23 ديسمبر، 2024 10:41 ص

الصراع الطائفي والقومي بدلا من اسم فلسطين في نشرات الأخبار

الصراع الطائفي والقومي بدلا من اسم فلسطين في نشرات الأخبار

فيما مضى كنا نستمع الى نشرة الاخبار والتي كانت في معظمها تتناول الشأن الفلسطيني.. وكنا جميعا نتفاعل معها عربا وكردا وغير ذلك..
الا ان الحال اليوم تغيرت كثيرا.. فالصراعات اليوم انما انحصرت لتصبح طائفيه في الأغلب.. شيعيه سنيه في بلاد عربيه..
العراق محتل وتفتك به الصراعات الطائفيه..
سوريا شبه محتله من قبل الإرهاب وتفتك بها الصراعات الطائفيه.
لبنان منذ زمن وهي تعاني بسبب اسرائيل ايضا الصراعات الطائفيه..
مصر ابتدأت بها الصراعات الطائفيه وهي في طريقها الى الأسوأ..

لقد نجحت اسرائيل في تغيير صيغة نشرات الأخبار التي كانت تتناول عدوانها وسفالتها وظلمها لتصبح تلك النشرات عباره عن تسفيه وتحقير للعرب والمسلمين في افعال اصلا هي ليست من صلب عقيده العرب والمسلمين..
فقوى الارهاب التي تفتك بالشعوب العربيه وكما هو معلوم صناعه امريكيه بحته بلعت الشعوب العربيه الطعم في تصديق روايات بثتها دوائر الإعلام والإستخبارات الامريكيه والصهيونيه ان الإرهاب اصله عربي اسلامي..
وليس غريبا ان يصدق ذلك السذج والبسطاء او المدفوعين اصلا كي يقتنعوا بذلك اما حقدا بالعرب والإسلام او لمنفعات شخصيه ومن هؤلاء الكثير..

وقد كانت الأقليات في الوطن العربي تساند القضيه الفلسطينيه وتؤازرها بكل قواها ومشاعرها الحقيقيه.. الى ان تدخلت اسرائيل على الخط وعرفت ان وحده العرب مسلمين ومسيحيين واديان مختلفه واقليات انما في التوحد في الرؤى فيما يخص القضيه الفلسطينيه..
لذلك اول عمل فعلته اسرائيل هو تغييب الأخبار عن تلك القضيه المركزيه بإفتعالها القضايا القوميه العنصريه لأشغال الأقليات في الوطن العربي عنها حيث نجحت فعلا في ذلك .. فاليوم لانسمع لكردي او امازيغي مثلا يرف قلبه لإستشهاد فلسطيني.. فقد اصبح هذا الموضوع انما يمر مرور الكرام بل ان هناك تعاطفا في بعض الاحيان مع الكيان الصهيوني من قبل البعض.

