يقول آنشتاين العالم الرياضي الشهير 🙁 انه لمن الحماقة ان تعتقد أنك ستحصل على نتائج مختلفة وأنت تكرر الشيء نفسه). فكيف سيتغير العراق بنفس القيادات التي ساقته الى الفشل الذريع .
الاوطان هي أحضان الأمهات..فلا احد يخون حضن أمه الا اذا كان غريبا عنه.فسأل من باعوا العراق ولا زالوا يتمسكون بالدين ؟ فمن هؤلاء يرتجى خير الوطن..؟
القيادة الدكتاتورية في العهد السابق خلفت لنا قيادة أفسد منها بعد التغييرفي 2003، قيادة ما آمنت بالله والوطن قدر أيمانها بمصالحها الذاتية ، فادت الى شيوع نظرية الفساد العام بين غالبية القياديين ، فلا احد من المسئولين الا ومتهم بها؟ لذا فغالبيتهم يرتجفون اليوم من الأستجواب والمسائلة وما قد تسفر عنها الأنتخابات لذا يستقتلون في الفوز والحصانة من المسائلة .،ولو كنا نملك برلمان بصحيح لدخلت كل هذه الرؤوس الحاكمة اليوم في نفايات التاريخ ،ومع هذا سينكشفون غدا امام التاريخ .
من هذا المنطلق يستميتون اليوم لأعادة الروح الى التحالفات الطائفية البغيضة وبقية التحالفات المشبوهة التي وضعت يدها بيد الخونة الذين روجوا لنظرية التدمير، فأجرمت بحق الوطن والمواطنين ….وما دروا ان الوطن هو الام وحاضنتها ..والام حرام ان تُخان.
المواطن هو الوحيد الذي قُتل وهُجر، وأنتهك ودُمر ،و لم يلمس التغيير،لا بل اصبح على قناعة ان وطنه ضاع بين حرامية التغييرورجال الدين منهم لذا رفعه لشعار( باسم الدين باكونا الحرامية ) سيبقى عنوانا لفشلهم في التاريخ . فلا محاسبة ولا حساب ،ولا غيرة ولا ضمير…صدقوني كلهم يكذبون لانهم سارقون.. فلا تسمعوا وصاياهم وما يقولون ، لأنهم لا يؤمنون بدين ولا بوطن .. لكنهم يؤمنون بالطاغوت هم والمؤيدون بعد ان خربوا منهج الدراسة ودمروا صحة المواطن واشاعوا الفساد فيها ،وحنثوا اليمين ، واهملوا الوصايا العشر ، لكنهم كانوا اغبياءً لا يدركون ؟
لو كشفت الاسرار والملفات المخفية عند المالكي كبيرهم الذي علمهم السحر لشاب لها راس الولدان والبنون .
وهذا هو ما عبر عنه العالم آنشتاين بالضبط ؟ فكيف يعود لحكم الوطن ..؟
2
ليس من الضروري ان يكون ضعف الدولة نتيجة لفساد الناس،اولهبوط هممهم لأستنامتهم لمهاد الدعة وميلهم للعيش الرغيدعلى حساب الوطن ،وقبولهم للهوان،وانما الذي حدث في العراق هو ان القوة المعنوية والمادية الدافعة للقيادة الباطلة تراخت وضعفت وأنهارت نتيجة اختراق القانون والعدالة الاجتماعية وثوابت الوطن ،لذا فأن الخيانة هنا هي المفتاح الذي فتحت به ابواب التدميرعلى الوطن وابواب جهنم عليهم ،حين حسبوا ان الوطن زقاً وقينةً لهم …وهم خاطئون؟.
