لماذا إنفرط عِقد (كتل السنّة السياسي)،وصاروا شذراً مذراً، يشفق عليهم الآخرون، في العملية السياسية،بالتصدّق عليهم، بمنصب هنا ومنصب وهناك، بعد تلويحات وتهديدات بفتح ملفاتهم السياسية والفسادية، كما حصل مع السيد شعلان الكريم وغيره،وصار الصراع بينهم والتسقيط والتشهيرعلى المكشوف،ووصل الى (كسر العظم)، بين حزب تقدم السيد الحلبوسي وكتلة الكرابلة وجماعتهم في الحسم الوطني، والذي أدى الى هزيمة الطرفين، في إنتخابات مجالس المحافظات،وكان للإطار التنسيقي دوراً فاعلاً في تفكيك التحالفات السنيّة ،مبتدئاً بإقالة الحلبوسي من رئاسة البرلمان، بفبركة وتلفيق لعبة سياسية،غلفّها وإختلقها له، بوقت محرج قبل الإنتاحابات بشهر،للإستحواذ على مقاعد مجالس المحافظات، والهيمنة على المحافظات الغربية ،وتحقق له ذلك بسهولة،كما حصل بعدها من تلفيق وفبركة سياسية لإبعاد شعلان الكريم عن رئاسة البرلمان، رغم أنه فاز بأعلى الأصوات داخل قبة البرلمان، ومن أعضاء الإطار أنفسهم(150) صوت،إذن ماقام به الإطار التنسيقي، هو عمل سياسي مشروع من وجهة نظره، لهزيمة الخصوم والسيطرة على المشهد السياسي كله، ولكن مَن سمح للإطار بتنفيذ أجندته ،في خلق الفوضى والصراع داخل (البيت السني) وتفكيكه،بالتأكيد المسؤول الأول والأخير، هم (زعماء البيت السنّي)، الحلبوسي والخنجر والكرابلة، وآخرون محسوبون على (سنّة الإطار)، منهم السيد محمود المشهداني ومثنى السامرائي وخالد العبيدي واحمد ابو مازن وغيرهم،والسبب أيضاً هو الصراع على النفوذ والمناصب في المدن الغربية،وحصل ماحصل في إنتخابات مجالس المحافظات،وكان الرابح الأكبر من صراعاتهم هذه،هوسيطرة الإطار التنسيقي على جميع المحافظات الغربية،اليوم نرى السيد الحلبوسي، وهو شاب يتطلّع لقيادة واعية ومحسوبة ،ويسعى للزعامة السنيّة بكل قوته وذكائه، وهذا ليس مدحاً به، ولكن مايتمناه ويؤشره نشاطه السياسي ،وعلاقاته الواسعة داخل العراق وخارجه، وقد بنى هذه العلاقة بسرعة بعد قيادته الناجحة للبرلمان،نراه اليوم يعيد النظر بعلاقاته مع خصومه، ويحاول ترميمها مع الإطار والاكراد، والزعامات السنية (خصومه)، ومع زعماء الأحزاب والعشائر ورجال الدين ومراجعه ،لإعادة ترميم البيت السنّي بعد هيكلته،فنرى زياراته لجميع هؤلاء، بمبادرة لطي صفحة فشل (البيت السني) ،في ادارة المدن السنية،بعد خلق أزمات وصراعات داخله(آسف مضطراً لإستخدام هذا المصطلح القميء)،لهذا يمكن طرح السؤال التالي،هل ينجح الحلبوسي بمبادرته للمصالحة مع أقرب خصومه ،وهم (الكرابلة وجماعتهم)، وهل ينجح أيضا في إنتزاع منصب رئاسة البرلمان لحزبه تقدم ،كإستحقاق سياسي،علماً بأن الإطار التنسيقي مصمم على إبقاء البرلمان، بلا رئيس حتى موعد الانتخابات القريبة ،وهذا قرار(إيراني)، للتهيئة للإنتخابات البرلمانية، وضمان الإستحواذ والسيطرة على جميع مقاعد البرلمان القادم لجهة واحدة ، وتنصيب رئيس برلمان من (البيت السنّي كديكور فقط)،نعم مهمة الحلبوسي صعبة جداً في العودة الى مربعه الاول، وتسيّده المشهد السني السياسي، بالرغم أنه مايزال يمتلك حضوراً جيداً في المدن الغربية ،يؤهله للعودة، ولكن لايمكن له العودة بدون (مصالحة ) غرمائه وخصومه في هذه المدن، فمن وجهة نظرهم ونظر الإطار التنسيقي، فإن (ورقة السيد الحلبوسي السياسية)قد إحترقت، وهم يبحثون عن شخصية سياسية تمتلك كاريزما الحلبوسي وتتخطّاه، حتى يمكن التعامل معها، فهناك من يضع السيد محمود المشهداني كبديل له ،وهو أحد مريدي الإطار والمحسوب عليهم، ولكن المشهداني فشل في إنتخاب الرئيس، ولم ينتخبه حتى أعضاء الإطار ،أزمة الإطار التنسيقي الآن، هي إيجاد بديل مقبول في المدن الغربية ،يتبع لسياستهم وينفذ أجندتهم،وحاول تسويق أكثر من إسم وفشلوا، مثل المشهداني والعيساوي والعبيدي وابو مازن ووو غيرهم، بقي