22 ديسمبر، 2024 8:31 م

الصراع الأخواني – القومي داخل الجبهة التركمانية العراقية .. يطيح بأرشد الصالحي!

الصراع الأخواني – القومي داخل الجبهة التركمانية العراقية .. يطيح بأرشد الصالحي!

الجبهة التركمانية العراقية منذ تأسيسها في أربيل – المدينة التركمانية – حاولت إرساء مبدأ القومية التركمانية كشمسية جامعة لكل تركمان العراق وفعلاً نجحت في مسعاها وجمعت تحت هيكليتها السياسية جميع أطياف الشعب التركماني – ذو مُيول قومية – واستمرت في نهجها وسياستها حتى وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحُكم في تركيا التي سارعت على فرض سيطرتها على الجبهة التركمانية من أجل تحويلها إلى جبهة إخوانية لكنها لم تفلح في البداية لكون التيار التي يُمثل أردوغان في الجبهة – حزب العدالة التركماني- لم تكن قوية وحسن توران لم يكن موجوداً في الساحة السياسية التركمانية ولم يكن معروفاً على مُستوى التركمان وبعد حصوله على الدعم اللازم من أردوغان أستطاع وبقدرة القادر الوصول إلى رئاسة مجلس محافظة كركوك كهدية قدمها الأحزاب الكردية المُتنفذة في الإقليم الكردي للجبهة بعد زيارة قام بها وزيرخارجية تركيا وقتها أحمد داود أوغلو خلسة إلى مدينة كركوك دون إبلاغ وزارة الخارجية العراقية منتهكاً السيادة الوطنية العراقية وقواعد القانون الدولي وعدم الالتزام بأبسط الضوابط في علاقات الدول والمسؤولين والتي فُسرت وقتها من قبل الأطراف العراقية والإقليمية بإنها اعتراف رسمي من قبل حكومة أردوغان بعائديه مدينة كركوك للأكراد. وفي المُقابل الشخصيات القومية داخل الجبهة التركمانية لم تتنبه للعبة الأمم الأردوغانية ومساعيه لتقوية تيار حسن توران التي استطاعت وخلال فترة وجيزة وبقدرة السلطان بناء قاعدة لها داخل الجبهة وغيرها من خلال توظيف الأشخاص المحسوبين على تيارهم الأخواني في المُديريات ودوائر الدولة المُختلفة في مدينة كركوك. ولكن بعد خيانته للتركمان وتركه مقعد مجلس محافظة كركوك لريبوار طالباني وتوجهه قبُالة قبلته الجديدة برلمان العراق وفشله في الحصول على مقعد وزاري كان يحلم به مع صديق دربه الطويل علي مهدي الذي كان يشاطره الغرفة قبل جلوسه على مقعد رئيس مجلس محافظة كركوك عمد على محاربة التيار القومي داخل الجبهة التركمانية ومحاولة الاستحواذ والجلوس على مقعد رئاسة الجبهة التركمانية ولكن فوز الصالحي في المؤتمر العام شتت أماله وأمال أسياده في أنقرة مرة أخرى في طمس الهوية القومية التركمانية وإذابتها في بوتقة الهوية الإخوانية لكون أردوغان أكد وفي أكثر من المناسبة حينها أننا نضع كل التوجهات والميول القومية تحت أقدامنا. وعلى التركمان أن لا ينسوا بأن حسن توران كان السبب وراء خسارة بعض سياسي التركمان للانتخابات في ديالي وغيرها من مدن تركمن إيلي .. وهو أيضاً كان السبب وراء تأجيل انعقاد المُؤتمر التركماني العام. وهو اليوم تسبب أيضاً في ترك أرشد الصالحي لرئاسة الجبهة التركمانية نتيجة لخلافه الأخير معه حول توزيع المناصب الإدارية في ديوان محافظة كركوك بين القوميين والأخوانيين. مما حذا بأردوغان التدخُل في الموضوع والطلب من الصالحي – المنُتخب كرئيس للجبهة التركمانية العراقية وفي مُؤتمرعام ومُنتخب من قبل الشعب التركماني وليس شعب أردوغان كنائب يُمثلهم في البرلمان العراقي – التنازل عن منصبه لصالح رفيق دربهم الأخواني حسن توران. والصالحي بقبوله الطلب تحقق مُبتغاهم في السيطرة على قيادة الجبهة التركمانية. ولكن السؤال المُهم الذي يجب طرحه: هل سيستطيع حسن توران -كإخواني مُؤمن بلأردوغانية عاقبه الجماهير التركمانية ولم يُمكنه من الوصول إلى البرلمان العراقي للمرة الثانية وكشخص مُعتنق للديانة الإبراهيمية الجديدة وفلسفتها في الحوار بين الأديان السماوية الثلاث وله مُشاركات مُستمرة في مُؤتمراتها التي عُقدت بشكل دوري في العاصمة الهولندية أمستردام كجزء من مشروع بناء دولة إسرائيل الكبرى على أرض الرافدين .. ورفض غالبية التركمان قُبيل الانتخابات الأخيرة مُصافحته خلال تجواله في مناطقهم الشعبية في كركوك- كسب ود وقلب الناخب التركماني القومي والشيعي والمسيحي وخلال الانتخابات المُقبلة؟ الإجابة نتركها لقُرائنا الأعزاء!.