هذا التوجه الخاطىء في القيادة العراقية زرع فيهم حالة الضياع المواتية لقبول الخطأ ،فماتت فيهم نزعة الوفاء والاخلاص والابداع والابتكارلمصلحة الوطن والناس ،فأشرأبت نفوسهم الى المزيد من سرقة المال العام الذي اضفى عليهم التحسن المادي الذي تعودوا عليه ،فاصبح من المستحيل التخلى عنه – كما وصفهم العبادي يوما – لذا لم يعد للوطن وحقوق المواطن من اهمية غيرية في تصورهم واعمالهم،ولم يعودوا يهتمون بكل نقد جارج يوجه اليهم،فأصبحوا احجار تماثيل بلا قيم واقفة بلا حراك لا تهمهم عواصف التدمير .
هذه الحالة حدثت في عهد النبي ابراهيم الخليل (ع) عندما استنطق التماثيل ولم ترد عليه ،فأقدم على تهشيمها ، فثارت عليه الكهنة يريدون قتله ،فرد عليهم قائلاً :،”بل فعله كبيرهم أسألوهم ان كانوا ينطقون ،الأنبياء 62 ” ، لربما ينطق ليقول لكم ان كان ينطق مثل البشر .
ان التاريخ يخبرنا انه لا يمكن لأمة ان تنهض الا اذا وجدت فيها النخبة المخلصة القائدة التي تجردت عن كل مطامع البشر وسخرت جهودها للوطن كما في غاندي وجوما كنياتا وعبد الناصروغيرهم من المؤمنين بشعوبهم والوطن ،من هنا وبمساعدة الشعب يحصل التجديد التدريجي فيها كما حصل في القيادة الأمريكية على عهد جورج واشنطن الكبير ، وفي روسيا على عهد ماركس وانجلز وهنري لا سال، وفي العالم الاخر على يد آدم سمث، وفي الصين على عهد ماو والبقية من ورائهم يعملون وينتجون تحت مضلة القانون الصارم في المراقبة والتنفيذ،
فأنتجوا دولا وشعوبا بنت حضارات وأمم….
وبهذا التوجه النخبوي المخلص تحركت الامة بقيادتها حتى بلغت اقصى ما ترغب وتريد بعد ان وضعت الدساتير والقوانين التي نظمت حقوق الناس،فاصبحت الامة مرهونة بقواها الداخلية الكامنة في نفوسها وما تملك من الأمكانيات لتستمر في مسيرة الاصلاح وتحقيق الامان والأطمئنان والكفاية والعدل فظل استقرار الدولة السياسي
4
والاجتماعي دائما لهم .فهل ستتعلم قيادة الفساد والخيانة في العراق ما تعلمته قيادات الاخلاص والشعوب ؟ النقيضان لا يلتقيان ..؟
عليهم ان يعلموا ان لكل طموح حدود… ولكل توسع مدى…؟
ان طروحات التجديد للفكر الحضاري العراقي المعتمد على النص الديني ، لا تأتِي بثمارها او نتائجها المثمرة مالم يتم أختراق ما سمي بالاصول بعد ان أنتهت رسالات السماء وتوقف الايحاء الرباني للانبياء ، لذا فان التجديد لابد ان يكون انسانيا وليس ربانيا كا يدعي اصحاب نظرية الاصول الفقهية التي لا تخترق كما يعتقدون ، ويعرضوا عن نظرية المهدي المنتظرالوهمية،وولاية الفقيه الدكتاتورية ، ومالم يَكتشف الانسان العراقي بنفسه عوامل الاختراق المتمثلة بالأبتعاد عن مواصفات الحقبة الاولى للاسلام مع الأحتفاظ بالرؤية الحقيقة لواقع التغيير الاجتماعي ،ليكون مدخلا لتأسيس المجتمع القانوني الذي يحكم الظاهرة الجديدة ،لن يستطيعوا تطبيقه على المجتمع الجديد . لا بل سيكون مآلهم الى الزوال الحتمي وموتهم كما مات الطغاة من البشر ؟.
اذن لابد من تغيير جذري ، لكي ينهض الانسان العربي بأيمانه الحقيقي ،وتتجدد قيمه ،,تستمر مجتمعاته الجديدة .
