تتسارع الاحداث بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في العراق والتي انجلت غبرتها بتقدم لدولة القانون على باقي منافسيه , وبدءت ملامح الحكومية الفتية تشابه السالفة منها , واود ان اشير الى بروز مبدأ الضد النوعي الذي عمدت حكومة ما بعد عام 2006 استخدامه , بالذات مع تزعم حزب.
منطق الضد النوعي قديم جدا , و يستخدم الضد النوعي كطريقة في التعامل مع المخالف لإجهاض مشروعه، أو للتشويش عليه ,,, ويقال ان بداية استخدامه في العمل السياسي كان من قبل الاستعمار البريطاني في الهند الشرقية , و العراق ودول الشرق الاوسط … كذلك استخدمه صدام حسين حيث كان يقمع الثائر الكردي بالكردي , والسني بالسني , والشيعي بالشيعي , في امثله عديدة من الواقع العراقي السابق .
واليوم حكومتنا تتبع نفس المنهج , يظهر ذلك جلياً من خلال استخدامها مجاميع شيعية لضرب جيش المهدي في البصرة ومدن اخرى ,, واستخدام الصحوة بقيادة عبد الستار ابو ريشة وهو من المذهب السني لضرب المتمردين السنة في الانبار والفلوجة واطراف قريبة من بغداد , و غض النظر الحكومي عن هجوم جيش المهدي على مكاتب فيلق بدر في بغداد والمحافظات لكي يستخدم اتباع الصدر لاضعاف الحكيم المنافس الوحيد له بمنصب الوزراة .
اليوم نعيش حدثين مهمين يستخدم فيها المالكي الضد النوعي , الاول : استخدامه لضباط عسكريين سنة في قيادة المعارك الدائرة ضد الارهابيين في الانبار حيث انها معارك تواجه رفض سني كبير لان الاهالي اصبحو بين مطرقة الدولة سندان الارهاب, والثانية : بمحورين اولها هو استهداف لمرجعية النجف من خلال قوات شيعية وبامر مباشر منه و من قيادات حزب الدعوة لاعتقال طلاب اجانب يدرسون في حوزة النجف , ومحور اخر من خلال تخوين شركائه من المجلسيين والصدريين عن طريق بث اشاعات التحالف مع متحدون وهي نقطة حساسة جدا من وجهة نظر الشارع الشيعي , اذا هو الان يحاول ضرب شركائه الشيعة من خلال الجمهور الشيعي .
لكنه حاليا مرهق بفعل الضد النوعي !!!لان القادة السنة وان نجحو في توفير جو طائفي استطاع من خلاله المالكي حصد الاصوات , لكنهم على ما يبدو لن يستطيعو ان يجلبو له الحسم خصوصا انهم قادة فاشلين لم يستطيعو ان يحققو شي حتى لصدام حسين ,
وبخصوص الضد النوعي الشيعي فانه جوبه برد فعل قاسي اجبرهم على التقهقهر ومحاولة كل شخص رمي خطأه على الاخر بالنسبة لحادثة اعتقال طلبة الحوزة في النجف , خصوصا بعد ان تبين انهم ليسو طلاب بشير النجفي فقط بل طلاب مراجع اخرين منهم السيستاني ,,, واما بخصوص تخوين الشركاء الشيعة فان الوضع غير خصب اعلاميا لتحشيد الرأي العام ضدهم بعد ان ادلى الناخب بصوته , واصبحت الاشاعة قابلة للمكافحة بالوقائع , والجميع ينتظر راكب القطار الذي سينزل في محطة الاخوة السنة ,, قانون ,, مواطن ام احرار .
والضد النوعي الكردي (التغيير) يبدو انه ولادة ميتة بعد اعلان اتفاق الاطراف الكردية على الذهاب الى بغداد متوحدين , الامر الذي بدا مزعج جدا للمالكي ,,, فهل يا ترى ستستمر نظرية الضد النوعي لنيل ولاية ثالثة ..؟