17 نوفمبر، 2024 2:24 م
Search
Close this search box.

الضحك على الذقون لا يُشبع البطون

الضحك على الذقون لا يُشبع البطون

لقد أصبحت حياتنا العراقية الحالية وفي زمن هذا الصراع القاسي والمعانات الإنسانية والفكرية والاجتماعية وهذه التناقضات النفسية التي نعيشها في هذا البلد الذي كُتب عليه العيش هكذا تحت رحمة أولياء أموره عبر حقب الزمان الخوالي والتي لم يُسعفه أن يعيش في بحبوحة من العيش الرغيد أبدا فكان الشعب العراقي مثابة وقود يزجونه في آتون محارق الحروب والصراعات الداخلية والخارجية كان أُناسه الطيبون المخلصون الضحية الوديعة لقائدهم المتغطرس المهوس بالحروب والصراعات الدائمة وفي بعض الأحيان كان نائبا في التضحية عن الآخرين في صراعاتهم الخارجية والداخلية للبلدان المجاورة له حين سيطر الساسة المبجلون على عقول العراقيين بشتى الوسائل وطرح المناهج التي كانت تُقحَم في عقولهم كل يوم والناس على دين ملوكهم كما يقال تحت كثير من الشعارات والمسميات منها ( أمة عربية واحدة … ذات رسالة خالدة ) أو أنصر أخاك ظالما أو مظلوما أو الحرب بالإنابة أو الحفاظ على بيضة الدين والإسلام أو الحرب ضد الاستعمار والرجعية والكثير من الشعارات الرنانة والتي كانوا يضحكون بها علينا حكامنا بدلا من أن يفروا لشعبهم مجتمع راقي متطور يليق به أو يساهموا في تطويره وإشباع جياعه الذين عانوا من الفقر والعوز . يضحكون بها على ذقون الشعب العراقي وجاءت الضحكة الكبرى التي أستبشر بها العراقي هي التغيير بفرحة ونكهة الديمقراطية المغمسة بالسم القاتل كانت أكبر ضحكة أنساق ورائها العراقي المسكين .وما زال العراقي تتلاقفه أيادي سُراق قوته وأمنه وشعبه .جعلوه أضحوكة أمام صراعاتهم السياسية والعالم المتحضر وأوغلوا في الاستهانة به وبمقدراته وهو المتفرج لهم على مضض .خدروه بالوعود والشعارات والأمنيات يرسمون الفرحة المزيفة الكاذبة على جبينه حتى أصبحت سياسة حكامه المتعاقبة عبارة عن أكذوبة وضحكة كبرى يعتاش عليها العراقي وهي لا تسمن ولا تغني من جوع وعود كاذبة وضحك على الذقون بطلتها كلمة ( سوف ) اللعينة فسوف لا يمكن أن تكون طعاما للفقراء والجائعين والمظلومين الذين فقدوا أبسط مقومات المعيشة في بلدهم فالبطون الخاوية والشعارات وافرة واهية فأصبحت العملية السياسية في العراق أضحوكة على شفاه الحكام يتشدقون بها أمام الشعب أن هذه الوعود ساهمت في إشباع بطون التجار والمتنفذين وبعض الذين تصدوا المشهد السياسي للبلاد وسُراق المال العام والخاص واتخموا جيوبهم وبطونهم وخزائنهم على حساب المواطن المسكين بالضحك عليه بالوعود الكاذبة التي شبع منها المواطن فإلى متى سيبقى هذا الشعب المضحوك عليه صامتا ينتظر من نخيل السياسة في إسقاط رطبها عليه وهو نائم في العسل نحن بحاجة إلى من يرعانا ويقودنا إلى بر الأمان ويشبع البطون التي جاعت بدلا من الشعارات الفارغة أمام تدهور الاقتصاد والصحة والتربية وغيرها من متطلبات المعيشة التي تعصف بالبلد)).

أحدث المقالات