ديمقراطياتكم باطلة , وحكوماتكم فاسدة , ومعظم أنظمتكم تابعة وتعيش على فتات الأقوياء , وتدين بالولاء المطلق للأسياد , ليس ذلك رجما بالغيب , وإنما إقرارا بالعيب , فالبلدان منقوصة السيادة , وتعيلها الدول الأخرى , فتطعمها وتسلحها وتعد لها أسواق صراعات وسوح نزالات تستثمر فيها وتستنزف ثرواتها , والأمثلة واضحة متكررة وقائمة من حولكم.
فلا ديمقراطية تنفعكم ولا ديكتاتورية ترحمكم , وما عليكم إلا أن تعيدوا النظر بواقعكم وتستنهضوا هممكم وتقتدوا بالصين , فنظامها هو الأنفع لكم من أي نظام سياسي على وجه الأرض.
النظام السياسي الصيني لا هو ديمقراطي ولا ديكتاتوري ولا إشتراكي ولا رأسمالي , وإنما خليط من كل شيئ , وأساسه وجوهره الكفاءة والقدرة على الإبداع والإنتاج والعمل الجاد , ويبدو أن العديد من دول العالم تعلمت منه وهندست أنظمتها من وحيه , إنطلاقا من مفردات ما فيها وبعناصرها الذاتية والموضوعية.
فهو نظام إنتخابي مصغر ومشروط ومرهون بالجد والإجتهاد والتعبير عن المعدن الوطني والإنجازي المتميز , الذي يأخذ الشخص تصاعديا في سلم المسؤولية والحكم , إبتداءً من القرية ووصولاً للمدينة , حتى ينتهي الأمر بمجلس المئة صيني الذين تمكنوا من إجتياز العقبات , وتقديم الإبداعات القيادية التي أسهمت بمردودات إقتصادية وتفاعلية وقيادية معاصرة , ومن هؤلاء يتم إنتخاب خمسين ومنهم يُنتخب خمسة وعشرون , ومن هؤلاء خمسة ومن مجلس الخمسة يتحقق إنتخاب الرئيس , وهؤلاء المئة هم الأفضل والأقدر والأكفأ بالتجربة والخبرة , والإختبارات الصعبة التي تفوقوا فيها وتكللت جهودهم بالظفر والنجاح.
فالقائد الصيني يتسلق السلم بكل ما تعنية مشقة وجهد التسلق حتى يكون في الموقع الذي هو فيه بمواصفاته القيادية الجوهرية الأصيلة , والرئيس الصيني الحالي مثل واضح على هذا الكفاح التسلقي المرير , ولهذا حققت الصين وجودها المتميز وقدرتها الفائقة في القيادة على جميع المستويات , وأوجدت نظاما آمنا لقيادة ما يقرب من ثلث سكان الأرض , بنجاح وإزدهار إقتصادي غير مسبوق.
فالنظام الصيني هو كينونة إقتدارية يمكن وصفها بأنها ما بعد الديمقراطية والرأسمالية , ولهذا فأن الدول القوية أخذت عنها وتعلمت منها , ووضعت الكفاءة في موضعها وإبتعدت عن المسميات والمواصفات الأخرى التي تخل بنظام العمل النزيه الصالح لبناء القوة والإقتدار الكاملين.
ويبدو أن النظام الصيني يصلح للحياة العربية , إذا توفرت له قيادات مخلصة وطنية ذات رؤية حضارية معاصرة ووعي إقتصادي , وإدراك حقيقي لقيمة ودور الإنسان في بناء حاضره وستقبله.
أما الهلوسات الديمقراطية فأنها أوردت العرب سوء المصير , ودحرجتهم في جحيمات سقر , وهم الخاسرون المستضعفون المستنزفون المترنحون بما يسكب في كؤوس أيامهم من خمور الديمقراطية المعتقة في كهوف الأنين!!
فهل من قدرة على الخروج من قبضة الغفلة يا عرب؟!!