26 نوفمبر، 2024 12:10 م
Search
Close this search box.

الصــــــدر والعمامــة والأفنــدي – 7 / السياسة الحقيقية

الصــــــدر والعمامــة والأفنــدي – 7 / السياسة الحقيقية

……  ماذا تعني السياسة :
ان مقتدى الصدر هو الاخر ليس سياسيا بدرجة كبيرة. فان مساعيه موجهة بصورة رئيسية نحو ادعاء أولويته في الزعامة.
هذا نص ما قاله فالح عبدالجبار في ص31 في كتابه (العمامة والافندي)، واقول له: احيانا، يحتار الانسان، يضحك لو يبكي؟؟
واساله: ماهو مفهوم السياسة؟
هل السياسة ان يترك البطل بلده، ويهرب الى لندن؟
أم هل السياسة هي ان يعض المجاهد دشداشته بحلكه وينهزم لسوريا؟
او يشلع الى ايران؟
هل ان السيد محمد باقر الصدر يعتبر فاشلا سياسيا لانه لم يهرب من العراق؟
هل ان السيد محمد الصدر يعتبر فاشلا سياسيا لانه لم يهرب من العراق؟
هل ان السيد مقتدى الصدر يعتبر فاشلا سياسيا لانه لم يهرب من العراق؟
ام ان التصدي للاحتلال مناقض للسياسة؟
……… هل جيفارا سياسي؟
وعلى هذا الاساس يعتبر المناضل (جيفارا) ليس سياسيا، لانه لم يهرب ولم يساوم؟
بل هو ليس سياسيا ..لانه ترك كرسي الوزارة ورجع للنضال ضد الامبريالية!!
هكذا، يحق لعملاء الاحتلال ، اليوم، ان يمنحوا شهادات السياسة او يسحبوها.. مادام قد نجحوا في اختبار العمالة، والانفراد بالكرسي..
وهذا مفهوم السياسة عند الاساتذة والباحثين الذين كتبوا، وفقا للذائقة الامريكية، وهذا مفهوم السياسة عند اغلب كتابنا ومثقفينا، الذين لم يحسنوا الا سحب الهواء بأنوفهم وتحويله الى كلام بألسنتهم، او أقلامهم..
والذين لم يقدموا للعراقيين الا ثقافة الهزيمة والانبطاح..
اما من يعمل لاجل المبادئ ولاجل الوطن.. فهو ليس سياسيا.. ولا يفهم في السياسة..
……… هل العمالة سياسة؟؟
والسياسة عندهم، هي الخيانة والعمالة والانانية!!
اما مقتدى الصدر الذي تولى ادارة المعارضة في العراق منذ 1999 .. هو ليس سياسيا!!
مقتدى الصدر الذي رتب انتفاضة 99 واسقط الحكم الدكتاتوري في اكثر من 5 محافظات، بعد اغتيال والده السيد محمد الصدر.. هذا ليس سياسيا..!!
 لان النائمين في لندن، حينها، لم يسمعوا اصوات النيران..!!
مقتدى الصدر الذي واجه ابشع سلطة بوليسية، قبل 2003، وتصدى لتنظيم القواعد الشعبية، ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي وقف بعد ايام دخول القوات الاجنبية للعراق، وطالب بخروج الاحتلال.. هذا البطل ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي قاد اقوى مقاومة سياسية ضد الاحتلال لمدة عام.. ونظم التظاهرات والاعتصامات.. ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي اسس جيش مقاوم، واعترف له، الاحتلال بخسائره ..ليس سياسيا..!!
……  موهبة الزعامــــــة:
مقتدى الصدر الذي استطاع ان يوحد الشيعة والسنة وآخرين، ليقاتلوا تحت عنوان (المقاومة العراقية).. وجعل السني يقاتل في الكوفة تحت قيادته، وجعل الشيعي يشارك في مقاومة الفلوجة ضد الاحتلال، .. هذا القائد الوطني الفذ.. ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي واجه مخطط تفتيت العراق.. واستطاع ان يفتح ابواب الحوار والتفاهم مع الاكراد والسنة ومع القوميين ومع العلمانيين.. ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي اشاد المفكر الكبير حسن العلوي بقدراته الفذة، وانفتح له عقل العلماني (سرمد الطائي).. ليس سياسيا..!!
…….. ادارة الازمـــــــــــــات:
مقتدى الصدر الذي حافظ على العنوان الصدري وما يتعلق به من مكتب وقواعد ووثائق .. بعد اغتيال السيد الوالد عام 1999.. ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي استطاع مواجهة السياسة الامريكية ، التي استهدفت انهائه، او عزله، لكنه انتصر عليها.. أليس الصدر سياسيا..؟!!
مقتدى الصدر الذي استطاع مواجهة مؤامرات المصطفين مع امريكا، عالميا واقليميا ، والتي استهدفت انهائه، اوتحجيمه، وانتصر عليها.. ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي استطاع ادارة اصعب قواعد شعبية، مليونية، عرفها التاريخ، وهذبها، وحافظ على وجودها وتنميتها.. ليس سياسيا..!!
مقتدى الصدر الذي استطاع التعامل مع معارضة، لا تعرف الا العمالة والتبعية، غالبا، واستطاع ان يزرع في بعضها شعورا وطنيا.. ليس سياسيا..!
مقتدى الصدر الذي استطاع ان يكسب ثقة اصعب الشركاء في الوطن، والتفاهم معهم حول الثوابت الوطنية، وشخص الخلل في العملية السياسية، وقدم الخطوات النظرية والعملية لاصلاحها.. اليس الصدر سياسيا؟
وهناك آلاف الأدلة على ان التاريخ العراقي لم يعرف سياسيا وطنيا فذا مثل السيد مقتدى الصدر.. الا ان المقام لا يسمح لي بذلك..
…….. السياسة عند الانهزاميين:
اما الذين توهموا انهم سياسيون.. فهم:
… منهم من حفظ عدد من المصطلحات التي يرددها.. وتوهم انها سياسة.
… او من نجح في ربط نفسه بمخابرات دولة اجنبية.. وتوهم انه سياسي.
… او تملق للسيد الصدر.. وحصل على رئاسة الوزراء.. وتوهم انه سياسي..
وكلام فالح عبد الجبار سطحي، وأثبتت الأيام عدم صدقيته، لان السيد الصدر تصدى للكفاح المسلح ضد الاحتلال، وفي الصفوف الأمامية، وقام ميدانيا بخوض المواجهات وأخلاء الجرحي. ومن يخطط للسلطة، لا يفتح صدره للرصاص، ولا يتقدم لمواجهة اكبر دول العالم.
وانا عندما اكتب هذا، مضطر لان أوضح، ان كل الذي تبجحوا، لم يملكوا واحد بالالف من قدرات السيد الصدر في الادارة والقيادة والسياسة، بل لم ولن يملكوا هذا المقدار من قدرات الكوادر الادارية والسياسية التي اعدها السيد الصدر..
وللحديث بقية..
### الكاتب في سطور:
تدريسي في الجامعة المستنصرية. حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة بغداد. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. تحكمه بعدالة الكفاءات والخبرات.. لتحقيق الرفاهية والخدمات لشعبنا المظلوم..
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh

أحدث المقالات