من يبحث عن الحق ونشر راية الإنسانية عليه ان يفكر بخلق الله وإن أشرف خلق الله هو الإنسان , الذي أكرمه وصوره بأحسن الصور ، ومن يريد أن يدحض الإرهاب و يعتقد ان فئة من المرتدين إنهم كفرة ويجب قتالهم فلا بد ان يراعي روح الإنسانية للأبرياء ومن ليس لهم لا حول ولا قوة بعد ان باع مدنهم ساسة العهر والفسق بثمن بخس وولاء لدول خارجية , وهذا ما حصل لأهل الموصل الذين غلب على أمرهم ، وغيرهم من المدن التي تعرضت للتهجير من قبل المارقة أو من قبل المليشيات التي لا تراعي حقوق الإنسانية وحقوق الوطن والدين , وما أحوجنا اليوم الى قلوب صادقة ونقي’ وضمير حي يراعي المأساة التي يتعرض لها اخوتنا النازحين , وقد كان للمرجعيةِ العراقيةِ الصادقةِ المتمثلةِ بالمرجع العراقي العربي السيد الصرخي الكثيرُ من المواقف الوطنيةِ المشرفةِ ، والمواقفِ الإنسانية بحق النازحين والمهجرين من أبناء هذا البلدِ الجريحِ ، وكذلك كان لأتباعهِ ومقلديهِ وأنصارهِ أيضا تلك المواقفُ المشرفةُ فنظموا التظاهراتِ والوقفاتِ والحملاتِ فجعلوا اسبوعا للنازحينَ سميّ (أسبوعُ أغاثةِ النازحينَ بدونِ وساطةِ السراقِ والفاسدين ) وكذلك كانت لهم وقفاتٌ وصولاتٌ عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي الداعيةُ الى إغاثةِ النازحين وانقاذِهم من الحالِ الذي فيه ورفعِ المعاناةِ عنهم والضيمِ والظلم , إيماناً منهم بالحق والواجبِ الإسلامي والإنساني والوطني والمصيرِ الواحدِ والمفهوم الرسالي في علاقةِ العبدِ بربهِ وبأخيهِ الانسان ومشاركتهِ همومهِ وأحزانهِ والمساهمةِ في رفعِ الضيمِ والحيفِ والظلمِ عنه.
فمن يملك أدنى مستويات الإنسانية عليه ان يعمل بجد على التوجه الى تلك العوائل التي سكنت العراء ، وهذا الخطاب يشمل الدول العربية وزعمائها ومن يتكلم بهذه الطائفة او تلك ، فمفهوم الطائفة والدفاع عنها يتجسد بالعمل لا بالهتافات الفارغة فهذه ساحة العراق وساحة النازحين قد احرقها لهيب الغادرين ممن أنتهج اسلوب التكفير وقطع الرؤوس او من انتهج الولاء الطائفي ومارس الجريمة وهو لا يمثل طائفة معينة .