تعد القوة الاقتصادية اليوم من اهم مقومات الدول للسيطرة عالميا، لذلك نرى احتدام الصراع بين اقوى الاقتصاديات في العالم امريكاوالصين، والتي تعتمد على الصناعة كجزء مهم لدعم الاقتصاد، واذا ما تصفحنا ايرادات الشركات مقارنة بايراد العراق من مبيعات النفط سنعرف ان للصناعة اهمية لاتقل عن النفط.
حقيقة لا اريد ان يتصور القارئ بأننا لايجب علينا الاعتماد على النفط كوسيلة تقوية اقتصادية، ولا اريد ان ارسم صورة للصناعة بعيدة عن اهمية النفط الا ان الاعتماد الكلي على البترول غير نافع بالمرة، واذا لم نتدارك انفسنا والواقع المفروض في مواكبة الثورة الصناعية والتكنولوجية التي يشهدها العالم سنكون بمصير مجهول واقول مجهول بالمدى السيء حتما.
عزيزي القارئ ساذكر لك على سبيل المثال حجم الواردات من بيع النفط وما يقابلها من واردات شركات معروفة (واردات ولا اعني نسبةالارباح) ومن ثم نكمل واياكم بقية المقال..
بلغت ايرادات العراق من النفط حين كان سعر البرميل ٦١ دولار لعام ٢٠١٩ (٧٨ مليار دولار).
وبلغت ايرادات شركة ابل (Apple ) للعام ذاته (٢٦٠ مليار دولار).
اما شركة هواوي ( HUAWEI ) فبلغت ايراداتها ولنفس العام ( ١٢١ مليار دولار).
ان ايراد شركة واحدة يفوق حجم ايراد العراق من النفط. هل اتضحت لك اهمية الصناعة؟ وهل تعلم ان هذه الشركات وغيرها تؤثر سياسيا في اكثر البلدان؟ انها القوة الاقتصادية الضاربة والثورة الصناعية فأين نحن من كل هذا؟
استطيع ان اقول ان ادارة العراق اليوم لم تصل حتى لمستوى شركة عالمية واحدة من حيث النجاح والتقدم الصناعي.
ويأتي من يصدع رؤوسنا ويحاول جر العراق لصراعات دولية تحت مسميات وشعارات فارغة.
نحن اليوم بحاجة ماسة لاحياء الصناعة ومواكبة العالم للحصول على استقرار اقتصادي على اقل تقدير وللحد من البطالة التي باتت تهدد مستقبل شبابنا، صحيح ان ذلك يتطلب جهدا كبيرا ووقتا الا ان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوه.