العمليات العسكرية التي يقوم بها جيشنا الباسل في شمال الحلة ، وغيرها من مدن العراق ملاحقاً فلول الإرهابيون وداعش الذين فروا من ساحة المعركة في الانبار هي عمليات مهمة ، وكان يجب القيان بها منذ زمن ، وتجفيف هذه الحواضن ، والتي أخذت تتسع شيئاً فشيئاً ، حتى أخذت تقترب من بغداد العاصمة في محاولة ، لإثبات وجودها وإطلاق رسالة انها قادرة علة اختراق امن العاصمة متى ما شاءت .
بالتأكيد العمليات التي تقوم بها القوى الإرهابية هي عمليات نوعية ، وتحاول إيقاع اكبر عدد من الشهداء الأبرياء ، وعندما نقرأ هذه العمليات نجدها انها تتركز في العاصمة بغداد ، وتستهدف مناطق وأماكن مكتظة بالناس ، من أسواق وتجمعات ، وأخذت تتفنن في طريقة التفجيرات الإرهابية ، من سيارات مفخخة ، ومن ثم أحزمة ناسفة ، وهذا أسلوب جديد كما قلنا سابقاً للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا الأبرياء .
هذا الأسلوب الإرهابي ، يجعل القوى الأمنية في دائرة المسالة ، وما هي الجدوى من الخطط الأمنية ، من سيطرات لا سيطرة عليها ، سوى أنها تزاحم الناس ، وتؤذيهم ، وتسبب الزحام الشديد ، وبالتالي هو صيد سهل للسيارات المفخخة من أجل إرباك الوضع الأمني ، وإيقاع كبر عدد من الضحايا ، كما أنها تطلق رسالة إلى الحكومة أن هذه القوى الظلامية موجودة ، ويمكنها التحرك متى ما شاءت ، وأينما أرادت أن تكون .
يقول البعض أن “الإرهاب لا دين له” ، وهذا الكلام غير دقيق الأمر الذي يجعلنا نبحث عن معنى “لادين له ” فلم نجد في القواميس أن الإرهابي لا دين له ، بل على العكس وجدنا أن الإرهابي له دين ، وله معتقدات يعتقد بها ، وله رؤية وهدف ، ويملك إستراتيجية وان كانت إرهابية ، ويملك وطن ، واليوم يصدّر بشكل عجيب وكبير إلى الدول التي يراد إسقاطها او بأجندات معد لها سلفاً ، فلم تأتِ مفردة الإرهاب من عدم، كذلك فإنها ليست بجديدة أو طارئة، بل لها مصدر وتاريخ وشواهد من مختلف المراجع والموارد والنصوص وغير ذلك. وهي مفردة أطلقت على الأفعال والمخالفات التي يقوم بها فرد أو مجموعة من الأفراد، قد تكون هذه المجموعة صغيرة لأهداف وغايات صغيرة، وقد تكون بحجم جيوش وبوزن دول وممالك لها أهدافها وغاياتها التي تناسبها. وكانت دائماً هذه المفردة لا ترتبط بدين أو أمة، بل كانت توصف هذه المخالفات أي ظالم أو معتدٍ أو من يمارس العنف والترهيب على الآمنين والعزل دون أي مبررات موجبة بل لغايات غير محقة.
يبقى على القوى الأمنية ، والتي تعترف لنفسها إنها قوى أمنية في بلد ديمقراطي ، ونحن في أوائل القرن العشرين ، أن تعتمد الأساليب العلمية الحديثة في ضبط حركة الإرهابيين ، وليست مسالة معقدة ، ويمكن اعتماد تجربة أي دولة في محاربة الإرهاب ، كما يستدعي ذلك من قبل الدول والهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية التي من المفترض أنها تسعى للقضاء على ظاهرة الإرهاب، العمل على وجه السرعة وبجدية وشفافية لوضع تعريف واضح لمفردة الإرهاب وتوصيف صحيح للإرهابي، والآليات الواضحة للتعامل مع الإرهاب بعد ذلك، حينها فقط نتمكّن من سحب الذرائع من يد من يمتلك قوة غاشمة وتاريخاً وفكراً استعماريين بنى قوته عليهما ولم يتخلص من أطماعه وجشعه .