اما انقسام العرب طائفيا فهذا امر راهنت عليه اسرائيل كثيرا وفي الحقيقه نجحت نجاحا باهرا في اشعال الفتن بين الشيعه والسنه خصوصا خلال العشر سنوات الأخيره..
ففي السبعينات والثمانينات نجحت اسرائيل في تقسيم لبنان طائفيا حتى حصلت الفتنه بين ابناء الوطن الواحد ولكنها لم تنجح في تغذيه الصراع في سوريا والعراق مثلا الى ان حانت الفرصه ماقبل سقوط النظام في العراق حين طالبت امريكا ان تأمر المعارضه العراقيه ان ينقسموا الى طوائف شيعه وسنه وكرد.. فهي لم تأمرهم ان ينقسموا الى عرب وكرد كتقسيم عرقي… او الى شيعه وسنه كتقسيم طائفي.. بل التقسيم كان غايه في الدهاء عرقي ومذهبي..
وفي الحقيقه كانت هذه الفكره قديمه طرحتها اسرائيل في نهاية الخمسينات وقد تبناها الملك حسين حينها ولكن جوبه بالرفض الشديد من قبل كل ساسه العراق..
اما اليوم و بعد 2003 بالضبط تحول الصراع العربي الإسرائيلي الى صراعا مذهبيا ابتدأ في العراق وتلته البحرين ثم اليوم كما نرى في سوريا وكذلك لبنان ومصر..
فقبل ذلك التاريخ لم نكن نسمع عن صراع مذهبي ذلك الصراع الذي كان هديه اسرائيل من السماء كي تنعم اليوم بهدوء لم تكن تحلم به في يوم من الايام..
الكثير من الساسه والمفكرين في اسرائيل اعترفوا صراحه وعلنا انهم كانوا وراء مايحصل في الدول العربيه من اثاره الاحقاد والكراهيه بين الشعوب العربيه..
قالها رابين وموردخاي وبعض المفكرين والخبراء الستراتيجيين في محاضرات القوها في وسط تل ابيب وهم يفتخرون بعملهم هذا ..
فبالإضافه الى الصراع المذهبي بين المسلمين فهم استطاعوا ان يجعلوا الأقليات في الوطن العربي ايضا تسير وفق ماخططوه..
فالكردي اليوم في معظم الحالات هو عدو للعربي اذا لم يؤمن العربي بما يسمى بتقرير المصير..ذلك العنوان الفضفاض الذي كان عنوان الحركه الكرديه في اول الأمر وهي تستلهم فكر الحركه الصهيونيه وماقاله هرتزل قبل عقود طويله..
وبالإضافه الى الكرد فهناك القبائل في جنوب السودان وكما هو معلوم حركه جون قرنق المموله رسميا وعلنيا من قبل اسرائيل والتي مزقت السودان الى قسمين.
وكذلك اليوم نسمع عن الامازيغ وهم يعلنون رفضهم لما هو كل عربي.
فاسرائيل اليوم في مافعلته وماوصلت اليه من نجاحات قد لاتتمكن من فعلها اعتى الإمبراطوريات انما تستحق فعلا ان يكون اسمها السرطان لما فيها من اذى لكل شعوب المنطقه..
فهي في اشعالها الصراع في السودان والتي كانت هي وراء التقسيم, فإنه من المعلوم ان السوجان لن تهدأ يوما كما نسمع ونرى..
ثم في اشاعتها الكراهيه بين الأمازيغ والعرب فإنه من المستحيل يوما ان يتحقق حلم الامازيغ في دوله الا بطرد كل العرب المغتصبين كما يقول الأمازيغ حسب الأوامر الصهيونيه… وذلك في حكم المستحيل في ان يتم طرد مئات الملايين عاشوا على تلك الأرض قرونا طويله..

اما الكرد فحالهم ليس افضل من غيرهم.. فقد وعدتهم امريكا واسرائيل عشرات المرات خلال عقود طويله ان تكون لهم دوله مستقله ولكنهم لايعلمون انه يتم استخدامهم كورقه ضغط ولعب, حيث ان استقلوا بدوله منفصله فإنه من الصعب استخدامهم .. لذلك فهم معلقون بين الأرض والسماء وفي كل مره تستخدمهم اسرائيل او امريكا يوحوا اليهم ان الإنفصال قريب وماهو بقريب.. حيث هم الورقه الرابحه وليس من المنطق ان يتخلوا عنها.

وهكذا ابتلعت الشعوب العربيه جميعها بعربها وكردها واقلياتها الطعم الذي جعلها من اكثر الشعوب تأخرا وفقرا حيث معاناة تلك الشعوب لم تنتهي منذ زمن.. فما ان ينتهي صراع ما هنا يندلع صراع اخر هناك .. وهاهي الشعوب كلها تعتقد انها افضل من غيرها لتتصارع فيما بينها حول ذلك.. فالعربي يعتقد انه اعلى مرتبه من الكردي والكردي يعتقد نفس الشيئ بينما الجميع في نفس المركب الذي يخوض في بحر اسرائيل وامريكا الذي لن تهدا امواجه ولن تصل تلك الشعوب الى بر الأمان مادامت تبحر في هذا البحر دون غيره..