بداية خسئت يازكريا بطرس،ويا خزي وذل وهوان الساكتين عن الحق ووعاظ السلاطين ممن لايغضبون اذا ما مس الأفاقون دينهم ونبيهم وقرآنهم ورموزهم بسوء، الا أنك تراهم وقد نشطوا من عقال واستشاطوا غضبا اذا ما تعرض أحد ولو عرضا لكبرائهم بسوء مماثل وذلك في إزدواجية مقيتة وشيزوفرينا قمئة لاطاقة لأصحاب النهى والحلم والحكمة والعقول الراجحة لتحملها أكثر من ذلك البتة،فقبل أيام خرج علينا القمص الارثوذكسي المأبون زكريا بطرس اذ لطالما رفعت ضده دعاوى قضائية تتهمه بالتحرش الجنسي بالاطفال الذكور، اقول لقد خرج علينا هذا – البرص – المثير للجدل والدجل المفصول من الكنيسة منذ اعوام لسوء خلقه بمقطع فيديو قيل أنه جديد وقيل أنه يعود الى فترة ماضية ،يتضمن تصريحات مستفزة للغاية تضاف الى سلسلة اساءاته الطويلة والمتكررة على خطى إساءات ابراهيم عيسى،والسيد القمني،واسلام البحيري، وخالد منتصر ، وفريدة شوباشي،ورشيد حمامي،واحمد القبانجي وبقية المتطاولين والمتحاملين من سقط المتاع على الثوابت والرموز ، والتي لم يحاسب من جرائها ولا واحد منهم على الاطلاق ولم يقاض على هرائه من قبل ومن بعد ما دامهم يدورون كقطب رحى في فلك أسيادهم ويسبحون بحمدهم،اذ أن العقوبات الرادعة وعلى ما يبدو في أزمنة سفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان وفي عصور الانحطاط والفتن والمحن ماظهر منها ومابطن حيث يكثر الامعات والرويبضات، قد صارت حكرا على إهانة أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو ، أما التعرض للذات الالهية ، والقرآن الكريم ، والنبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهذه ديمقراطية وحرية رأي وتعبير ووجهة نظر،وذلك حين تطاول هذا – البرص -، على حضرة النبي الاكرم ﷺ من خلال قناته الفضائية المشبوهة “الفادي” والتي كان قد أسسها عام 2011 لتبث برامجها من أمريكا الشمالية تجاه العالم الاسلامي بغية إثارة الفتن والتهجم على الإسلام والمسلمين وعلى رموزهم وثوابتهم وتعاليمهم ، فوصف النبي الاكرم ﷺ في أحد برامجه في تلكم القناة اللعينة بأقذع الالفاظ وقال بالحرف، أن ” المسلمين وبعد 14 قرنا من الزمان بدأوا في اكتشاف أخطاء محمد ” مضيفا والعياذ بالله ” مسطول سكران ، كتب القرآن ” .
وبناء على ذلك صار لزاما على أعلى سلطة في مصر والعالم العربي -بصرف النظر عن حبك وتملقك لها أو بغضك إياها – أن تسحب الجنسية المصرية من هذا الدعي الأفاق فورا وأن تلاحقه قضائيا خارج مصر وداخلها ، وعلى مشيخة الازهر ، والأوقاف ، ودور الافتاء ، والمجمعات والروابط والاتحادات الاسلامية الفقهية ، وكل خطباء الجمعة في طول العالمين العربي والاسلامي ، الرد على هذا الوضيع ردا مغلظا لا لف فيه ولا دوران ” لأن صارت حيل ماسخة “، وعلى النشطاء اطلاق حملة ” #انصر_نبيك ، #الا_رسول_الله وعلى القضاء العربي وليس المصري فحسب تفعيل القوانين والمواد الخاصة بإزدراء الاديان والرموز الدينية وعدم التهاون معها ابدا وانزال العقوبات الرادعة بحق كل من يسيء الى الاسلام والى نبي الاسلام ﷺ والى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار، فلم يعد هناك أية ذريعة ولا حجة ولامسوغ للتغاضي والسكوت مطلقا ، وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يعد في القوس منزع ، والا فإنكم مشاركون في هذا الغثاء ، وراضون بتلكم الاهانات، ومتماهون معها،ولاتفسير لسكوتكم المطبق والمتواصل غير ذلك ابدا لاسيما وانكم تقيمون الدنيا ولا تقعدونها فيما لو تعرض احد ما الى شخوصكم وكبرائكم بسوء ، ومن انتم أمام حضرة المصطفى ﷺ ومن ثم أمام صحابته وآل بيته رضي الله تعالى عنهم أجمعين ؟!
