مکاشفة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأخطائه وإنتهاکاته ومطالبته بالکف عن جرائمه وإنتهاکاته وتجاوزاته لم تعد مسألة قاصرة على التظاهرات والتحرکات والتجمعات الاحتجاجية التي تعم إيران، بل إنها صارت ماثلة للعيان على المستوى الدولي، وإن النظام قد صار يعلم بأنه أينما ذهب فإن هناك أصوات محتجة ورافضة تصفعه ذات اليمين وذات الشمال والاهم من کل ذلك إن هذا السياق من مواجهة النظام قد تطور کثيرا بعد أن وصل الى حد الدعوة لعزل قاضي الموت رئيسي من منصبه کرئيس للجمهورية ومحاکمته على خلفية کونه عضوا في لجنة الموت في مجزرة عام 1988، وإن عدم حضور رئيسي للمٶتمرات الدولية وتهربه منها يدل على إن ماقام به أنصار المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق من نشاطات وفعاليات في العديد من دول العالم بهذا الصدد لم يذهب هباءا.
العزلة الدولية القاتلة التي يواجهها هذا النظام وعدم تمکن رئيسي وحکومت من القيام بأية خطوة فعالة لإنها هذه العزلة، يبدو أن تأثيراتها ستتعاظم أکثر على النظام بتزامنها مع الاحتجاجات الشعبية المتزايدة ونشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الايرانية في سائر أرجاء إيران الى جانب الفعاليات والنشاطات المتزايدة للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في داخل وخارج إيران والتي تٶکد للعالم بأن هذا النظام لم يعد جديرا بالمرة في أن يقود الشعب الايراني وإن المقاومة الايرانية هي الجديرة لوحدها بقيادة هذا الشعب نحو مستقبل مشرق وآمن.
ماينتظر النظام الايراني ليس مجرد أحداث وتطورات عادية وإنما هي غيرمسبوقة وإستثنائية من کل الجوانب، بل يمکن القول بأنها وبالنسبة للنظام تحديدا، أشبه بالطوفان الذي لاخلاص ولاعاصم منه أبدا، ذلك إن النظام وخلال الازمات السابقة التي کانت تواجهه کان يستفاد من العامل الخارجي دائما من أجل مواجهة العامل الداخلي وإراغه من قوته وتأثيره، غير إنه وخلال الازمة الحالية يفتقد هذه الخاصية مع ملاحظة إن المقاومة الايرانية ومن خلال قيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تسعى بکل جهدها من أجل حث بلدان العالم على النأي بنفسها عن النظام الايراني المعادي لشعبه وشعوب المنطقة وإن تقوية العلاقات معه ليس في صالح السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم ولحسن الحظ فيبدو إن هناك العديد من الدول التي باتت تصغيلما تطالب به السيدة رجوي.
خامنئي الذي تصور بأن تنصيب رئيسي کرئيس للنظام يمکن أن يجعل من سدا وجدارا عازلا مقاوما لکل الهجمات والضغوطات المعادية التي تشن على النظام، غير إن الامر لايبدو کذلك أبدا بل إن رئيسي أصبح عاملا مهما لتأليب وتحفيز ليس الشعب الايراني فقط ضد النظام وإنما العالم کله!