في حقيقة الأمر إن التقرير الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية عن حياة المجرم المالكي كان يحمل في طياته العديد من الحقائق وإن كان التقرير لم يفصح عنها, لكنها واضحة لمن يدقق في ما بين السطور, وقد انتبهت إلى أمر مهم وأنا أتابع هذا التقرير وهو … إن إيران هي من تقف خلف عمليات التفجير الإرهابية التي طالت مرقد الإمامين العسكريين “عليهما السلام” في سامراء وكذلك هي المسبب لحادثة التدافع على جسر الأئمة في بغداد التي راح ضحيتها الآلاف من العراقيين الأبرياء, فكما بين التقرير إن المالكي هو الساعد الأيمن لإيران في العراق وهذا لا يختلف عليه اثنان, في حين إن الأمريكان في عام 2005 دعموا إبراهيم الجعفري ليصبح أول رئيس وزراء عراقي منتخب بعد عام 2003 لكن شخصية الجعفري لم تكن بالمستوى الذي يلبي رغبات إيران في العراق خصوصاً وان الأمريكان متواجدين هناك فكانوا يبحثون عن شخصية تستطيع خدمتهم بشكل جيد.
الأمر الذي دفع بها لإثارة الفتن ونشر عمليات الإرهاب والقتل على الهوية والتفجيرات والطائفية في أيام حكم الجعفري, وبادرت إلى إثارة الطائفية من خلال التسبب بحادثة التدافع على جسر الأئمة في بغداد, لكن هذه الخطوة فشلت وجاءت بنتائج عكسية حيث اثبت الشعب العراقي تلاحمه ” آنذاك ” عندما قام أبناء الأعظمية ومنهم الشهيد “عثمان العبيدي” بإنقاذ الكثير ممن سقط في نهر دجلة من الزوار, فكان لا بد لإيران الشر أن تقوم بمحاولة أخرى لإشاعة روح الحقد والبغضاء وإشعال نار الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي فجندت مخابراتها ومرجعيتها الفارسية في النجف, فقام عملاء مخابراتها بعملية تفجير ضريح الإمامين العسكريين, وفي وقتها قام مرجعها الأبكم – السيستاني – بإصدار فتوى تحريضية في باطنها, وظاهرها دعوة لضبط النفس !!! حيث أمر بترك الناس تعبر عن رأيها, وكان التعبير عن الرأي هو حمل السلاح والاعتداء على أهل السنة ومقدساتهم فكانت بداية الحرب الطائفية.
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي السابق علناً بأن مخابرات إيران هي التي فجرت مرقدين الإمامين العسكريين في سامراء, وهذا قبل سنوات من بث برنامج الجزيرة ( الصندوق الأسود ), يضاف لذلك كله إلى قيام مخابرات إيران ومليشياتها العالمة في العراق بعمليات الاغتيال للسياسيين البارزين والعلماء العراقيين, وهذا ما جعل حكومة الجعفري في نظر أصدقائه الأمريكان في وقتها حكومة مهزوزة ولا تصلح لقيادة العراق في تلك الفترة, ومرفوضة أيضاً من قبل العراقيين, من ثم دعمت المالكي ليصبح الأمين العام لحزب الدعوة وبعد ذلك حركت أتباعها من التحالف الشيعي بقيادة عبد العزيز الحكيم للمطالبة بتنحية الجعفري وتنصيب المالكي رئيساً للوزراء.
وهذا ما جعل الأمريكان يقبلون به كبديل للجعفري, لأنهم أحسوا فيه الشخصية التي يستطيعون من خلالها التقارب مع إيران في بعض المواقف والمصالح التي تقتضيها مصلحة الدولتين, وبالفعل استطاع المالكي إن يحقق تقارب بينهما في فترات عدة, كما بين التقرير بان الإرهابي المالكي عمل على تنفيذ عمليات اغتيال للكثير من الشخصيات بحسب توجيهات أمريكا وإسرائيل وإيران, النتيجة والمحصلة النهائية إن الحوادث البارزة التي حدثت في العراق خصوصاً في عام 2006 وما تلته من أعوام كانت من خلفها إيران, وهذا ما توصلت له عند ما شاهدت هذا التقرير, وهذه الحقيقة قد أشار إليها المرجع العراقي الصرخي في حواره الخاص مع صحيفة بوابة العامة والذي كشف فيه عن المشروع الفارسي في المنطقة وخصوصاً العراق, حيث قال …
{{… أن إيران صاحبة المشروع الإمبراطوري الذي عاصمته العراق تعمل منذ الأيام الأولى للإحتلال وقبل جريمة تفجيرها لمرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وإفتعالها للمعركة والحرب والإعتداءات الطائفية الأولى عام 2006 فإنها تعمل على إبتداع وتأسيس ووضع خطوط دفاعية متعددة لحماية حدود إمبراطوريتها المزعومة وأهم خط دفاعي إستراتيجي عندها هو التغيير الديموغرافي المجتمعي على الأرض محاولةً إبعاد كل ما يحتمل خطره عليها وعلى حدودها ومشروعها…}}.
فإيران لا يهمها دين أو مذهب أو إنسانية, وإنما تهمها المصلحة والمنفعة والمكسب أينما كان وكيفما كان, وعندها الغاية تبرر الوسيلة وإن كانت ضرب الأضرحة المقدسة أو قتل الناس, وما فعلته بالشعب العراقي والسوري واليمني والبحريني واللبناني, وما فعلته بشعبها في الاحواز وفي بلوشستان وفي مهاباد وفي باقي المدن الإيرانية هو من اكبر الدلائل على إن إيران هي إمبراطورية موت وقتل تتخذ من إثارة الفتن غطاءاً وذريعة لها في التدخل شؤون الدول الأخرى.