22 نوفمبر، 2024 9:23 ص
Search
Close this search box.

الصراع الدموي على السلطة في الأسلام – واقعة الحرة 63 هجرية / كنموذج

الصراع الدموي على السلطة في الأسلام – واقعة الحرة 63 هجرية / كنموذج

أستهلال : الصراعات في التأريخ الأسلامي على السلطة والحكم عديدة ، ولكن واقعة الحرة / 63 هجرية ، كانت من بواكير هذا الصراع ، فهي نموذج متفرد ومتميز ، لأنها أولا أستخدمت طريقة دموية في القتل والسبي والنهب والاغتصاب للحصول على البيعة ، وثانيا في واقعة الحرة كان الجلاد والضحية مسلما ! .
الموضوع : ” الحرة ” : هي أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة كأنها أحرقت بالنار ، وسبب الحدوث الواقعة : هو خلع أهل المدينة بيعة يزيد لما بلغهم ما يتعمده من الفساد إذ علموا أنه رجل يشرب الخمر ويزني بالحرم ويراقص القرود ! ، فأخرجوا عامله عثمان بن محمد بن أبي سفيان من بين أظهرهم ؛ وولوا على قريش عبد الله بن مطيع وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة . وكان عدد جيش يزيد : 42 ألف منهم 27 ألف فارس و15 ألف راجل ، عام الحدوث : 63 للهجرة ولم يمض على وفاة رسول الاسلام سوى 52 سنة فقط ! ، وكان أمير جيش يزيد : مسلم بن عقبة وكان عمره قد تجاوز التسعين ؛ وهو صحابي ، ما فعله هذا الصحابي بالمدينة وأهلها : ( أباح المدينة ثلاثة أيام فدخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذرية فأضحوا يقتلون ويأخذون النهب مما أثار الرعب والإرهاب والخوف الشديد والترويع عند أهل المدينة !. واستباحوا الفروج ، فوقعوا على نساء الصحابة والتابعين حتى قيل حملت في تلك الأيام ألف امرأة زوج ! وحملت منهم ثمانمائة حرة وولدن ! وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة ! وافتض فيها ذلك الجيش ألف عذراء من بنات الصحابة والتابعين . وبلغت القتلى من الأنصار 1700 ؛ ومن قريش 1300 ! . وقتل من القراء سبعمائة !. وأن هذه الوقعة لم تبق من أصحاب الحديبية أحدا !. ومن القتلى ولدا زينب بنت أم سلمة / أم سلمة زوجة رسول الاسلام ، والصحابي عبد الله بن زيد بن عاصم ، والصحابي معاذ بن الحارث القاري من بني النجار ، وكثير بن أفلح وأبوه ، ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي ، وإبراهيم بن نعيم بن النحام .. وغيرهم / نقلت المادة بأختصار وتصرف من قبل الكاتب من المواقع التالية : قصة الأسلام ، الأسلام سؤال وجواب ، شبكة الألحاد العربي وموقع المعرفة ) .
القراءة : أولا – بالرغم من ان هذه الواقعة الكارثية مؤكدة بكل المراجع والمصادر ، ولكن لا زالت بعض الأقلام تجمل ما حدث من قتل ونهب وأغتصاب ، فقد جاء في موقع / فيصل نور – نقل بأختصار ، بأن ما روي من أنتهاكات هي مجرد أكاذيب ( قد حدثت معركة بالحرة .. لكن اسطورة الاستباحة هي خرافة لا يصدقها عاقل ، أما إباحة المدينة ثلاثاً لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض ، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح .. هوفعل بالمدينة ما فعل قلت : وما فعل ؟ قال : قتل أصحاب رسول الله وإسنادها صحيح ، أما القول بأنه استباحها فإنه يحتاج إلى إثبات ، وإلا فالأمر مجرد دعوى و إستباحة المدينة خرافة لا يمكن تصديقها .. ) ، علما أن كارثية واقعة الحرة مذكورة في أمهات المصادر منها ” شرح الزرقاني – موطأ الإمام مالك ج 3 ص 158 / نقل من موقع الكلمة ” ، فقد جاء التالي ( فأباح مسلم بن عقبة أمير جيش يزيد المدينة ثلاثة أيام يقتلون ويأخذون النهب ووقعوا على النساء حتى قيل حملت في تلك الأيام ألف امرأة زوج وافتض فيها ألف عذراء وبلغت القتلى من وجوه الناس سبعمائة من قريش والأنصار ومن الموالي وغيرهم من نساء وصبيان وعبيد عشرة آلاف وقيل قتل من القراء سبعمائة ثم أخذ عقبة عليهم البيعة ليزيد على أنهم عبيده إن شاء عتق وإن شاء قتل ، وفي البخاري عن سعيد بن المسيب أن هذه الوقعة لم تبق من أصحاب الحديبية أحدا ) .
ثانيا – بالرجوع الى هذه الواقعة الكارثية ، أود أن أبين من أن يزيد يرجع نسبه الى أبوسفيان بن حرب ، وهو من المؤلفة قلوبهم – الذي كان أسلامهم نظير دافع مادي ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ما يلي ( فكان من مسلمي الفتح الذين عرفوا بالمؤلفة قلوبهم ، لأن النبي أكثر لهم العطاء من غنائم الطائف تأليفا لقلوبهم ، روى البيهقي في دلائل النبوة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره ، قالوا كان من أعطى رسول الله من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش وسائر العرب من بني عبد شمس : أبو سفيان بن حرب : مائة بعير ، وأعطى ابنه معاوية : مائة بعير ) ، أذن أسلام يزيد وأجداده كان أسلاما مدفوع الثمن ، لذا فهم ليسوا بمسلمين عن قناعة ! ، وليس من ضير لديهم قتل المسلمين في سبيل السلطة والحكم .
ثالثا – تساؤلي لا زال رجال الأسلام يطالبون بعودة زمن الخلافة ، فأي خلافة ترومون أرجاعها ! خلافة قوامها الدم والقتل والأغتصاب والسبي وفض الأبكار ، كالذي حصل بثقافة القتل المتمثل بنهج داعش في الموصل والشام ، أذا كان هذا ما تريدونه فبئسا لكم ولأفكارككم ! .

رابعا – من الضروري أن نقول أن الدعوة المحمدية أنتهت بموت الرسول ! ، وما تبقى بعد ذلك هو ” حقبة الحكم والسلطة ” ، وذلك بدءا من سقيفة بني ساعدة 11 هجرية والى الأن ، لهذا رأينا ما حدث من أستباحة للمدينة / قتل ونهب وأغتصاب بنات وفض بكارة ألف عذراء – قسم منهن من بنات الصحابة والقراء ، وقتل أيضا العديد من الصحابة والقراء ، هو دليل على بدأ مرحلة السلطة والملك ، وأن الأمير / يزيد بن معاوية ، وقائد الجيش / مسلم بن عقبة – صحابي ، هم قادة حرب ، غرضهم سياسي / واضعين الدين والمعتقد ورائهم ، وهو الحصول على بيعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ! ، لذا فتكوا بالمدينة فتكا دون الأخذ بنظر بأن الضحايا أن كانوا من صحابة الرسول أو من القراء أو من التابعين أضافة لهتك شرف النساء والعذارى ! .

أحدث المقالات