23 ديسمبر، 2024 7:48 ص

الصقر يموت غماً ..والسفهاء بوجوه جديدة

الصقر يموت غماً ..والسفهاء بوجوه جديدة

عندما ينتحر الصقر غماً وهماً هنا تبدأ المشكلة الحقيقية لعيشه في عالمٍ ضيق الافق يبحث فيه عن الحرية والفضاء ليحلق به وقت ما يشاء دون قيود وسلاسل تكبله ,نفسه الجلاد ماسكاً بيده نفس السوط منذ الاف السنين تغير فقط شكله وأسمه وهويته يمارس وظيفته ولدية عقدة الراحة بالضمير بقلبٍ رحب في كل زمان ومكان فرحاً بعذابات وآلام جراح المعذبين لم ترمش له طرف عين عندما يشاهد المعذب يموت أو يفقد احساسه بالحياة ,وأن سمع صراخه يعلو فهو مستمر بمهنته التي تنسجم مع مسخيته .
كنت أتأمل في المحن والأزمات التي رافقت حياة سيد الحكمة علي (ع) ,وتحديداً لماذا يمتحن ابا الحسن وهو القائل {فصبرت على كظم الغيظ ..وأمرمن طعم العلقم}وغيره من الاحرار بأبتلاء بقوم سفهاء…أمعات ..أقزام ,الا يوجد هنالك نظراء لهم فيقفون أمامهم وتكون منازلة عادلة ,وكل من له سلاحه سواءاً بالمبارزة ,أو مناظرة فكرية ,لم يتجرأ أحد لقول الصدق ,كانت المهادنات والمساومات على مصراعيها في لغرض التسقيط والتشويه برمزه ,حيث يقول الكاتب الكبير العقاد رحمه الله {أن مثل علي أن ابي طالب لايمكن أن يكون الا علي أبن ابي طالب }ثوابته ومبادئه والتزامه الأخلاقي والإنساني تمنعه من أي فعل ٍ به ذرة إساءة أو ضرر,دفع ذلك السمو والزهد والإيثار بسلوكه بالآخرين من أراذل القوم بأن يسلطوا عليه قوم ممسوخين لايمتلكون أي واعز اخلاقي ,ذهبوا ينسجون اقاويل وحكايات كاذبة سعياً منهم لرسم صورة معتمة غير حقيقية عنه,هو الوجع بذاته الذي يكابده اليوم من يسير على طريق الحق نجده يعاني ويتألم لا ناصر ولا معين له ,يتحدث مع من حوله بأمور فيها النصح والإرشاد ويتفق معهم على مواجهة الانحراف وتحقيق الإصلاح ويكون الاتفاق نهائياً بأن غداً ستكون خطواته ناجزة وفاعلة لحسم أمور كثيرة ,لكنه يتفاجىء بأن الذين عقد معهم الاتفاق تنصلوا عنه وضاعت أحلامهم في مهب الريح كل الاحاديث والحكم التي تحدث عنها لم ينصتوا لها ,مرارة الألم وطعمه كان يشربه بكأس العلقم ,يقول لهم انكم بسكوتكم عن قول الصدق ستجرؤون الفاسدين
والامعات بأن يأخذوا مكانات ومواقع مهمة ليتسلطوا على رقاب الناس البسطاء والضعفاء ,وستشاركونهم بالاثم والعمل القبيح لآنكم أستحسنتموه ورضيتم به ,فأول عملٍ يقوم به المتسلط هو ضربهم بحذائه (للسفهاء ) فدورهم انتهى واستنفذت اوراقهم ولم يعد بحاجة اليهم, وبدأ ت رحلة المعاناة والعذاب بشبكةٍ يقيمها من الفاسدين والمفسدين يتقاسمون الغنائم والملذات بدون وجه حق أشبه بالفريسة التي تتكالبت عليها الذئاب المفترسة دون رحمة ورأفة يقطعونها بشراهة ليملؤوا بطونهم حقوق اغتصبوها من أصحابها بحجج وحيل متعددة متنوعة مادام هنالك وعاظ وظيفتهم تجميل الصور السوداء .