الصنم: تمثال من الخشب أو الحجر أو المعدن يزعمزن أن عبادته تقرّب إلى الله.
الإنتماء لشيئ أيا كانت طبيعته من النوازع البشرية الدفينة , عبّرت عنها أجيال الحضارات القديمة , ولا تزال شائعة في الهند والصين واليابان وعدد من المجتمعات الأخرى , فلا يوجد مجتمع معاصر لا توجد فيه فئات أو جماعات لها أصنامها المتنوعة.
فالبشر بحاجة للإنتصار على الغيب , ويكون ذلك بإختلاق ما يوهمه بأن هناك مَن يدير دفة الغيوب وعليه أن ينقاد له.
أبناء الحضارات القديمة أوجدوا لكل ظاهرة إلها , وتطورت الأفكار عبر العصور لكن أسسها ومفرداتها ما إنتفت , فما تحقق قبل آلاف القرون لا يزال فاعلا بدرجات أقل على مر القرون.
وعندما إنطلقت الأديان التوحيدية , بحث البشر عن ضالته الصنمية , فبدلا من صنعها بيديه , صنعها بمخيلته , فابتدأ بتأليه الأشخاص والإنتماء الأعمى إليهم.
ففي الديانات التوحيدية خصوصا , هناك بشر مقدس يتعبد في محراب رؤاه الملايين من التابعين الخانعين لإرادته , والذين يحسبونه صورة من الرب المطلق.
وتجد العديد من المجتمعات مرهونة بأشخاص تقدسهم , على أن التقديس تحوّل إلى تجارة مبتذلة , بضاعتها البشر المغفل المرهون بالصنم البشري المقدس , الذي يقرّب إلى الرب زلفى.
ويبدو أن إعمال العقل عملية شاقة لا يستطيعها عامة الناس , ويفضلون تعطيل العقول والإنحشار في القطيع , التابع القابع بأحضان صنم وضع على راسه تاج التقديس.
ولا يمكن للبشر إستعمال عقله أمام المقدس , بل الخضوع والسمع والطاعة من أركان الإنتماء للرمز المقدس.
وهكذا فالتوجه نحو الصنم أو الوثن , إتخذ أساليب أخرى بموجبها تحوّل بعض البشر إلى أصنام.
وهذه الأصنام البشرية يطغى عليها ما يحوّلها إلى موجودات خيالية لا وجود لها فوق التراب.
ولن تتحرر البشرية من الصنمية لأنها نزعة متجذرة فيها , فلابد من الصنم لتأمين إرادة الحياة!!
وقل ما تقل , فلكل مخلوق صنم!!