الصفر مزعج، مرض يصيب الأرقام ويلعب بخلقتها ويخربطها، حالة حال حَب الشباب من يخربط الوجه الحلو ويطلع بمكانات عجيبة تخربط أبو أبوها السيلفي والخشم يصير عبالك باص أبو الطابقين من تطلع عليه حباية، ومثل ما تسوي البنت المراهقة كل شي حتى تتخلص من حب الشباب عالخشم، وتحاول كل الطرق الشرعية وغير الشرعية لإزالة الحباية الكريهة، نسوي نفس الشي وي الصفر إللي همين يكبّر ويضخم الأرقام، أيْ رقم ينصاب بمرض الصفر يجي له إلتهاب ويتضخم وتصير حالته حالة، من هاي إحنا جماعتنا في حرب دائمة لمسح الصفر أو أصفارة من أي رقم يجي گدامهم حتى الرقم لا يتخربط.
والصفر مو رقم، مرض طفيلي يتغذى ويعيش عالرقم، يخربط القسمة والضرب وما لا أي إعتبار بليا رقم، وإذا نريد نحافظ على صحة أرقامنا لازم نتخلص من الصفر ، وربك كريم وجليل نطانا ناس خبراء كل همهم بالحياة وكل شغلهم هو إزالة الصفر من الأرقام ، بس قبل ما يزيلون ويشيلون الصفر لازم يخدعون الرقم لأن عملية إزالة الصفر من الرقم عملية مؤذية مثل ما تشلع الپلاستر من مكان كله شعر للرجال أو مثل عملية الشيرة للنساء، لازم تتبع أسلوب الخداع والمراوغة، والخبراء يعرفون هالشي، فيرشون على أي رقم مصاب بمرض الصفر چم صفر حتى يكبر ويتخمّر و يقشمروه ويرتاح إلهم وما يتهيج، فيبقّون الرقم هيچي چم يوم وشهر حتى تجي المصادقة على الإزالة و الناس تأخذ صورة وياه للتاريخ بسبب شكله المخيف، وهناك تبدي عملية الإزالة، صفر ينشال وصفرين مناك أو إصفارة، وآخر شي الرقم ينضرب بصفر حتى كلشي ما يبقى منه ولا تنتشر طفيليات الصفر هنا وهناك.
ومن إنجازات هذول الناس الخبراء بالتعامل وي الصفر هي عقود الكهرباء، هاي العقود أرقامها ضربها مرض الصفر بشكل قوي، خلاها تتضخم و شكلها صار مخيف، فأجوي الخبراء خلولها چم صفر وأنتظروا المصادقة على عملية الإزالة يللا شالوا چم صفر بجيوبهم ، لأن هم هلگد خوش ناس المرض يشيلوه بجيوبهم حتى الميكروبات ما تنتشر وي الأوادم، وبعدين جابوا العقود وضربوها بالصفر على مبدأ داويها بالتي كانت هي الداء ، وتالي نطونا ناتج عملية التعامل وي الصفر ، هب بياض ملفوف بورق كلش كشخة مكتوب عليها : بالعافية .
ومن إنجازات الخبراء همين موضوع بغداد عاصمة الثقافة قبل سنتين، هذا المشروع الناس حسدوه وإنصاب بالعين وجاله مرض الصفر الطفيلي، تضخمت الأرقام وصارت نص مليار دولار، لو كل سينما جديدة تكلف خمسة ملايين دولار يعني فلوس مائة سينما حديثة كنا ننافس بيها باريس وبرودواي، بس الحظ جابنا مرض الصفر وما حد يحلها المسألة غير الخبراء، أجونا وشالوا چم صفر بجيب كل واحد، وبعدين لمعالجة نفايات عملية إزالة الصفر حتى عاصمة الثقافة ما تتأثر بالزبالة ضربوا المشروع كله بصفر حتى كلشي ماكو.
وهسة أكو رقم مائة مليار دولار عساس مال إعمار ما خربه الأشرار، وإحنا إلنا الصافي، ما نتعب نفسنا، كافي ولدنا تعبوا بالتحرير والحرب، هسة خليهم يرتاحون، وإحنا همين گلوبنا بعد ما بيها حيل ، وعلى شنو ندوخ وعدنا خبراء التعامل وي الإصفارة، وداعتكم بس يلزمون الرقم مائة مليار إلا يشيلون منه أرقام المليار إللي كلش مضرة ، وبعدين إللي يبقى ينضرب بالصفر وحال مشروع الإعمار نفس حال عقود الكهرباء، كلشي ماكو، وعليكم إنتظار حرب جديدة ومدن مهدمة جديدة حتى نروح نبوس قنادر البنوك الدولية حتى ينطونا چم مليار .
أدري يا حظي هسة صار إلنا خمسطعش سنة وي هذول الخبراء ليش ما تعلمنا منهم سر الصفر والتعامل وي الصفر ! وداعتكم لو أعرف هذا السر إلا أضربهم بصفر وأسوي الناتج مالتهم صفر ولا چنهم موجودين ولا أجونا، حالهم حال ذاك الرجال إللي حكم ٣٥ سنة تالي شنو كان الفلم ما نعرف ولا إفتهمنا شي، لأن هو همين كان يعرف سر الصفر .