الحلبوسي يتصّدر المشهد في الشارع السنّي، لهذا فالإطار مضطّر للتعامل معه، وهو يدري بهذا ويدرك جيداً، أن الإطار فشل في إيجاد بديل له، فإستقبله قادة الإطار وتحاور معهم ،وإتفق معه على / مرحلة جديدة بعد إقصائه من رئاسة البرلمان، وكان من الذكاء أن يلتقي حتى برئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس المحكمة الإتحادية ،وجميع خصومه اللدودين ، ليطلع بحصيلة أن لابديل له ،وهو الذي يسيطر على شارع المدن الغربية، لغياب القيادات الأخرى فيها، في أي إنتخابات قادمة، الخطأ الكبير الذي وقع فيه الحلبوسي، هو تخليّه عن أقرب المقربين له، في الانبار ونينوى وصلاح الدين، وعاداهم بل وأقصاهم من مناصبهم ومواقعهم، وخسر هو وهم هذه المحافظات، ومنها نينوى الذي كان للمحافظ نجم الجبوري ،دور كبير في إعمارها ،في ظل دعم لامحدود من الحلبوسي له ، فتخلّى عنه الحلبوسي (ولفّق له) مكيدة الإجتثاث ،وأخرجه من المنصب، تماماً كما تعرّض هو لنفس المكيدة، وأُقصي من رئاسة البرلمان،وهكذا محافظ الانبار وصلاح الدين، الحلبوسي الآن صحا من غفوة السلّطة،التي غشاه منصبها وتعامل (كدكتاتور)، مع من حوله ،مثل الخنجر والكرابلة والسامرائي وابو مازن واعضاء إنشقوا من حزبه،وعاد الى وضعه الطبيعي ليعترف بخطأه، ويصحّح مساره، ولو بعد فوات الآوان، ولكنه يجد في عودة المياه الى مجاريها مع الخنجر والكرابلة وغيرهم والاعتراف بهذا الخطأ وتجاوزه، من أجل عيون أهل المحافظات ،التي يلقى حضوراً كبيراً فيها، وتعدّه رجل المرحلة لها، لاسيما، والحلبوسي قد حقق إنجازات وخدمات كبيرة في نينوى والأنبار،لايمكن نكرانها ،ولايمكن لأحد غيره تحقيقها، وانتزاع حقوق اهله المهضومة سنيناً طويلة من حكومات بغداد،الحلبوسي إنتزعها وأعادها لأهلها،وساهم في إعادة إعمار الموصل والانبار،اليوم يحتاج (البيت السني)، للإعتراف بالأخطاء وتصحيحها وتجاوزها، والابتعاد عن المصالح الضيقة ،والنظر الى مصالح المجتمع العراقي عامة، والمدن الغربية المتضررة المظلومة المغيبة خاصة، والمتهمة ظلماً وعدواناً بالدعشنة الى يوم الدين، أن تعيدوا النظر بعلاقاتكم ،وتتوحدوا في جبهة واحدة ،وإن إختلفت الأهداف والمسميات والمصالح، فالعراق لايستثني أحد،وهو لجميع، ولايقبل بتفرد مكون واحد بقيادته، وهضم حقوق الآخرين وإستحقاقهم التاريخي في الحياة الكريمة،بعيداً عن المحاصصة البغيضة ،التي أوصلت العراق الى الحرب الطائفية الاهلية ، حتى بين العشيرة الواحدة ،نعم أمام الحلبوسي والخنجر وغيرهما فرصة كبيرة ،للّم الشمل وتجاوز محنة التشرذم والصراع ، وتكوين قوة موازية لاتقل عن الاخرين في قوتها وحضورها،وأن لاتسمحوا بأي فرصة لشق صفوفكم ، من ذوي الوجهين ، واللاعب على الحبلين،والمنتمي للطرفين، فالمثل العراقي يقول،( الكلب الذي له صاحبين لاينجني)، لأنه سيخون أحدهما، والامثلة تضرب ولا تقاس ،فإحذروا ذي الوجهين،وذي الانتمائين،نعم اليوم البيت السني ،يعاني من التقسيم والتشرذم والصراع، ولكن كل هذا كان من اجل المكاسب والمناصب، وكانت هناك يدٌ قذرة تؤجج الصراع، لأغراض وأهداف مشبوهة،ويمكن لكم من العودة الى عراقيتكم ومصلحة أهلكم ،وتفشلوا مخططات وأهداف أعداء العراق ،في تجاوز الخصام السياسي، وتغليب المصلحة العامة على مصالحكم ،ومصالح أحزابكم ، فالتاريخ لايرحم الجبناء، وإنما يحترم الشجعان ممّن يؤثرون على أنفسهم، ويسجّلون مواقفهم التأريخية ،فلا مناص إلاّ بوحدتكم، ومواجهة خصومكم ،الذين يريدون لكم الضعف والإحتراب والصراعات الدائمة فيما بينكم ،ليبقوا يهيمنون عليكم ويلفقون لكم التهم الجاهزة، والملفات المركونة على رفوف مكاتبهم،ويسوقون بكم واحداً تلو الآخر الى التسقيط والتخوين ، لإبعادكم عن المشهد السياسي.،وشاخصٌة أمامكم قضية إبعاد الحلبوسي والكريم ،فإتعظوا ياقوم….!!!