واضيف عديدة هي اﻷسباب التي دفعتني لمتابعة سير أشهر القادة والزعماء والفلاسفة والمفكرين في التأريخ على مراحل ﻷنتهي الى خلاصة مفادها أن كلا منهم إنما تعرض الى جانب من جوانب الحياة وأهمل بقية الجوانب فتراه ركز على الإقتصاد أو الإجتماع أو الفلسفة أو السياسة وهكذا دواليك من دون بقية العلوم اﻷخرى ، أو إنه خاطب مجموعة بشرية وذهل عن البقية الباقية ، ومنهم من لم يغادر بطروحاته محيطه الذي عاش فيه ورقعته الجغرافية التي مات فيها وهكذا كانت حياتهم ، إﻻ أن رجلا واحدا فحسب إختصه الله تعالى بالنبوة وبالرسالة العالمية للناس كافة بشيرا ونذيرا لم يترك جانبا واحدا إﻻ وتطرق اليه ، فمن العقيدة ، الى اﻷسرة ، الى اﻷخلاق ، الى التربية ، الى التجارة ، الى آداب الطريق ، الى المعاملات ، الى الميراث ، الى الطهارة والنظافة، الى الحرب، الى السلم ، الى السياسة، الى القضاء، الى علاقة اﻵباء باﻷبناء ،علاقة الازواج بالزوحات ، اﻷسرة الصغيرة بالعائلة الكبيرة ، العائلة باﻷقارب والعشيرة والجيران ، الإنسان بأخيه الإنسان ، الإنسان بالحيوان ، الإنسان بالبيئة والنبات وهكذا دواليك بما أذهل القاصي والداني فلايذكر خير وﻻ فضيلة قط اﻻ ويذكر معها النبي المصطفى ﷺ الذي ﻻينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى ، وفي هذا قال المستشرق والرسام الفرنسي الشهير اتيان دينيه ، الذي أسلم وغير اسمه الى ناصر الدين دينيه ” لقد أكد الإسلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالح لكل زمان ومكان، إذ هو دين الفطرة، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر، لهذا فهو صالح لكل درجة من درجات الحضارة” ، ولم يقف دينيه عند هذا الحد بل تعداه الى أداء مناسك الحج والف كتابا عنه بعنوان (الحج إلى بيت الله الحرام ) وصف فيه المناسك واﻷخوة الإنسانية وذوبان الفوارق الطبقية والعرقية بين دفتي كتابه وصفا رائعا ، كما رد على أقرانه من المستشرقين ممن رضع – البرص زكريا بطرس – من اثدائهم والذين ناصبوا الاسلام العداء وتصدى لهم في كتاب بهذا الشأن بعنوان ( (الشرق كما يراه الغرب ) ورسم لوحات تظهر جوانب من حياة المسلمين وشعائرهم وأثنى على النبي الاكرم ﷺ والف كتابا عنه بعنوان (محمد رسول الله) ولله در القائل :
صلى عليه اللهُ في ملكوته ..ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ..ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
ولعل ذلكم الرفع والتكريم المتواصل عبر التأريخ وفي كل زمان ومكان يتجدد بطريقة مذهلة لاتخطر على بال بشر مهما إتسعت مداركهم وتوسعت دائرة معارفهم برغم اﻻف الحملات الاستشراقية والشعوبية والإعلامية الحاقدة والمضللة التي تعاضد فيها الغرب والشرق للحيلولة من دون ذلك فمع كل أذان وصلاة وتشهد وتلاوة قرآن عطرة يرفع ذكر محمد ﷺ في أرجاء المعمورة على مدار الساعة ، وﻻشك أن واحدة من روائع رفع الذكر تلك ماقاله القنصل العام البريطاني في جدة، سيف الدين آشر، وهو يتحدث عن اسلامه بعد اداء العمرة قائلا ” أن دخوله الإسلام كان أهم خطوات حياته وأن 5% من سكان المملكة المتحدة مسلمين بواقع 2.5 مليون مسلم، وهم جزء مهم جدا من المجتمع البريطاني ، وأن 25 ألف بريطاني يزورون المملكة سنويا لأداء فريضة الحج، بجانب 100 ألف معتمر كل عام” .
