يبدو ان الكلام عن الثورة يجرنا تلقائيا الى موضوع التقية… فأما الثورة او التقية…وقد لا يخطر في البال ان الثورة هي من التقية…او ان التقية تستدعي الثورة…..لماذا..طبعا.. لماذا لا يخطر هذا في البال .. أي لماذا لا نرى الثورة والتقية هما شيء واحد…ان الفهم السائد في مجتمعنا هو.. ان التقية هي حفظ النفس.. مهما كانت الظروف.. وبعبارة اخرى: ان الانسان يفترض به ان يبتعد عن الخطر تماما… ولان الخطر موجود في معارضة السلطة او معارضة جهة ظالمة ..علينا تجنب المعارضة تماما.. كذلك نتجنب المشاكل الاجتماعية.. والاحتكاك بالناس.. ولان الخطر موجود في الشارع.. تكون النتيجة ان نجلس في البيت مثل الجرذان.. لنطبق التقية تماما.. فقد قال ائمة اهل البيت.. ان التقية ديني ودين ابائي.. ومن لا تقية عنده..لا دين له…. والحقيقة اننا نقول ان الامام الحسين عليه السلام لا دين له.. بل هو ليس اماما..وهذا هو الشعور النفسي -واقعا- عند اصحاب العقول النخرة من المعممين واتباعهم.. وهم كثير..ويبدو انهم لا يهتمون بالامام الحسين (ع).. بل يركزون على زينب (ع).. وما تعرضت له.. وعلى اليتيمة التي تركها الامام في المدينة….وبطريقة خبيثة يخطئون الامام…ويغذون الشيعة بالافكار الطائفية لا غير .. وقد قلبوا الدين راسا على عقب..لذلك لا يمكن ان نتصور ان التقية . تستلزم الثورة ..من باب الدفاع بواسطة الهجوم… او من جهة اهمية التضحية لاجل الكرامة والحرية ..وان الحق والعدالة اهم من حياة الفرد.. وبالتالي ..ان ثورة الامام ضد الظالم الاموي لا مبرر لها.. وكان يفترض بالامام ان يرجع الى الرسالة العملية..ويتعلم احكام شرعية.. ولا يضيع حياته في مواجهة الحكومة الظالمة.. ويبدو انه ليس من النبي… وان قول النبي (ص واله) حسين مني وانا من حسين.. ليس صحيحا.. ومخالف لتوجيهات اصحاب التقية..هكذا علموا الناس.. ليس الا.. وصنعوا منهم ببغاوات بل عقول.. اسكتوا. … والزموا بيوتكم.. وافعلوا ما يريده صدام ..والا كنتم بلا تقية ولا دين.. لاجل السلامة الشخصية.. اخسروا كل شيء..هكذا هي الحال ..لا غير . وما قيمة الحياة في الذل والهوان ..تحت حكم صدام وحزبه ..او بريمر وايتامه .. هكذا دمروا الدين والشيعة باساليب خبيثة.. سابقا تصدى لها محمد الصدر… ففتحوا النار عليه..ويمكن القول:لقد استطاع الصدر ان يقلب الطاولة على اصحاب العقول النخرة واتباعهم الجهلة.. عندما سلط الضوء على الثورة الحسينية تماما..وان يوضح مفهوم التقية الحقيقي.. وجعل الاولوية لسلامة الفرد عقائديا وفكريا… في كرامة وحرية.. وان يتصدى بشجاعة لمواجهة الظلم على مستوى الوطن او العالم.. هذه المفاهيم الاصيلة عند الصدر لا يمكن لنا الان تفصيل ادلتها.. لكنها شاهدة في ماهية القواعد الشعبية التي رباها..وموجود في ساحة التحرير.. وهي اليوم تقود الساحة..وتخطط لثورة شعبية كبرى تطيح بهذه الحكومة الفاسدة التي ساندتها العقول النخرة….