في خبر تازه وملبلب جاء فيه ” قرر رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني،اليوم 29 ك2/ 2024، الصفح عن المحلل السياسي محمد نعناع“، حسبما أفادمحامي السوداني وأوضح ” أن نعناع قدم اعتذاره ولم يكن قادرا على تقديمأي أدلة تثبت الاتهامات التي وجهها لرئيس الوزراء” !
وحتى لحظة الصفح فان نعناع اختبر مطاولته في المعتقل لمدة أسبوعين دون مواجهة او تقديم للمحكمة كما ينص القانون العراقي وكما اوضح بيان لجماعة رفض المعارضة التي ينتمي اليها نعناع !
ولن تعادل سعادة العراقيين سعادة مثل هذا الصفح حتى لو حازوا على كأس آسيا ، فالعفو عند المقدرة من شيم الفرسان ، كما ان تكميم الافواه من شيم كراسي الحكم اللعينة !
وكم كان السيد السوداني متعففا ، وهو يطالب في دعواه التي اقامها عندما كان مرشحا قوياً للإطار التنسيقي عام 2022 ،تعويضا مقداره خمسمائة مليون دينار عراقي بالتمام والكمال !
وعلى ايقاعات هذا الخبر الذي يعبّر عن مستويات حقوق الانسان في بلادنا ومن بينها حقوق التركيع والإذلال ، فإن مهرجاناً شعبيا سيقام في ساحة الانتصارات تحت عنوان ” الصفح ” قيل ان الأمين العام للأمم المتحدة سيكون كبير الضيوف فيه الى جانب السفيرة الاميركية التي ، حسب ماقيل ، من اشد المعجبات بأغنية ” الجو بديع والدنيا ربيع ” !
المصفوح عنه السيد محمد نعناع لم يحضر المهرجان بسبب وعكة نفسية ألمت به بعد تقديم اعتذاره للسيد السوداني ، وانا اقول ” يستاهل ” فالرجل لم يكن بمستوى التحدي ولا بمستوى عنوان جماعة رفض التي ينتمي اليها ، فقد ركع ركوعاً مخزياً ، فاقصى حكم كان ينتظره هو ستة اشهر سجن كانت ستمنحه رصيداً سياسياً على المستوى الشخصي ، ومسألة التعويض المالي الكبير كان بامكان السيد السوداني أن ” يقسّطها ” عليه حال ميسرة كما حصل مع نور زهير وغيره ، فنحن في بلاد الصفح والتقسيط ..!!
أحيل السيد محمد نعناع الى قصيدة الشاعر المصري الراحل أمل دنقلبعنوان ” لاتصالح ..” واقتطع منها هذا المقطع هدية له على مطاولته وجلادته وصبره الايوبي !!!
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