ولطالما أدهشتني الحكمة الشهيرة”إن الحق ما شهدت به الأعداء” ولها شاهد من القرآن الكريم في سورة يوسف “وشهد شاهد من أهلها” فما بالكم فيما لو إعتنق هؤلاء الأعداء أو الخصوم ذلكم الحق المبين لإعجابهم به وذادوا عن حياضه وتفانوا في خدمته باذلين الغالي والنفيس طويلا لأجله ؟
وإنطلاقا من ذلك شرعت ذات يوم أبحث في الجهود المبذولة لترجمة معاني القرآن الكريم الى اللغات الحية في محاولة لمعرفة مالها من إيجابيات وماعليها من مؤاخذات لاسيما تلك التي ندب المستشرقون والمستعربون أنفسهم لها لدوافع شتى تتباين بين مترجم وآخر واذا بي أكتشف بأن الدبلوماسي السويدي كنوت برستروم، سفير بلاده في ثماني دول بينها اميركا واسبانيا والمغرب قام بترجمة معاني القرآن الكريم كاملا الى السويدية خلال عشر سنين بعد أن أشهر إسلامه عام 1986وغير اسمه الى محمد ، تيمنا بالحبيب الطبيب ﷺ وبذل جهودا جبارة في ذلك حتى أخرج لنا ترجمة قرآنية أقرها الأزهر ليشد – كنوت -العزم ويشمر عن ساعد الجد لترجمة السنة النبوية المطهرة هذه المرة بغية تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام في الدول الاسكندنافية الا أن المنية حالت بينه وبين حلمه الكبير ذاك لكبر سنه ووهن عظمه ففارقنا الى رب رحيم عام 2009 عن عمر ناهز 89 عاما ليدفن في المغرب كما أوصى بذلك،وكان الدبلوماسي السويدي كنوت قد أذاع لمحبيه سرا في لقاء متلفز قائلا ” لقد حاولت أن أصوم رمضان في بداية الأمر الا انني كنت خائفا،وما إن صمت حتى شعرت بصحة جيدة جدا الأمر الذي أعطاني دليلا آخر على صحة الاسلام لأن النبي يقول: صوموا تصحوا.. سابقا كنت اسمع فقط عن ديانة تسمى بالديانة المحمدية، ولم أقرأ أي كتاب عن الاسلام الا في وقت متأخر من عمري مع شديد الأسف”.
ولم يختلف الحال كثيرا مع المستشرق المجري المعروف خبير اللغات العربية والفارسية والتركية الدكتور جرمانوس الملقب بـ”عاشق القرآن الكريم واللغة العربية “رئيس قسم الدراسات الشرقية والاسلامية في جامعة بودابست المجرية، صاحب المؤلفات الغزيرة – 150 كتابا – حين قال عن بدايات إسلامه،أنه “رآى رسول الله ﷺ في المنام يوما ودار بينهما حوار طويل انتهى بـ ( ارشدني يا محمد ،أرشدني يارسول الله) وفجأة إستيقظت وأنا أتصبب عرقا ويكاد الدم يتجمد في عروقي وشعرت بالأسى والوحدة وفي يوم الجمعة التالي من عام 1932ذهبت الى المسجد الكبير في دلهي وأشهرت إسلامي هناك وتعالت الأصوات الله اكبر..الله اكبر” وأصبح ينادى منذ ذلك الحين بـ(الحاج البروفيسورعبد الكريم جرمانوس) وأشهر كتبه كتاب “الله اكبر” الذي لخص فيه رحلته الى الديار المقدسة وقد حج ثلاث مرات إضافة الى مسيرته الطويلة في رحاب الاسلام الذي عشقه ودافع عنه طويلا !
كيف لا والنبي ﷺهو العادل،كريم الطباع ،طيب النفس،الأمين،الصادق،الرحيم،المتواضع الذي لخص لنا في واحدة من وصاياه النبوية الخالدة مخاطر بطانة السوء الساكتة عن قول الحق حين حذرنا ﷺمن منهم بقوله :” ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان ; بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه،وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه،والمعصوم من عصمه الله ” ، وقد نبهنا الذي لاينطق عن الهوى ﷺالى عواقب معونة هؤلاء قائلا “إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثًا: إيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر، وحيف السلطان”.
وبالتالي وبناء على كل ما تقدم أقول للجميع أين انتم مما صنعه وقام به كل من “جرمانوس المجري، ودينيه الفرنسي، وكنوت السويدي”بعيد إسلامهم دفاعا عن دينهم الجديد من دون أن ينتسب أي منهم لحزب،لتكتل،لتيار،لتحالف،وحسبهم في ذلك كله الايمان الحق بربهم،الانتساب الصادق لدينهم،التصديق المطلق بنبيهم،الانتصار التام لقرآنهم ،البذل بسخاء الأتقياء الأنقياء الأخفياء لإخوانهم وعلى مختلف الصعد وفي كل الميادين من غير مراء ولارياء ولا مَنٍ ولا جدال ولا أذى !
ولله در القائل في أشرف الانبياء والمرسلين ﷺ:
هــذا الــذي دينه بـالـحـق قــد ظـهـرا..هــذا الــذي جــوده عَّـــم وإشـتـهــرا
أبــو الـمـسـاكـيـن والأيـتـام والـفـقـرا.. كــم ســـدَّ فـاقــةً محتاج وكــم نـفـعـا
صلوا على المصطفى يا كُلَّ من سمعا
ودعوني هاهنا اسأل من يكثرون الجدال سنويا بشأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهل يجوز أم لايجوز، أروني ردود أفعالكم في الرد على من سب نبيكم ﷺ …#انصر_نبيك
#إلا_رسول_الله