12 أبريل، 2024 8:49 ص
Search
Close this search box.

الصين قدوتكم يا عرب!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ديمقراطياتكم باطلة , وحكوماتكم فاسدة , ومعظم أنظمتكم تابعة وتعيش على فتات الأقوياء , وتدين بالولاء المطلق للأسياد , ليس ذلك رجما بالغيب , وإنما إقرارا بالعيب , فالبلدان منقوصة السيادة , وتعيلها الدول الأخرى , فتطعمها وتسلحها وتعد لها أسواق صراعات وسوح نزالات تستثمر فيها وتستنزف ثرواتها , والأمثلة واضحة متكررة وقائمة من حولكم.

فلا ديمقراطية تنفعكم ولا ديكتاتورية ترحمكم , وما عليكم إلا أن تعيدوا النظر بواقعكم وتستنهضوا هممكم وتقتدوا بالصين , فنظامها هو الأنفع لكم من أي نظام سياسي على وجه الأرض.

النظام السياسي الصيني لا هو ديمقراطي ولا ديكتاتوري ولا إشتراكي ولا رأسمالي , وإنما خليط من كل شيئ , وأساسه وجوهره الكفاءة والقدرة على الإبداع والإنتاج والعمل الجاد , ويبدو أن العديد من دول العالم تعلمت منه وهندست أنظمتها من وحيه , إنطلاقا من مفردات ما فيها وبعناصرها الذاتية والموضوعية.

فهو نظام إنتخابي مصغر ومشروط ومرهون بالجد والإجتهاد والتعبير عن المعدن الوطني والإنجازي المتميز , الذي يأخذ الشخص تصاعديا في سلم المسؤولية والحكم , إبتداءً من القرية ووصولاً للمدينة , حتى ينتهي الأمر بمجلس المئة صيني الذين تمكنوا من إجتياز العقبات , وتقديم الإبداعات القيادية التي أسهمت بمردودات إقتصادية وتفاعلية وقيادية معاصرة , ومن هؤلاء يتم إنتخاب خمسين ومنهم يُنتخب خمسة وعشرون , ومن هؤلاء خمسة ومن مجلس الخمسة يتحقق إنتخاب الرئيس , وهؤلاء المئة هم الأفضل والأقدر والأكفأ بالتجربة والخبرة , والإختبارات الصعبة التي تفوقوا فيها وتكللت جهودهم بالظفر والنجاح.

فالقائد الصيني يتسلق السلم بكل ما تعنية مشقة وجهد التسلق حتى يكون في الموقع الذي هو فيه بمواصفاته القيادية الجوهرية الأصيلة , والرئيس الصيني الحالي مثل واضح على هذا الكفاح التسلقي المرير , ولهذا حققت الصين وجودها المتميز وقدرتها الفائقة في القيادة على جميع المستويات , وأوجدت نظاما آمنا لقيادة ما يقرب من ثلث سكان الأرض , بنجاح وإزدهار إقتصادي غير مسبوق.

فالنظام الصيني هو كينونة إقتدارية يمكن وصفها بأنها ما بعد الديمقراطية والرأسمالية , ولهذا فأن الدول القوية أخذت عنها وتعلمت منها , ووضعت الكفاءة في موضعها وإبتعدت عن المسميات والمواصفات الأخرى التي تخل بنظام العمل النزيه الصالح لبناء القوة والإقتدار الكاملين.

ويبدو أن النظام الصيني يصلح للحياة العربية , إذا توفرت له قيادات مخلصة وطنية ذات رؤية حضارية معاصرة ووعي إقتصادي , وإدراك حقيقي لقيمة ودور الإنسان في بناء حاضره وستقبله.

أما الهلوسات الديمقراطية فأنها أوردت العرب سوء المصير , ودحرجتهم في جحيمات سقر , وهم الخاسرون المستضعفون المستنزفون المترنحون بما يسكب في كؤوس أيامهم من خمور الديمقراطية المعتقة في كهوف الأنين!!

فهل من قدرة على الخروج من قبضة الغفلة يا عرب؟!!

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب