من بين كل المواقف السياسية للقيادات السياسية في البلاد ، بما فيها الموقف الرسمي الحكومي، من الأزمة السورية نستطيع ان نفرز موقفين واضحينمتميزين لايقبلان التأويل والتلاعب بالمفردات والصياغات ، موقف السيد مقتدى الصدر والشيخ خميس الخنجر .
بصريح العبارات أكد الصدر على ” ضرورة عدم تدخل العراق حكومةً وشعباًوكل الجهات والمليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري” و ” وعدم الوقوفضد قرارات الشعب فهو المعني الوحيد بتقرير مصيره“، وبوضوح أكثر الى ” ضرورة عدم تدخل العراق حكومةً وشعباً وكل الجهات والمليشيات والقواتالأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق، بل ويجب علىالحكومة منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي فيعراقنا الحبيب“، محذراً ” من الانجرار وراء صراعات إقليمية قد تؤثر سلبًا علىأمن واستقرار العراق“، مشيرا الى ” أن الشعب السوري هو الوحيد المخولبتقرير مصيره“.
فيما قدم الخنجر رؤيا خارطة سياسية دعا فيها اولاً ” كافة القوى الاطراف العراقية الى عدم الانخراط في مجريات الاحداث السورية او التدخل فيها التزاما في المادة الثامنة من الدستور العراقي وتجنبا من للعراق من مآلات هذا التدخل “.
كما دعا الحكومة وائتلاف ادارة الدولة “ان يكون دور العراق هو الجمع بين المعارضة والحكومة السورية لبدء حوار حقيقي ووضع خارطة طريق سياسية بمشاركة العراق وتركيا وايران والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات والاردن وانتخاب حكومة سورية تمثل كل السوريين وتطلق سراح السجناء وتعيد المهجرين الى مدنهم ومعرفة مصير المغيبين ومنع التدخل الخارجي بالشؤون السورية من كل الاطراف ومن بينها سحب أي تواجد للمقاتلين العراقيين على الاراضي السورية ان كانوا متواجدين “
وأكد في بيان لاحق “نثمن ونشيد بموقف سماحة السيد مقتدى الصدر الداعيإلى عدم التدخل بالشأن السوري؛ وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب في تقريرمصيره؛ وضرورة النأي ببلادنا عن ذلك“، لافتاً الى ان موقف الصدر “لا يعدغريبا عن الصدر“وهو “يُعبر عن خطاب سياسي واع ومدرك لأهمية تغليبالمصلحة الوطنية للعراق والعراقيين“.
موقفان بتحمل المسؤولية التأريخية ليس بما يجري في سوريا من صراعات وانما لما يمكن ان ينجر العراق اليه جراء تدخل بعض القوى المسلحة بالشأن الداخلي السوري تحت مبررات لاتصمد امام ماجرى سابقا وما يجري الآن .
حقيقة مايجري في سوريا انتفاضة شعب ضد نظام دكتاتوري قمعي ، عانت من توجهاته المشابهة في العراق نفس القوى التي تسعى للتدخل الآن حماية للنظام السوري ورأسه بشار الأسد في قراءة مغلوطة تأريخا وواقعيا قد يدفع لها الشعب العراقي ثمناً باهظاً .
كل المؤشرات وتسارعاتها تشير الى ان نظام بشار والبعث في طريقه الى الزوال ، فلماذا يريد البعض زجّنا في معركة خاسرة بفاتورة غالية ؟