللغة هي العمودي الفقري للإبداع، ولكن هناك مَن يستخدمها بسلوكيات خاطئة، فتراهم يعيشون حياة تشرد فكري مؤلم، وكأنه معلم يعمل بالطريقة القديمة، والاطفال في القرن الحادي والعشرين لا يهتمون للطرق التقليدية، بقدر ما يستشعرون اهمية الوسائل الحديثة في التعامل معهم، لإيصال المنهج الدراسي الجديد، والذي بلا شك أصبح متطوراً جداً.

العراقيون فقدوا الإتصال بالعالم طيلة عقود مظلمة مضت، والمهم هنا هي اللغة، متى وكيف إستخدمها لأحصل على التأثير المطلوب؟ وهل هناك ضمير متصل حي يعيش معي؟ ليفتش بين دهاليز عملي ليكون إبتغاء مرضاة الخالق عز وجل! أم الضمير عارٍ عن النقاء؟ وبات منفصلاً ليكون المال هو القرار الفيصل، لقاء العمل وليس الثواب!

الضمير الحي داخل الإنسان حين يعمل بكامل طاقته، يعني أن له دور أكثر تأثيراً من قعقعة السيوف، وطعن الرماح، رغم الأبواق المأجورة، فهو نهر من العطاء لا ينضب، ليرقى بالإنسان نحو التكامل بعيداً عن صناعة الخصوم والأعداء، فأروع عناقيد اللذة هي أن تكون واثقاً من أن عملك لوجه البارئ عز وجل.

مع أن ملاذ الإنسان العراقي مثقل بأحمال خيول تنزف حرقة ووجعاً، لكنه من المؤكد أن هناك أناس لهم الجرأة على إختيار حياة أخرى، ويقررون إنهاء الصلة مع الماضي، وبالتالي فالضمير يعاود نشاطه بحيوية أكثر من ذي قبل، وبذلك ينشأ الإبداع من جديد، وتصبح لغة الإنسان أفعالاً على أرض الميدان، وليست مجرد أقوال تائهة في قتال مع حصار الكلمات خلف جدران الجدال الضائع.

الضمير قلب حي ونقي تغفو بين أضلعه قدرات غير عادية، لا يتألم أبداً ما دام على الحق، ويرصف طريقه بمكارم الأخلاق، ويدق أجراسه بكرامة، إذا تعامل مع الآخرين بكل محبة ووفاء وتسامح، يلملم مبادئه في محراب تخطى حدود الإبداع، وعليه فمعادلة الضمير تتكون من مخافة الخالق واللغة الفاضلة والإبداع ، وهنا يتحقق النصر داخل الحياة، بضمير عام منصف عارٍ عن الباطل والظلم.

ختاماً: أصبح الضمير في هذه الأيام، يقيم بعدد الأوراق الخضراء التي يستلمها، كلما زاد عددها مات جزء منه، أما كل الضمير لا يمكن بيعه، لكون صاحبه يحتاج الى القليل منه، ليتجمل به عند الضرورة، وأكمال المسرحية ..