وعملية التجديد هذه لا تعتبر مسألة في النظر او العمل،بل فيهما معاً. وعلى مستوى الرؤية التاريخية ،والعمل الفكري الحاضر والشامل والمستقبلي. ولا يتحقق هذا التوجه الا بربط التوجهات بالمنطلقات بخطوطها العريضة ، وذلك بفصل مؤسسة الدين عن مؤسسة السياسة،لان المؤسسة الدينية لا تؤمن بالفكر الحر ولا بديمقراطية الرأي في
التطبيق،لذا فأن محمدا(ص) لم يشكل دولة دينية بل مدنية مقيدة بدستور. ان اصحاب الدولة الدينية في ولاية الفقيه يؤمنون بالفلسفة المثالية المطلقية التي تؤدي الى ان اصحابها يعتقدون بأن فكرهم يمثل خلاصة العلم ونهاية التجارب ،وهم اصحاب الاسرار المقدسة (قدس سرهم ) التي لا يجوز اختراقها ،فكيف تستطيع التعامل والحوار معهم وهم محصنون بقدسية التحصين ؟،ولا يعترفون حتى في النص الديني .
من هنا فرضوا علينا نظريتهم بتجميد العقل العربي وقاوموا كل تغيير.
ان استمرار الصفوة القائدة في العراق على الخطأ في التطبيق تاركة الشرعية وحقوق الوطن والمواطنين على الغارب وهي لا هية بكل مكتسبات الشرعية كما تتصور مستندة الى نظرية القوة،سيكون مصيرها مصير دولة الامويين والعباسيين وكل دول التاريخ التي خرجت على شرعية الامة فكانت نتيجتها القضاء عليها ،لتنشأ على انقاضها قيادة جديدة وهكذا تتلاشى الصفوة الى ان يأتي البديل الواعي في العمل والتطبيق .
5
وبهذا نكون قد وضعنا الأصبع على الجرح للفصل بين الحالتين ،و لما وصل اليه العلم الحديث اليوم من تقدم تكنولوجي قد جعل الكثير من الحقائق النصية تاريخ كما فسروها خطئاً : “أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم “،وما دروا ان ( ألوا ) جمع لا مفرد له من جنسه ،وألوا ليس جمعاً لولي ،ولا من مادته… فجمع ولي هو أولياء وولاية أمر غير
أولي،وكلمة ألوا اي هم المقدمون من الجماعة ،وهم منهم وليسوا على الجماعة ولا في الجماعة.
غاب هذا المعنى عنهم في بداية الأمر فقالوا : “منا أمير ومنكم أمير” فأسسوا منذ البداية لمبدأ المحاصصة البغيضة التي فقدت الشرعية فيها،،لكن لكون ان التجربة الاولى بعد الرسول (ص)كانت في قمتها الروحية،فسرعان ما تم تطويق الأزمة فأجتمعوا على خير.
فكيف اليوم وهم لا يؤمنون بدين ولا بوطن ، ولا بشرعية حكم الدولة ، فكانت المحاصصة البريمرية عنوانا لهم ،والا هل يحق لنائب من الاقلية ان يكون رئيسا للجمهورية وبلا انتخاب شرعي من الناس ؟ كارثة تاريخية طبقتها طبقة الأكليروس الديني في عراق المظاليم ،وأقرت بشرعية دستور ناقص الحقوق والواجبات اليوم دون رادع من دين وضمير،وها هي النتائج يحصدونها اليوم ،
رئيس الدولة يأتمر بأمر رئيس الأقليم …؟ .
أنهم لا يدركون صيرورة الحقوق والقانون الحديث ،فكيف يفتون ويحكمون،والقرآن لم يعترف برجال الدين ولم يخولهم حق الفتوى على الناس ولم يميزهم بلباس معين ،ولم يمنحهم قدسية الاسرار،أنظر الآية 174 من سورة البقرة .
لقد لعبت مؤسسة الدين دورا كبيرا في التدمير حين أقرت بشرعية الاحتلال وتعيين المفضول على الأفضل ولم تعترض، وأقرت بالحلال والحرام وفق نظرياتهم ، واماتت النواهي والأحكام ووصايا الألتزام وشرعنة الأحتلال المنافي لأصول الدين .
