27 ديسمبر، 2024 6:16 ص

الصدر بين الاجتهاد والأعلمية..‼️

الصدر بين الاجتهاد والأعلمية..‼️

لماذا يتصدى؟ ولماذا يتبعه الملايين؟
يبدو ان تصدر الصدر لقضايا الشأن العام، بالرغم من عدم حصوله على رتبة “مجتهد” يثير تساؤلات واستفهامات عند الكثير…وقد بالغ اعدائه في اتهامه، مثلا:
1️⃣ هو لم يدرس العلوم الدينية..
2️⃣ هو غير مؤهل للفتوى..
3️⃣ هو يتحكم بالملايين دون علم… وغير ذلك.
◼الا ان اتباعه ينفون تلك التهم ويعتبروها افتراءات، ويؤكدون انهم على معرفة جيدة به، منذ ١٩٩١. فقد درس السيد مقتدى الصدر الاصول والفقه بتعمق، باشراف والده. كذلك قام بالتدريس وادارة جامعة الصدر منذ ١٩٩٨. او قبل ذلك.
◾كذلك، يستدلون على امكانيته، بنجاحه في الحفاظ على العنوان الصدري وقواعده الشعبية، برغم المخاطر والمحن. وهز لا زال يحقق امالهم في القضايا الوطنية والعقائدية. وربما لم يعلن اجتهاده لمصالح عليا، اهم.
◾ويبدو ان المشكلة هي ذلك التصور، عند اغلبنا، وهو ان رتبة مجتهد يتم منحها من قبل جبرائيل، عليه السلام. او من مؤسسة ما. والحقيقة ليست كذلك، فلا توجد مؤسسة تمنح رتبة الاجتهاد، في الحوزة.
◼ وقد تستغرب عزيزي القاريء، اذا علمت: ان اي مواطن يحق له ان يعلن الاجتهاد. وقد تم ذلك فعلا في عام ١٩٩٩.
حينها، اعلن عشرات من الافراد انهم مجتهدون ومراجع، وانهم الاعلم!!
◾نعم، قد حصل ذلك بعد استشهاد السيد محمد الصدر (رض). الا انهم فشلوا، لعدم رجوع الناس لهم. فقد كانوا هم مجتهدين، لكن بلا مقلدين. فانقرضوا مع مرور الزمن.
◼ويبقى السؤال، هل الصدر مجتهد، ام لا؟
◼واذا كان يحق له اعلان اجتهاده، بسهولة، لماذا لا يفعل؟
◾ والسؤال الاهم، لماذا ترجع اليه الملايين، وتتبعه، بالرغم مما عليه من اتهامات وشبهات..!!
? ويمكن تفكيك هذا الاشكال، بعدد من الملاحظات، اهمها:
1️⃣ ان العلم شيء، والايمان شيء اخر، فالعلم في الشريعة، لا يعني الايمان بها. بل هو علم مثل علم الفيزياء والكيمياء،
وماذا يعني ذلك؟
هذا يعني ان جزء من القواعد الشعبية، تدقق في عامل اخر، تجده في تاريخ الشخص وسلوكه ومواقفه، فضلا عن علمه واجتهاده.
والعامل الاخر، هو اخلاقي او عرفاني او باطني. وفيه تفصيل.
2️⃣ ويمكن القول ان العلم، في الشريعة، ليس هو العامل الوحيد، في احراز مؤهلات المتبوع، بل هنالك عوامل اخرى، وشروط اخرى
3️⃣ اما العلم، فيقسم الى نظري وعملي، استنادا على وجود العقل النظري، والعقل العملي.
والعقل العملي، هو الامكان التطبيقي، للعلم النظري.
او، هو تلك المواقف العملية في المعاملات والازمات، فضلا عن الخطوات الحركية، للدفاع عن العقيدة والوجود النوعي للتيار او الخط الصدري. وفيه تفصيل.
اي: ان وجود العلم بالشريعة، لا يكفي لاثبات الايمان والتورع والتقوى، لدى المتصدي.
4️⃣ اذن، هنالك عوامل اخرى، تؤثر في توجيه القواعد الشعبية، نحو المتصدي. وفيه تفصيل.
5️⃣ يبدو ان السيد مقتدى الصدر، لا يجد مصلحة في اعلان اجتهاده. بالرغم من اعتقادي (الشخصي) ياعلميته، في المستوى العملي، او الحركي، على اقل تقدير، وفيه تفصيل لاحقا.
6️⃣ وخلاصة القول، ان رتبة الاجتهاد، يمنحها العالم او الطالب لنفسه، اذا وجد نفسه مؤهلا لها، او لوجود حاجة مجتمعية، او مصلحة عليا..
? ويبقى السؤال، لماذا يتدخل الصدر في السياسة دون غيره، هل هو مرجع؟
وهذا يمكن مناقشته لاحقا، بعنوان “الصدر بين القيادة والمرجعية”..
وللحديث بقية.