للصراعات الطائفية مراكز بحثية تديرها أجهزة إستخبارية بقدرات متطورة , وكفاءات عالية , وإنطلقت في ذروة نشاطاتها منذ بداية العقد الأخير من القرن العشرين بكتب ومطبوعات متنوعة , وعندما أطل القرن الحادي والعشرون , وهيمنت وسائل التواصل على التفاعلات البشرية , برز الذين تم تأهيلهم لإيهام الناس بأن العلة في الدين , وتحقق هجوم شرس على القرآن الكريم بآياته , وعبارات وكلماته , بذريعة إعمال العقل في النص القرآني , وكأن العرب والمسلمين لم يُعمِلوا عقولهم آلاف المرات في النص القرآني , وما كتبوا مئات الموسوعات والتفسيرات على مر العصور.
فالتراث القرآني المتراكم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا , لا يضاهيه إنتاج فكري ومعرفي في تأريخ البشرية , ولا يوجد كتاب تحقق له ما للقرآن من شروحات وتفسيرات وتأويلات.
وتجدنا أمام المُسوَّقين إعلاميا من الذين يحملون لافتات التجديد وإعادة قراءة القرآن وتفسيره , والتوجهات الخالية من الفائدة , والمساهمة بأكبر الأضرار.
فما قيمة القول بإعمال العقل في النص الديني؟
بعضهم يتصدى للكلمة , والآخر للفظ , وغيرهم للمعنى الظاهر والباطن , وهي طروحات ساعية لإلهاء الأجيال بما لا يطعم من جوع ولايمنع من خوف.
إنها سلوكيات تضليلية خداعية , لتمرير أجندات وبرامج خلاصتها تدمير الأمة بنفسها , أي تحفيز الطاقات السلبية فيها , والتي يمكن تأجيجها بواسطة الدين , بعد إيهام المسلمين بأن لا دين إلا دينهم , فالأديان الأخرى لا وجود لها , ودينهم الدين الوحيد الذي إذا لم يتبعه المسلم يُكفَّر ويُزندَق ويُرجَم , ويُفترَس من قبل أخيه المسلم , وفقا لآليات تدمير الهدف بعناصره , ولذلك صار الدين من أسهل عوامل التفرقة والعدوان بين المسلمين.
فأين الدين , يا أمةً على دمارها بأعدائها تستعين!!