23 نوفمبر، 2024 3:22 ص
Search
Close this search box.

الصدر يوقف التظاهر 30 يوماً . من المستهدف برسالته ؟‎

الصدر يوقف التظاهر 30 يوماً . من المستهدف برسالته ؟‎

معلوم ان التظاهرات الأحتجاجية في العراق قد بدأت عام 2011 نتيجة لسوء الأدارة والنقص الحاد في الخدمات والهدر الكبير في موارد البلاد ونهبها بشكل منظم من قبل أحزاب السلطة وشخصيات تابعة لها ما أدى الى تخريب الصناعة والزراعة والتجارة وباقي القطاعات وبشكل مخيف تسبب في نشر الفقر والبطالة والعشوائيات فضلاً عن انتشار مظاهر التسول والجريمة المنظمة والمخدرات ناهيك عن عمليات القتل التي يتعرض اليها العراقيين دون توقف ومنذ الأحتلال بسبب أهمال الجانب الأمني ونشر الفكر الطائفي والمحاصصاتي بالرغم من الموازنات الأنفجارية التي كانت تخصصها الحكومات المتعاقبة وبخاصة حكومتي المالكي الأولى والثانية حيث وصلت الموازنات التي تم تبديدها الى 1000 مليار دولار بينما لم يشهد العراق اي تطور بل على العكس شهد تراجعاً خطيراً في كل شيء!
ونتيجة لتلك السياسات تحول العراق الى أضحوكة بين دول العالم المتخلف قبل المتقدم ! ولذلك خرج العراقيون في تظاهرات احتجاجية عام 2011 استمرت لأيام ولكن الحكومة قمعتها وبشكل يمثل وصمة عار في عملها عندما استأجرت مجاميع أعتدت على المتظاهرين بأستخدام الهروات والسكاكين !
لكن الحراك المدني رغم ضعفه فهو لم ينتهي بل استمر حتى بعد الأنتخابات الأخيرة التي أطاحت بالمالكي لتزداد التظاهرات بعد انهيار اسعار التفط وضعف الحكومة الواضح في تأدية ما عليها من التزامات تجاه الشعب .
الواقع المرير الذي يعيشه العراق يعكس بما لايقبل الشك ان البلاد تفتقر لمن يديرها . وأن المنطقة الخضراء تجمع مجموعة من اللصوص والعملاء الذين لايستطيعون عمل اي شيء سوى النهب المنظم لثروات البلاد بعد أن ضمنوا عدم المحاسبة والدعم الأيراني والأمريكي والجميع يعرف ان ايران لاتريد الخير للعراق لذلك هي تدعم الفاسدين وتقف بالضد من كل الجهات التي تحاول محاسبتهم أو أطاحتهم لأنهم يشكلون مصادر تمويل مهمة للسوق الأيرانية . أما الأمريكان فهم يعيشون حالة من الترقب والصراع الأنتخابي وبالنتيجة فهم لايريدون أن يحققوا شيء فيه خير للعراق ايضاً.
على وقع هذه الحالة المأساوية دخل الصدر دائرة الأحتجاجات بعد أن كان منقذاً للمالكي في ولايته الثانية حين أعطاه ستة أشهر مع اشتداد التظاهرات الأحتجاجية وبالرغم من ان المالكي نفسه كان قد طلب 100 يوم لتقديم ما هو أفضل . وبعد مرور سنتين على حكومة العبادي واتضاح على انها جزء مكمل لحكومة المالكي تحول الخط الصدري الى تيار يطالب بالأصلاح لكنه ايضاً وقع في فخاخ الساسة القاطنين في الخضراء والفخاخ الأيرانية وكلما ازدادت الأحتجاجات وأثارت رعب ساسة العراق أنسحب الصدر لينقذ هؤلاء بحجة انه يريد حكومة تكنوقراط مع علمه وعلم كل المختصين ان تكنوقراط دون مستلزمات ادارة لن يتمكن من النجاح خاصة وان الأحزاب الحاكمة قد افرغت البلاد من مواردها . وبين مد الصدر وجزره في التظاهرات ورغم عدم تحقيق اي شيء فيه خدمة للشعب نجد ان اوامر قد صدرت لتأجيل التظاهرات بحجة السماح للمدنيين للخروج في تظاهراتهم مع العلم ان المدنيين يخرجون في التظاهرات الأحتجاجية منذ أكثر من 5 سنوات ! ترى ماهي الرسالة التي يريد ان يوجهها الصدر ولمن ؟
حدثني قبل يومين صديق لي وهو يعمل محامي وقال ان قراراً قد صدر بأعادة محاكمة عناصر التيار المحكومون بالأعدام وهم في السجون منذ اكثر من 10 سنوات ترى هل هذا الأجراء ثمن لأيقاف التظاهرات ؟ هو مجرد سؤال يحتاج اجابة وهنالك اسألة كثيرة تحتاج الى أجابات فضلاً عن أن العراق اليوم خاوي وأي مطلب للأصلاح لم يتحقق ترى لماذا أوقف الصدر تظاهرات تياره . هل شبع الفقراء ؟ وهل عولجت مشاكل العشوائيات ؟ وهل وهل وهل ؟ كل يوم تزداد الحياة صعوبة بينما نتعامل ببرود مع من سرق وقتل وتآمر وخان ! لماذا أذاً تأجيل الأحتجاجات ؟
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات