يصرّ حكام طهران،أن تكون الأراضي العراقية ساحة حرب وتصفية حسابات مع أمريكا ،وذلك عن طريق الفصائل المسلحة التابعة لها ، والتي تعمل تحت يافطة الحشد الشعبي وبغطاء منه ، ولهذه الاذرع والفصائل أسلحة وصواريخ متطورة وطائرات مسيرة، لايمتلكها الجيش العراقي،ثم قيام إيران بتخزّين صواريخها وأسلحتها الباليستية في معسكرات، ومقرات هذه الميليشيات والفصائل، لتهدّيد القواعد والمعسكرات والجيش الامريكي في العراق،وقد نفذّت الميليشيات تهديداتها، وإستهدفت السفارة الامريكية ومعسكرات للجيش الامريكي، وقواعده العسكرية في أكثر من مكان، وهكذا ردّت اسرائيل بقصف مقرات ومعسكرات ومخازن الاسلحة والصواريخ، التابعة لإيران وميليشياتها في العراق، وكان آخرها قصف معسكر لحركة حزب الله العراقي قرب قاعدة بلد في محافظة صلاح الدين،بتوجيه من الادارة الامريكية ،والتي زودّتها بمعلومات إستخبارية عن تواجد هذا السلاح والصواريخ، وأماكن تخزينها،ونفت الخارجية الامريكية أي استهداف امريكي ،وهذا لذر الرماد في العيون ،إذن المعركة قادمة والاصطدام حتّمي ،بين أمريكا وإيران ، ولكن في العراق، وعلى أراضيه، وقد تنطلق الحرب من مضيق هرمز، لتشمل المنطقة بأكملها حسب تصريحات الرئيس الايراني روحاني، الذي يهدّد دول المنطقة ،إذا حصل عدوان على إيران، ويومياً تقصف اسرائيل ميليشياتها، وحرسها الثوري في العراق وسوريا، دون أن تستطيع الردّ ،كما يهدّد روحاني وجوقته ، كل هذا الصراع يجري ، والتحضيّر للحرب، وحكومة عادل عبد المهدي لاحول ولاقوة ولاتصريح لها، أي واقعة بين( حانة ومانة )، لاتستطيع الردّ على إسرائيل إرضاءاً لايران، ولاتستطيع منع أذرع ايران وميليشياتها من تهديد المصالح الامريكية في العراق، وقصف قواعدها ، بل كانت تصريحات نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، واضحة ومباشرة لأمريكا، والتي تنّصل منها فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، وقال إنها لاتمثّل الحشد الشعبي، إذن هناك صراع داخل هيئة الحشد الشعبي والحكومة ، مع الفصائل التابعة لإيران ،والتي تأتمر بأوامر الولي الفقيه مباشرة ، وهذا الصراع حملته رسالة عادل عبد المهدي مع فالح الفياض، وممثل رئيس مجلس الوزراء اليوم لحكام طهران ،وتبليغهم بأن العراق لايقبل أن يقاتل بالنيابة عن ايران، ولايقبل أن يكون العراق ساحة حرب بين أمريكا وإيران، وتصفية حساباتهما في العراق، وإن العراق ينأى بنفسهِ عن الاصطفاف، مع أي من الطرفين ضد الطرف الآخر، فهل ينجح العراق للوقوف متفرجاً على الصراع الامريكي – الايراني في المنطقة، وهل يستطيع إغضاب أحد الطرفين، والوقوف مع احدهما مكرَهاً، نقول مهما فعل وأعلن وصرح عادل عبد المهدي، ونأى بنفسه عن الإبتعاد عن منطقة الصراع، فلن ينجح أبداً، لسبب بسيط ، هو لعدم قدرته على إتخاذ أي قرار من الضد، من الفصائل والميليشيات التابعة لايران في العراق ، التي أصبحت ( دولة عميقة) لإيران في العراق، والدليل دعوة أحد عملاء إيران (– بحل الجيش العراقي بإعتباره جيش مرتزق أسسه بريمر)- والإعتماد على الميليشيات التي تعمل تحت مسمى الحشد الشعبي، وصولاً لإعلانها الحرس الثوري العراقي، إذن الصراع في طريقه الى التصّعيد ، ففي الوضع السياسي تتفاعل قضية الباخرة الايرانية المحتجزة في جبل طارق واطلق سراحها ، وتهدّد الادارة الامريكية، كلُّ من يستقبلها بالويل والثبور، وتقرّر إحتجاز طاقمها حال دخولها المياه ،التي تسيّطر عليها أمريكا في العالم، في حين تعمل الادارة الامريكية، لأنهاء الوضع العسكري في سوريا وإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، مع ترقب إنهاء ملف تحرير ادلب من جبهة النصرة وتنظيم داعش، مع الإحتفاظ على علاقة جيدة مع المعارضة السورية والجيش الحر، وصولاً للتفاوض مع النظام السوري، أي فصل الصراع بين النصرة وداعش وبين المعارضة السورية، أما الاوضاع في اليمن تتفاعل دولياً وإقليمياً ، وهناك سباق أمريكي وإيراني لكسب ود الحوثيين ودعمهم امريكيا،واقناعهم نحو الحل مع الحكومة الشرعية