مما لاشك فيه بأن القوى السياسية العراقية ليست على قلب واحد في ملف تشكيل حكومة وطنية تسابقت اذرعها السياسية والاقتصادية للاستحواذ على الوزارات وتحويلها الى عنصر دعم مادي ومعنوي لمشاريعها السياسية، وهذا أمر رسخته للاسف المحاصصة التي بدأت بعد تشكيل أول حكومة عراقية بعد 2005..
رسالة الصدر اليوم والتي كانت موجهه لقادة السنة حصرا كشفت عن فريق سياسي يقف مع المحاصصة ويدعمها ويحاول استغلالها للاستحواذ على وزارات في حكومة عادل عبد المهدي المقبلة، الصدر لأول مرة لم يكن واضحاً في بيان هوية ذلك الفريق، وفتح الباب على مصراعيه أمام تكنهات المحلليين والساسة والراي العام ..
مضمون رسالة الصدر كانت توحي بأن هذا الفريق الذي ينتمي الى السنة هو المعرقل لتشكيل الحكومة المقبلة -على حد قوله- ما يدفعنا للتساؤل المشروع: هل بقيت القوى الشيعية والكردية خالية من وجود فريق هنا أو هناك يؤيد المحاصصة ويدعمها ويحاول الاستحواذ على وزارة أو أكثر تحت مسمى الاستحقاق الانتخابي.؟
رسالة الصدر كانت توجيه اتهام ليس لفريق من السنة بل لكل السنة بأنهم هم من يحاول إعادة الفاسدين والطائفيين الى مقاليد الأمور ، رغم أنهم كانوا الحلقة الأضعف في كل الحكومات التي تشكلت بعد 2004..
الصدر لم يكن شفافا في طرحا سوى قوله (وجود فريق) لكن بدون أي اشارة له، وهذا ما ولد اتهامات داخل البيت السني كما، وفر مادة دسمة لبقية القوى التي تحاول النيل من أي فريق وطني لتوجيه التهمة له..
رسالة الصدر حملت عبارة خنجر ورغم أنها كانت في سياق ضمني لكن الكثير اعتبارها الشفرة التي أراد الصدر من وجه نظرهم كشف هوية الفريق الذي يقصده داخل البيت السني، ترى هل كان الصدر متعمدا في ذكر العبارة ؟ وإذا كان هذا صحيح ماذا لدى الصدر من أدلة على كلامه، والكل يعرف بان خميس الخنجر أول سياسي عراقي يرفض تبوء منصب حكومي في الدولة العراقية وقدم الكثير من المبادرات التي كانت باتجاه رفض المحاصصة والطائفية وحكم الاحزاب، وكان أول من طرح مبدأ تشكيل حكومة حل الأزمات ورفض تكريس نفوذ الاحزاب..
رسالة الصدر في نهاية المطاف خلقت الكثير من المتاهات في المشهد السياسي العراقي وجعلت القوى السنية في قفص الاتهام رغم أن الكثير من التسريبات تؤكد بأن أغلب القوى الشيعية والكردية على حدا سواء ومنهم سائرون يفرضون ضغوطاً قوية جدا على عادل عبد المهدي للقبول بشخصيات في الظاهر تكنوفراط لكنهم يمثلون أجندة تلك القوى حرفيا.