21 ديسمبر، 2024 5:06 ص

بالأمس القريب اقدمت السلطة البعثية الفاسدة على ارتكاب احد ابشع جرائمها ألنكراء، آلا وهي عملية اغتيال العلامة والمفكر الكبير السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف) وأخته العلوية بنت الهدى!! محاولةً منها لإسكات من يمثل صوت الحق الهادر، وطمس كل ما يمت للعلم والفكر والمعرفة بصلة،، وبالتالي حرمان الشعب العراقي مما كان يتأمــــله من هدي وعطاء ذلك المصلح والعالم الجليل. اما اليوم وبعد زوال ذلك الطاعون الاسود الذي نخر أحشائنا، نجد ان المشهد يتكرر لكنه بأسلوب مختلف.. فعندما تستمر معاناة المواطن بهذا الشكل المزري ويتحول ضررها الى داء مزمن، يمارس ضده بأجندات لا علاقة لها بدين أو مذهب ولا يقبلها عقل او منطق،، من قبل بعض مدعي الانتماء الى خط السيد الشهيد المقدس فتلك طامة كبرى.
ان كراسي السلطة وجدت من اجل تقديم المصلحة والخدمة العامة وصيانة حقوق ومقدرات امة بكاملها فحسب.. لا من اجل منفعة شخصية وفئوية ضيقة على حساب القيم والمبادئ التي كانت عنواناً عريضاً خطه رجال المرجعيه بدمائهم الزاكية. أما قضية افترائهم على الناس لاستمالتهم ودغدغة أحاسيسهم لغرض تزيف الحقائق أمامهم، من خلال محاولاتهم اليائسة التي تهدف الى تجميل صورتهم لدى الشارع، بكونهم يمثلون الامتداد الطبيعي لخط السيد الشهيد الصدر (قدس) واعني (الفاشلين والمفسدين والمقصرين) من متسلقو المناصب.. أنهم ســـــــوف يعملون جاهدين على تحقيق ما جاءت به سيرته الحسنة ونهجه السوي، من اجل كسب ود المحبين لشخصه وظمآن تأييدهم لهم، كي يستمروا بتسلطهم على مقدرات العباد والبلاد، انكشف عنها الغطاء وثبت زيفها، ولو لم يكن واقع الحال كذلك لما انسحب نجل السيد الشهيد الاول من العملية السياسية بوقت مبكر جداً!، فهذا ان دل على شيء انما يدل عن مدى حجم المفارقة الشاسعة في استحالة التعامل معهم، وفق مبادئ العدل والمساواة والتفاني من أجل الاخرين التي قدم السيد الشهيد حياته ثمناً لها..كما للسنوات العجاف المنصرمة التي لم يجني الشعب العراقي منها حتى الان، غير الشعارات الطنانة والوعود الكاذبة والأزمات المتكررة، إلا دليل آخر على استهجان واستخفاف تلك التركيبة الغريبة والعجيبة، من النفسيات التي يحملونها أولئك المتزمتين القابعين خلف الاستار بهموم ومعاناة المواطن. اما اذا كانت هنالك مكاسب قد تحققت كما يزعمون فانها اقتصرت على كروشهم فقط ليس إلا.
والى المتصيدين بالماء العكر أقول لهم لا تفسروا هذا الكلام على انه تسقيط لجهة محددة، فأني اعني كل الذين ينسبون انفسهم الى هذا الرمز او ذاك ولم يعملوا وفق سيرته . ختاماً: عبرة وتساؤل، اين إرث وتركة تلك الجبال الشوامخ وعطائها الذي خلفته للتأريخ نبراساً ومشعلاً؟ اما كان لها ان تضيء طريق الاجيال لو لم تقتل مرة ثانية والسلام !!.