من وجهة نظري الشخصية كمتابع و مشاهد ربما برنامج الصدمة عوض عن برنامج خواطر الذي كان يُعرض في رمضان على مدار عشر سنوات للزميل أحمد الشقيري و الذي يستعرض فيه القيم الإنسانية للمجتمعات و كيفية إحترام الإنسان و حقوقه بالإضافة الى تسليط الضوء على إنجازات الغرب و أهم الأعمال الإنسانية في الماضي و الحاضر ، هذه السنة أتى برنامج الصدمة بالتطبيق العملي و الفعلي لما كان يظهر في خواطر من قيم إنسانية و أخلاقية لكن في المجتمعات العربية فقط و أظهر ماهو مكنون في قلوب العرب ، عندما كنا صغاراً نسمع من آبائنا و أمهاتنا دائماً قصصاً عن الشهامة العربية و البطولة لأناس في وقتهم كنا لوقت قريب نظن كشباب عربي إن تلك القصص من نسج الخيال او ربما أسطورة متناقلة من الأجداد الى الآباء عن شخصيات خرافية لم نراها او بالأحرى رأيناها لكن بصورة نادرة جداً عن رجال و نساء في خمسينيات وستينيات و سبعينيات القرن الماضي كان مبدأئهم في الحياة هو الحب و التعاون و روح المواطنة التي كانت سائدة بين الناس و حسن الظن يسبق كل شيء فنحن نسمع عن التعاون وحسن الجوار و في الإتحاد قوة و مساعدة الفقراء و نصرة الضعيف لكننا لم نراها بتفاصيلها البسيطة لا بل صار من يفعلها يشار له بالبنان و أنه عمل عملاً خارقاً يجب أن يكافئ عليه بينما هو لم يفعل إلا ما اشتهر به العرب و المسلمون ، اليوم و من خلال برنامج الصدمة التي ازالت الصدأ عن المعدن الأصيل رأينا ماكان يحكى لنا على أرض الواقع و في مختلف المجتمعات العربية و أثبت العرب إنهم أمة تمرض و لاتموت .
كنتم خير أمة أخرجت للناس و ما زلتم لكن هذه الإمة العظيمة تحتاج للتوعية تحتاج للشرارة تحتاج للصدمة كل شهر لا ربما كل أيام السنة التي تجعلها تستفيق و ترى نفسها أمة مثل باقي الأمم قادرة على العمل و التطور و العيش بسلام ، نحن لسنا متخلفين لسنا إرهابيين نحن أمة كباقي الأمم فينا الصالح و الطالح لدينا سلبيات و إيجابيات لنا تراث و حضارة إنسانية يفتخر بها العالم أجمع قبل العرب من الطب و الفن و العِمارة و الكيمياء و العلوم الإنسانية لكننا اليوم نمر بظروف قاسية جعلت العرب يفقدون ثقتهم بأنفسهم و كيانهم ، يجب أن نعلم لكل أمة عصر ذهبي و آخر مظلم فلما كان العرب يبحثون و يدرسون و يعمرون كان الغرب يعيش أحلك العصور ظلمة في الإنسانية و التخلف و أستعباد البشر ، أي بمعنى أن الأمم يرتفع شأنها حسب ظروفها و المصاعب التي تواجهها اليوم نحن نواجه ظروفاً داخلية و خارجية تسقط أمامها أكبر الأمم و أعظمها لكننا مازلنا أمة حية تحاول أن تعيد أمجادها تفشل مرات و تنجح في أخرى و هذا هو ديدن الأمم حتى تنهض و تعود الى وضعها و مكانها الطبيعي .
الصدمة رغم نجاحه الساحق أنتقد من قبل البعض و قالوا إن ما يحدث من مواقف في برنامج الصدمة ماهي الا تمثيل و متفق عليه مسبقاً و لهم الحق في ذلك من باب حرية الرأي و التعبير ، لنفترض جدلاً انه تمثيل مالضير في ذلك إن كان هناك رسالة للمتلقي لا تصل عن طريق التمثيل و كما هو معروف أن التمثيل هو رسالة إنسانية تحمل في طياتها معاني نبيلة و الرسالة وصلت و أثرت و كان لها دور إيجابي في تغيير جزء و لو بسيط من السلبيات او الأخطاء في المجتمعات العربية عجزت مؤسسات إعلامية حكومية و أهلية في إيصالها ، أما بخصوص تحيز المخرج او صاحب الفكرة لبلده العراق فما المشكلة اذا كان أهل العراق طيبون و يملكون النخوة العربية ؟ لماذا يجب أن يكون العراقيون سيئين في نظر الآخرين و خاصة أخوتهم العرب ؟ ألم نرى أن الدراما السورية و الكويتية و المصرية التي هي من إنتاج أم بي سي تمجد و تلمع و في بعض الأحيان تعظم الأخوة في الخليج او الشام او مصر هل حرام أن يكون للعراق نصيب من هذا المدح و التفاخر في الأم بي سي التي هي قناة كل العرب و العراق جمجمة العرب ؟
هنيئاً لصاحب الفكرة و مخرجها و أبطالها شكراً أم بي سي و للأمانة الذين تأثروا داخل البرنامج كانوا أشخاص يعدون على الأصابع أما الدموع و التأثر كان بالملايين خلف الشاشات الصغيرة ، شكراً أوس الشرقي رسالتك وصلت و أثرت و أمنياتي لكَ مزيداً من الإبداع و التألق و إظهار الوجه المشرق للعرب و مسح الصورة السيئة للعرب من مخيلة العرب أنفسهم و العالم أجمع .