ان الصفوة الجديدة التي تحكمنا اليوم في العراق هي بعيدة تماما عن هذه الصفات،واذا كانت تريد ان تنفرد بتطبيق الشريعة والشرعية العادلة ليبنوا وطنا للعراقيين عليهم ان يتبعوا الاصول القانونية والدستورية في التطبيق ، وليست قوانينهم الخاصة التي وضعوها لانفسهم خارج شرعية الدستور والقانون ،كقوانين المرتبات والامتيازات والأيفادات الباطلة والتعيين ،حتى افرغوا خزينة المال العام وجعلوا الشعب يستجدي الأخرين .
أنظر مرتبات ومخصصات الرئاسات الثلاث الباهضة رغم احتجاجات المخلصين رئاسة الجمهورية والوزراء والنواب كما نشرتها مجلة كتابات والتي زادت على نصف مليار دولار لكل منها مضافا اليها قصر الرئاسة والحراسات وامور اخرى مخفية عن المواطنين .
6
كان عليهم ان يلتزموا بالضبط والدقة والامانة وتحري الصدق فيما يعملون ويقولون ،ساعتها الحقيقة التي أخفوها على الناس ،ساعتها سيصدقهم الناس حين يكونوا حكاما عدولا لا بانتخابات باطلة وفق المقسم الانتخابي الباطل والتعيين والتبديل.
ان الخوف كل الخوف عندما تكون هذه الصفوة فاسدة لا تحرص على استيفاء الجانب الشرعي من وجودها كما نراها اليوم فينا ،فيقع بينها الشقاق فتتفرق كلماتها فتعجز عن القيادة فتضيع هيبتها وتسقط قوتها وتفقد دورها في القيادة والتوجيه ،وها هي اليوم القيادة العراقية فاقدة لهيبتها امام الله والمواطنين ، لذا تراها تُتخبط ولا تدري المصير.وهذا ما حصل بالضبط في قيادة الامة منذ التغييرفي 2003 حين جاءت متحدة لكنها في غالبتها كانت فاسدة ومتفرقة همها المال والمنصب المغتصب بدون وجه حق ولا غير.
لكن لاعتب على من استعان بالأجنبي لتدمير وطنه دون رادع من ضمير ،وصدق من قال : (ان احقر الناس من ساعدوني على احتلال اوطانهم )، لذا اخلوا واخترقوا الثوابت الوطنية ومن عارض قتل اوشرد ، فبدلوا خارطة الوطن والحدود لصالح المعتدين ،ومنحوا التعويضات دون وجه حق في التحقيق .
ان من يقرأ في فلسفة التاريخ يرى ان هناك من يبقى في اخر النفق ينتظر حتى اذا سنحت له فرصة الأصلاح وثب من جديد ، وهذا ما نلاحظه اليوم في وثبة الفئة الجديدة النادمة على ما فعلت قبل سنين ؟ لكن الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين …؟
وحتى لا يقول الناس اننا من المنظرين ،نقول للمخلصين – ان صحت التسمية لهم – اسمعوا ما يقول لكم التاريخ والمؤمنين :الصفوة لا غنى عنها فتمسكوا بها،فأهل القُدرة على القيادة والعمل السياسي والتفوق الاجتماعي قلة، نقول للعراقيين :أذا كان وطنكم ومجتمعكم كما تريدون .. أرفضوا مجتمع الغابة السوداء وان كان النور فيها ضياء ،وطالبوا بغلق المنطقة الخضراء سينهزمون اصحابها غدا بلا قتال.
ان : المنافق الحقيقي هو الذي لا يدرك خداعه لأنه يكذب بصدق.هكذا هم يريدون ان يحكموا الوطن اليوم تحت قيادات احزاب التشتت والسقوط في عراق المظاليم . ونحن نقول لهم الزمن تغير فعليكم الرحيل قبل فوات الآوان.