وإبعادهم عن طهران من خلال مبعوث الامم المتحدة غريفيث، في حين إستقبل خامنئي ممثليين للحوثيين، وقبول سفير حوثي لهم في طهران، وهي بادرة تحصل للمرة الاولى، من بدء الحرب والخروج عن الشرعية ، وإزاء هذا التصعّيد الامريكي مع إيران ، إستطاع الرئيس تحشيّد وتحييّد الدول العظمى، ضد إيران، وتكوين تحالف عسكري لحماية مضيق هرمز، الذي هدّد الرئيس روحاني ،أي دولة تمنع تصدير النفط الايراني عبر هرمز، أو التحرّش بناقلاتها بالقوة العسكرية ، في حين هدّد الرئيس ترمب دول المنطقة ،بإطلاق سراح الدواعش ،الذين يحملون الجنسيات الاجنبية الى بلدانهم ، وهدّد أيضا بعودة تنظيم داعش الى العراق تحديداً، وربما بعد إنسحاب يدّ أمريكا منه ، إذا ما فشلت حكومة عادل عبد المهدي كبح جماح الميليشيات الايرانية، وعدم ضبط إيقاعها في العراق، والتصدي لها وحصر السلاح بيد الولة، بالرغم من قرار عادل عبد المهدي حل الحشد الشعبي، ودمجه في الجيش والشرطة، وإنهاء المظاهر المسلحة الخارجة عن سيطرة السلطة ، مانريد قوله والتوّصل له عبر هذه السطور، أن الايام القادمة حُبلى بالمفاجآت ، فأمريكا لن تبقى مكتوفة الايدي، أزاء إنفلات الميليشيات وتهديدها لمصالحها في العراق والمنطقة، حسب تصريحات وزير الخارجية الامريكية ماك بومبيو ، وهناك حراك سياسي وصراع نفوذ في العملية السياسية، التي فشلت حكومة عبد المهدي من معالجة الثغرات والأخطاء القاتلة فيها، ومنها تشكل حكومة متواءمة مع بعضها، فتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم ذهب للمعارضة وتيار الصدر يتحالف مع تحالف النصر لحيدر العبادي لإسقاط الحكومة ، والزعامات ( السنيّة ) مهمشة وتبحث عن مخرج لها، بتشكيل تحالفات لتوحيد مواقفها ،فلابد من التغيير الذي أصبح ضرورة ملحة ،لإعادة العراق الى حاضنته العربية ، والنأى عن السياسة الايرانية، التي تحمل مشروعاً دينيا ًطائفيا وقومياً عنصرياً ،لتصدير الثورة الخمينية ،التي كبح جماحها العراق في حرب الثماني سنوات، وأفشل مشروعها وقبره الى الأبد، اليوم تريد إحياءه ايران، من خلال توابعها في المنطقة، وهذا مستحيل، بسبب المتغيرات الدولية والاقليمية وكشف نوايا هذا المشروع العدواني التخريبي ، رغم نجاحها في العراق واليمن ولبنان وبعض الشيء في سوريا،المشروع الايراني الديني الكوني يترنح في المنطقة ووصل الى نهايتها، والادارة الامريكية تعي هذا جيدا، لهذا فرضت حصارها التاريخي الاقسى ،والذي نرى صراخ حكام طهران، من نتائجه الكارثية على اقتصاد ايران ونفطها، والتي تعمل على الضغط والتهديد للدول الاوربية ،بالإتفاق النووي ورفع سقف مطالبها، ولمن يشك في الصراع الامريكي والعربي ضد ايران، عليه أن يقرأ خارطة هذا الصراع في المنطقة ، وكيفية إدارة هذا الصراع، وخنق ايران من خلال الحصار الاقتصادي والتلوّيح بعصا الحل العسكري في نهاية المطاف، والتي تعمل ايران على التسريع به ، من خلال توابعها وميليشياتها للالتفاف على العقوبات والتخلص من الحصار القاتل ، لتوريّط العالم بعمل عسكري لاتريده امريكا في الوقت الحاضر ، طالما يفعل الحصار فعله، ويعوّض عن الحرب العسكرية لاسقاط النظام وتغييره . مازال الصراع الامريكي – الايراني في أوّله ، ولكنه مضمون النتائج امريكيا ، فالادارة الامريكية لها أجندتها في هذا الصراع ـ بل توقيتاتها وصولاً للانتخابات الامريكية في العام 2020، وأولى أوراق الرئيس ترمب للفوز بولاية ثانية ،هي اسقاط وتغيير نظام الملالي في طهران، الذي يشكّل العدو الاخطر لمصالحها في العالم، والراعي الاول للارهاب العالمي إضافة لصفقة القرن ثانياً، أما حكومة عادل عبد المهدي فهي في مهب الريح، إذا لم تضبط ايقاع سياستها الحازمة، تجاه ميليشيات، تهددّ مستقبل العراق السياسي ، ومستقبل المصالح الامريكية، وهذا ما تخشاه ولاتقبل به الادارة الامريكية مطلقا، وعلى عادل عبد المهدي اختيار إما الوقوف مع الميليشيات أو مع الادارة الامريكية، وإلاّ فتنظيم داعش على الابواب، كما يقول ويهّدد الرئيس ترمب ….فلا تلوموا إلاّ أنفسكم ياحكام العراق…..