23 ديسمبر، 2024 12:06 ص

الصراع بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية

الصراع بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية

ازدادت وتيرة القصف المتبادل بالصواريخ والطائرات المقاتلة والمسيرة، والمدفعية؛ بين المقاومة في الجنوب اللبناني ودولة الاحتلال الاسرائيلي في الايام الاخيرة، على ايقاع او بنتيجة الهجوم السيبراني او الهجوم بأجهزة اللاسلكية الملغمة، على قيادات ومقاتلي المقاومة اللبنانية، اضافة الى الهجوم على قيادات المقاومة في مكان اجتماعهم، في عمارة في جنوب بيروت، وفي الطابق الثاني تحت الارض، والذي استشهد فيها؛ اثنان من ابرز قيادات المقاومة اللبنانية، هما؛ ابراهيم عقيل، ومحمود وهبي.. على ما يظهر ان اسرائيل هي ربما؛ في طور الاعداد لهجوم بري؛ يستهدف الحزام الحدودي بين لبنان ودولة الاحتلال الاسرائيلي، وهو احتمال وارد على ضوء قراءة التحركات العسكرية الاسرائيلية وتصريحات قادة الجريمة والحرب العنصرية والبربرية فيها. اسرائيل تستغل الاوضاع في المنطقة العربية وفي جوارها، وبالذات الموقف الايراني الميداني لكل ما يدور في الساحة العربية من حرب وصراع، ومحاولات لكسر الإرادات السياسية والعسكرية معا؛ فايران تحاول ان تنأى بنفسها وفي ذات الوقت هي في قلب الحومة، حومة الحرب وصراع وكسر الإرادات؛ فأنها تدعم المقاومة بلا حدود وفي الوقت نفسه؛ تقوم بأرسال رسائل اطمئنان لكل الاطراف الدولية( امريكا) من انها تدعم وتؤيد المقاومة، لكنها لا تتدخل في قراراتها. لأنها تدرك تماما مخاطر الانزلاق والمشاركة الفعلية في الحرب الدائرة سواء في حرب اسرائيل على غزة او في الضرب عبر الحدود الدموي المتبادل بين المقاومة في لبنان ودولة الاحتلال الاسرائيلي، اضافة الى كل اطراف المقاومة الداعمة لغزة سواء في اليمن او في العراق. سوف يستمر الموقف الايراني هذا، من دون ان تتدخل ايران في حروب محاور المقاومة، بالشكل المباشر والمكشوف، حتى تظهر نتائج الانتخابات الامريكية، على اقل تقدير، مع ان الرأي الشخصي هنا؛ ان ايران لا تذهب الى الحرب بصورة مباشر، حتى بعد ظهور نتائج الانتخابات الامريكية. ايران في هذا الموقف؛ تلعب لعبة ذكية؛ فهي لا تريد ان تضع ادارة بايدن في موقف صعب، سواء بإرادتها، او عبر الرسائل الامريكية ربما المنقولة لها عبر قنوات الاتصالات في قطر وسلطنة عمان بينها وبين امريكا في الذي يخص تطويق الحرب وعدم توسعتها. امريكا هي الأخرى تدرك مخاطر الذهاب الى حرب واسعة ومفتوحة في المنطقة بين اسرائيل ومحاور المقاومة، اضافة الى ان ايران ان تدخلت وهي كما اسلفت القول فيه؛ لن تتدخل في هذه المرحلة على اقل تقدير زمني، وربما كبيرة في المراحل التالية. لماذا؟ اولا، ان تدخلها ليس في مصلحتها كدولة ونظام بالكامل. وثانيا وهذا ناتج عرضي وفي نفس الوقت اساسي في السياسية الايرانية الحالية؛ ان توسعة الحرب في المنطقة ليس في صالح الحزب الديمقراطي في الذي يخص الانتخابات الامريكية، بل سوف تكون في صالح الحزب الجمهوري، وبالتالي يكون فوز ترامب عملية مضمونة تماما، وهذا يؤدي الى زيادة الضغط عليها، وايضا هذا هو ما يفسر سعي بايدن المحموم وادارته على ايجاد مخرج ما للحرب الاسرائيلية في غزة، وعدم توسعتها على الحدود اللبنانية الاسرائيلية؛ بالاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة الصامدة والبطلة والمجاهدة، بما يخدم اسرائيل نتنياهو. هذا السعي المخادع اصطدم بوعي قيادة المقاومة للعبة الامريكية، التي فرضت شروطها التي لا يسرق منها، انتصارها فيها، ولا يقدم طوق نجاة لنتنياهو وحكومته المجرمة والعنصرية. بايدن لم يفلح في الاولى وقد افلح الى حد ما حتى الآن في الثانية؛ بامتناع ايران على توسعتها او ان الصحيح هو عمل ايران بإرادتها الذاتية؛ على عدم توسعتها وجعلها في الحدود المحدودة والمسيطر عليها تماما او بالكامل، في حدود مساحة جنوب لبنان كفعل عسكري في الميدان. حتى ان قامت اسرائيل في محاولة احتلال الحزام الحدودي بين لبنان واسرائيل حتى نهر الليطاني؛ فان ايران لن تتدخل. كما ان هجوم اسرائيل على الشريط الحدودي اللبناني، سوف يكون محدود المساحة والزمن، وبالتالي وبالنتيجة؛ يتم احتواء توسع الحرب. خلال هذا الوقت؛ سوف توسع المقاومة سواء في اليمن او في العراق، ضرباتها لجهة سعة وتنوع الاهداف الصهيونية المستهدفة، إنما محدودة زمنيا بالزمن الذي سوف يستغرقه الهجوم الاسرائيلي ونتائجه، سلبا او ايجابا، فشلا اسرائيليا او نجاحا تكتيكيا، الذي يستوجب في الأخير، النجاح التكتيكي؛ من المقاومة سواء في لبنان او في المحاور الأخرى؛ استمرار التنوع والسعة والكثافة في الضربات. ان ايران لن تتدخل ابدا لمعاونة المقاومة اللبنانية في تصديها للهجوم الاسرائيلي بصورة مباشرة، بل ان تدخلها لسوف يكون قوي وفعال في الذي سوف تقوم به محاور المقاومة الساندة للمقاومة في لبنان كما في غزة؛ ان حدث الهجوم الاسرائيلي، وهو ربما كبيرة جدا؛ لسوف يحدث. المقاومة اللبنانية سوف تتصدى بشراسة قوية له، وسوف تكون اسرائيل قد دفعت كلفة حربها على المقاومة اللبنانية كبيرة جدا في المعدات والارواح وفي كل ما له علاقة بالحرب والمعارك. كما ان اسرائيل لن تتمكن في فك عضد المقاومة اللبنانية مهما كانت نتائج حربها على المقاومة في لبنان او في اي كان اخر من ساحات المقاومة. ربما هناك من يتساءل لماذا لا تتدخل ايران لصالح المقاومة؟ ايران تعمل لصالح المقاومة لكنها كدولة لا تدخل الحرب؛ لأن مصالحها كدولة تتنافى او تتضارب مع مصالحها الاستراتيجية. لذا يلاحظ المتابع للسياسة الايرانية بالذات في السنوات الأخيرة؛ ان سياستها، انتهجت سياسة تصفير المشاكل حتى مع امريكا، بما في ذلك ردها على استشهاد هنية في عاصمتها طهران، لن يكون قبل الانتخابات الامريكية، وان حدث حينها لسوف يكون ردا محدودا ومسيطر عليه تماما. ايران تنتهج في السياسة الخارجية، نهجا سياسيا مطابقا او كما تركيا في السنوات الاولى لحكم اردوغان وفي السنوات الأخيرة. لكن من الجانب الثاني ربما صغيرة، دولة الجريمة والاحتلال الاسرائيلية؛ لاتلجىء الى خيار التوغل البري، بل استمرار تكثيف ضرباتها على المقاومة في الجنوب اللبناني، وعلى المنشآت الحيوية وعلى السكان المدنيين. وفد قطري تركي امني يزور لبنان لتهدئة الاوضاع، والحيلولة دون الذهاب الى الحرب الشاملة والمفتوحة، في تزامن مع رسالة نقلها وفد امني فرنسي الى المقاومة في لبنان مفادها ان اسرائيل لا تريد الحرب، بل تريد الحل الدبلوماسي. هذا يعني مفاوضات ان تم اجرائها؛ يجري التفاوض فيها على اساس؛ الطلب من المقاومة اللبنانية؛ ان تنقل نشاطها الى شمال نهر الليطاني. من وجهة النظر الشخصية ان المقاومة اللبنانية لن تقبل به؛ كأساس لبدء المفاوضات، هذا من جهة اما من الجهة الأخرى؛ كيف يكون التفاوض وحرب اسرائيل على لبنان مستمرة بالطائرات المقاتلة وبالمسيرات وبغيرهما، حتى وصلت الى اكثر من 150 غارة في اليوم، يوم ال 23سبتمبر ايلول حتى ظهر هذا اليوم، كما جرائمها في غزة مستمرة، والتي هي من دفعت المقاومة في لبنان ان تفزع لأسناد المجاهدين في غزة البطولة. انها اي هذه التحركات هي عملية نجدة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وتقديم لها مخرجا يحفظ لها ماء وجهها. لذا، فان هذه المحاولات لسوف تفشل؛ لأنها لا تستند على العدل والانصاف؛ بإدانة الاجرام الاسرائيلي، بل مساعدته بالخروج من المأزق الذي ورطت اسرائيل نفسها فيه؛ من دون ان تدفع اسرائيل اثمان هذه الجرائم، اضافة وهذا هو المهم؛ ان العملية كلها وبرمتها معقدة وخطيرة، ولها ابعاد استراتيجية لاتحل بالترضيات وبوس اللحى، من دون اسس علمية وموضوعية وواقعية؛ تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في الحياة وفي مواصلة نضاله من اجل هذا الحق، الذي يحظى بالدعم والاسناد الكامل من محاور المقاومة سواء في لبنان او في اليمن او في اي مكان اخر من امكنة الامة العربية والاسلامية، اضافة الى ان العالم تقريبا كل العالم ايد ودعم نضال الفلسطينيين من اجل دولة لهم تمثلهم وذات سيادة كاملة.