لا أكتم القراء الكرام سرا بمشاعر الفخر والاعتزاز التي انتابتني بعد نشر مقالي ( انهيار التعليم العالي في العراق) على موقع كتابات الشجاع، من الاتصالات التي تلقيتها من أخوة اعزاء في مؤسسات التعليم العالي والجامعات ولاسيما من الجامعة المستنصرية وجامعة النهرين والجامعة العراقية وجامعة ميسان، وقد وعدوني بالاطلاع على مهازل ونوازل عديدة تكتنف التعليم العالي في عهد وزير التعليم (علي الأديب)، الذي أتمنى من كل قلبي براءته من الجرائم التي ترتكب من خلاله.. ولكن إن ثبتت براءته أيكون الغافل أمينا على وزارة ؟!!
أما النازلة الكبرى فهي تسلق شخص لعب على حبال التعليم ولم ينتم يوما الى أخلاقياته أعني د.فلاح الاسدي رئيس جامعة النهرين حاليا والموعود بتسلم المستنصرية ـ كما تسلمها من قبل ـ والقفز منها الى وزارة التعليم مستقبلا لو اكتمل مشروع الفاسدين والحاقدين على العراق لا سمح الله ..
هذا الرجل الذي ادعى من دون حياء أنه كان يعيش حالة جهادية ضد النظام السابق وأنه حكم بالاعدام ثم هرب !!، كما ادعى المحسوبون عليه ممن توزعوا مؤخرا ـ بأمر الوزير لا بإرادته ـ على الجامعات عمداء ومساعدي جامعات، وياللعجب هل كان نظام صدام بهذه السذاجة وهذا الضعف ليتمكن فلاح الاسدي واتباعه الصغار من خداعه أم أنها أكذوبة اختراق حزب البعث التي طلع بها البعض للضحك على الذقون ؟
وسبب حديثي معلومات وصلتني من مقربين للاسدي تؤكد أنه كان من اشد مؤيدي النظام السابق ومن صغار المتسلقين في حزب البعث أيام كان البعث يضطهد المنتمين الى حزب الدعوة أو المحسوبين عليهم ولو على الشبهة، وقد نفعه السعي بالقربين اليه عبر تقاريره بأن أوفد لاكمال الدكتوراه خارج العراق على نفقة الحزب وأجهزة النظام، وعاد بالدكتوراه ليكمل مسيرته (النضالية !!) في اضطهاد الأهداف المرصودة للنيل من الحزب والقائد ووقع ضحيته وضحية تقاريره وتقارير أشباهه أكثر من بريء، وما إن استلم موقعا حتى كشر عن انيابه ومارس الاضطهاد بشكل سافر ليرضي أسياده ( يبدو أنه مغرم بالتطرف في ارضاء أسياده مهما اختلفوا المهم أنهم في السطة )، حتى عرف باسم (فلاح صوندة ) نسبة الى خرطوم المياه المتصلب الذي يستعمل أداة للتعذيب وترمز للعنف والتخويف، وقد لازمه هذا اللقلب حتى عندما صار رئيسا لقسم التاريخ في جامعة بغداد .
أما أكذوبة هربه من النظام بعد أحداث 1991، والحكم عليه بالاعدام فهي من أشد المضحكات، وإن احتوت على بعض الجذورالنافعة، حيث صنف (فلاح صوندة) كعادته الانتهازية من العناصر المتخاذلة في الدفاع عن النظام لحظة الوصول الى حقيقة سقوطه بضربات الثوار في الانتفاضة الشعبانية بعد هزيمته عام 1991، فتحول “صوندة” من التعبئة لقتال الامريكان وعملاء ايران قبل حرب احتلال الكويت وأثنائها الى مختبئ في جحر يحاول من خلال أقاربه أن يبرئ نفسه من النظام كحال الكثير من البعثيين اليائسين آنذاك، وكان فلاح من جناح (الرفيق سمير الشيخلي) الذين تخاذلوا عن نصرة النظام في ضعفه، وإن لم يقوموا ضده بأي عمل . وبعد استعادة نظام صدام زمام المبادرة أعلن هؤلاء ولاءهم من جديد واختلقوا قصص محاصرتهم من الثوار ووصولهم الى القتل كما قتل (رفاقهم!!) على ايدي المنتفضين وقاموا بحملة للزج بالكثير من الاسماء في الرضوانية وغيرها بتقارير كتبوها عن اسماء الذين تحركوا ضد النظام، ولم يكن من الحزب ونظامه الا أن قبل توبتهم في وقت استعادة صعبة للسيطرة وقرر ان يمنحهم فرصة في مواقع أخرى.. فذهب صوندة مع الوجبات الأولى للبعثيين المتجهين الى اليمن وليبيا لاستكمال النضال هناك من جهة ومكافأة لهم وحفاظا عليهم من ايدي المنتفضين الذين قاموا بعمليات اغتيال كثيرة (للرفاق البعثيين) ممن وشوا بالأبرياء والمجاهدين ..
تلك سيرة صوندة في النضال السلبي أما قصته ما سقوط النظام فتفاصيلها معروفة ويمكن سرد المخزي منها لاحقا فبعد سعي حسني النية والطيبين ليتولى رئاسة الجامعة المستنصرية فجعلها معسكرا يقوده أخوه الحاكم بأمره اينما يتولى فلاح مسؤولية حتى اطاحت به أفعاله فأعاد تنشيط نفسه من خلال الاتفاق مع الميلشيات التي تعبث بالتعليم للاستيلاء على الجامعات مرة أخرى والتفاصيل كثيرة .. والسؤال الذي يندى له الجبين هل يستحق مثل هذا أن يكون مسؤولا عن ابسط مرفق في الجامعة ليكون رئيسا لجامعة علمية يعيث فيها فسادا ؟!! وهل يستحق كل هذه العناية من وزير قدم نفسه مجاهدا يسعى للاصلاح ؟! وهل يمكن الوثوق بمثل هذا المتلون وخدامه من صغار المدعين والفاسدين والمفسدين في الجامعات ليمنحوا فرصة اعتلاء مناصب علم وعمل وتشريف ؟!!
وهل ينفع بعد التحول الى الديمقراطية استعمال “الصوندة في التعليم العالي” ؟!!