19 ديسمبر، 2024 10:57 م

الضحك والضحك المضاد !

الضحك والضحك المضاد !

افضل شيء تجيده هذه الطبقة السياسية الحاكمة للبلاد ، هو الضحك على الذقون ، ذقون هذا الشعب المبتلى برثاثتهم التي لايخجلون منها ، والأكثر مدعاة للخيبة منهم انهم يتصورون ومقتنعين ، إن ضحكهم البليد يمر مرور الكرام على شعب خبرهم جيداً وتشبّع بألاعيبهم ونكاتهم التي لاتضحك سواهم على انفسهم !

وأفضل تجسيدات الضحك المقابل، ضحك الجمهور على الساسة الحاكمين المتنفذين ، هي شعارات التظاهرات في طول البلاد وعرضها وعلى مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فشعار ” باسم الدين باكونه الحرامية ” سخرية مريرة من استخدام العقائد الدينية لنهب البلاد بتبريرات المال السائب ، فكشف الناس هذه الغمة رغم تواصلها واستمرارها .

وشعار ” نريد وطن ” من مفارقات الكوميديا السوداء التي ينتجها الجمهور بوعي متفرد ، في مواجهة سلطة اختصرت الوطن بوجودها مهمشة الشرائح المهتمة ببناء وطن حقيقي خارج دائرة الخطابات التضليلية المكررة والخادعة !

شعارات الجمهور نزعت الشرعية الكارتونية عن سلطات البلاد بكل تمظهراتها، فهتف الجمهور ببطلان الشرعية بمفردة يرددها في كل مناسبة ” باطل …” النواب والحكومة والساسة كل شيء باطل ، ذلك ان هذا الجمع لايمثل مصالح الجمهور فسخر منه بمفردة ” باطل ” !

ورغم سخرية الجمهور من ذقون طبقة النهب المنظّم ، الا ان اصحاب الجلود الثخينة مازالوا يعتقدون ، عن غباء أو اصرار ، ان سردياتهم الساخرة ،العصيّة العبور على وعي الجمهور، بإمكانها اقناع غالبية المكتوين بسياسات افلاس البلاد ومصادرة الرأي  ، بسياسات الضحك المنظّم على الذقون غير مدركين ان اللحظة التأريخية الحتمية بعروض الحلقة الاخيرة من مسلسل الفكاهة المريرة قاربت على التماس مع المشهد الأخير للعبة الجهنمية في البلاد !

اللحظة التي لم يعد فيها الضحك والضحك المضاد قادراً على الاستمرار في المنهج نفسه والاسلوب ذاته والنتائج كما هي واقعياً !

لم يعد هناك متسع للضحك ..كما لم يعد هناك متسع للبكاء ..هذا المتسع هو اللحظة الفارقة بين الضحك الحقيقي والضحك على الذقون ..

بين جمهور وسلطة ..

بين زمن وزمن ..

بين الحقيقة و الخديعة..

بين المراوحة والانطلاق ..

لحظة قاربت على انتهاء صلاحية عرضها على جمهور لم يعد قادرا لاعلىالضحك ولا الاضحاك !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات