23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

الصراع بين الجيل الجديد والسلف الصالح في فهم العقيدة والتأريخ

الصراع بين الجيل الجديد والسلف الصالح في فهم العقيدة والتأريخ

(( بعدما كثر الجدال وحامت الشكوك وازدادت الأحاديث في أروقة التاريخ والموروث التاريخي والديني للعرب والمسلمين على مدى قرون مضت من كتاب ومؤلفين ومفسرين ومؤرخين حيث ظهر كما هائلا من الباحثين والكتاب والمؤرخين المعاصرين على الساحة العربية أخذوا على عاتقهم وبأسانيد وبحث علمي وتقصي للحقائق من بطون التأريخ والكتب القديمة وخزائن المعرفة العربية ومؤسساتها التاريخية والدينية ضمن الموسوعة الإسلامية والعربية وأدلوا بدلوهم وبالدلائل القوية . أن التاريخ العربي والموروث الإسلامي والسنة النبوية كما يقال عنها دخل عليها كثيرا من التشويه والتفاسير الخاطئة بقصد أو بدونه وأصبح كثيرا من الجيل الجديد الواعي من الكتاب الجدد يأخذون على عاتقهم التمهيد والشروع بخطى حثيثة ونسق علمي وبحثي وتأريخي موثق ومسند بالنقوش والوثائق الورقية والحجرية بإظهار كثيرا من الحقائق التاريخية و الدينية والاجتماعية والسياسية للتأريخ العربي والإسلامي المكنون في بطون الكتب والمؤسسات التي لا تريد لها الظهور في الوقت الحالي لأهميتها في تغيير كثيرا من المفاهيم التاريخية والعقائدية لتراثنا الإسلامي والعربي وإبقاء الأجيال العربية الجديدة والقادمة على عقولها والتسليم بما هو موجود حاليا ضمن دائرة الجهل والتخلف وحبيسة نهج العقول والمؤسسات المغرضة والمتشددة التي ساهمت في طمس الحقائق التاريخية لصالحها والعمل على تشويه ما وقعت عليه أيديهم وحرمان الإنسانية من الاستفادة منه لتلبية حاجيات مجتمعاتها حيث أصبح مثار جدل ونقاش واضح وصراع فكري بين جيلين أو تيارين التيار السلفي المتشدد بقدسية رموزها وكتابها ومفسريها و التيار الجديد الداعم لفكره ونهجه ولكلا من التيارين له المناصرين والمؤيدين ومن خلال نشأة الجيل الجديد أخذ على عاتقه البحث والتقصي ووضع خارطة طريق جديدة لوضع التأريخ العربي الإسلامي وحضارته على السكة الصحيحة ليمنع الجيل الجديد من التمرد ورفض تأريخ أمته وعقيدتها المزورة والمشوهة التي فيها كثيرا من التناقضات والكذب وتغييب الحقيقة على أيدي خبيثة أو غير مؤهلة مُلئت بطون الكتب بالكذب والافتراء على شخوص والصحابة وحامل الرسالة السماوية ونظريتها .
لذا نريد من الجيل الجديد ذو العقلية المتفتحة الذين تصدوا لغربلة تاريخنا وعقيدتنا وتراثنا الاستمرار بذات النهج لإبراز الحقائق وأعادت ما سُلب منه وعلى مدى قرون طويلة مضت وإحالة هذه الخطى بثبات وعزيمة إلى المؤسسات العلمية الأكاديمية الرصينة والعمل سوية مع الباحثين والمجددين لهذه الساحة الواسعة والذين يملكون القدرة والكفاءة العلمية في إظهار الحقائق المخيفة والمخالفات التاريخية وإفراز ما هو صحيح مما علق من تزييف لعقيدتنا وموروثنا العربي والعمل على تصحيح المسيرة الأدبية والفكرية والعلمية علما ونحن مقبلون على جيل جديد لا يستطيع هضم أو التماشي مع ما هو مطروح من فلسفة عقائدية وتفاسير لها الموجودة على مسامع ومرأى من هذا الجيل والتي تركت فجوات بين فهم العقلية القديمة والجديدة فسوف يكون هناك نفور وتذمر وتشكيك ورفض لما يقال ويُدرس له في المستقبل وهذه المسئولية مشتركة بين المؤسسات الحكومية التربوية والتعليمية وبين المؤسسات الدينية الغير حكومية وبالتعاون معا نستطيع أن نقف على الحقائق وتشذيب ما وصل وعلق من تراثنا من أكاذيب وتشويه وهذا يستدعي النظر والعمل الجاد فيه حيث يُولي له الاهتمام الواسع والدعم المادي والمعنوي المتواصل من المؤسسات الأكاديمية التعليمية وخاصة الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه في الجامعات العربية والإسلامية وتشجيع الطلبة من الجيل الجديد الذي أصبح لا يستوعب ولا يتقبل كل هذا الكم الهائل من الموروث التاريخي العربي والعقيدة الإسلامية المزورة والمبالغ والمتشدد فيها بعض الأحيان ومن هنا تأتي الحاجة إلى فتح الباب عل مصراعيه في إتاحة الفرصة للشباب المثقف الواعي والباحث في المجال الديني والتاريخي للغوص في أعماق التاريخ والنهل من منهله الصافي من خلال البحث العلمي الجريء والصحيح وكشف المستور والمدلس على تاريخنا والمدفون تحت عباءة بعض السلف الصالح وبعض رجال الدين المقدسين لدى المسلمين من الجيل السابق والحالي والذي بات أكثرهم لا يصلح في القادم والحاضر واعتماد رسائلها وطروحاتها في المناهج الدراسية وخاصة الإعدادية والكليات وتدريسها وتشجيع المهتمين في البحث والتقصي ودعمها حكوميا ليكون التعاون مشتركا لننير الطريق الفكري للطالب للوقوف عل تاريخه ومساعدته في التبني الصحيح منه ورفض المكذوب وله حرية الاختيار في الأخذ بدلا من أن نكون شاهد زور على الحقائق التاريخية والفكرية والكل له الحق في التمسك والدفاع عن فكرته ووجه نظره ورؤيته بالطرق الحضارية المنهجية والتحاور العقلاني من جميع الأطراف للوصول إلى الحقيقة المرجوة لإرجاع حضارتنا وتراثنا إلى نهجه وبريقه الناصع بعيدا عن التعصب الأعمى والإصرار السفسطائي والتزمت الذي يفقدنا وجودنا كشخوص وتراث وعقيدة … ))