23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

الصدر …… الانسحاب المفاجىء لماذا ؟

الصدر …… الانسحاب المفاجىء لماذا ؟

فاجأ السيد مقتدى الصدر اتباعه وحلفاءه قبل خصومه بالانسحاب من العملية السياسية على خلفية تردي الوضع السياسي والاقتصادي والخدمي والامني وما الى ذلك , وبدا  للوهلة الاولى انه يحمل الجميع بما فيهم كتلته البرلمانية ووزراؤها في الحكومة ومكاتبه السياسية واي واجهة اخرى لكتلة الاحرار السبب الرئيس في ذلك التردي بدليل ان اعضاء تلك الكتلة ووزراءها شدوا الرحال للنجف الاشرف على أمل الالتقاء به مباشرة  لمعرفة ما الذي حدث ؟ وماذا يفعلون في المرحلة المقبلة وفي هذا الظرف العصيب والدقيق الذي يمر به البلد ؟ ولكنهم عادوا بخفي حنين لاسيما وانهم كانوا ينتظرون (التوجيه ) لموقف نهائي وحازم يتطلب منهم اتخاذه بصدد البقاء في عملهم او مغادرة العملية السياسية برمتها , ولما لم يحصلوا على ضالتهم هذه عاد الجميع الى امكنة عملهم السابق بهدوء تام .
وبغض النظر عن الدوافع والاسباب التي دفعت السيد الصدر لاتخاذ قراره لكنه اتخذ عقب تصويت البرلمانيين على قانون التقاعد الموحد بما فيهم عدد غير قليل من اعضاء كتلة الاحرار الصدرية وما حدث ازاء الفقرة المتعلقة بامتيازات المسؤولين , ولذلك جرى التأكيد والحرص على حماية آل الصدر من اي شائبة قد تشوبهم بسبب العملية السياسية وتداعيات العمل السياسي البرلماني او الحكومي تخوفا من ان اصابع الاتهام بهذا الصدد ستتوجه للجميع بدون استثناء , وهذا ما يحدث على ارض الواقع  حيث تتهم قطاعات واسعة من ابناء  الشعب الكتل البرلمانية جميعها بالتقصير التام في عملهم وعدم تشريع القوانين التي تهم المواطنين على اختلاف مشاربهم بسبب المناكفات السياسية وغيرها مما لامجال لذكره .
ولكن السيد الصدر استدرك في خطاب لاحق ليصب جام غضبه على رئيس الحكومة واصفا اياه بالدكتاتور والطاغية والمتسلط ويضيف ان الحكومة تريق الدماء وتسرق العباد وتكمم الافواه .. كما تستاثر لنفسها كل شىء ولاتسمع لاي شريك ’ وهذا القول بتقديري يحمل المالكي وحده المسؤولية الكاملة على ما تعانيه العملية السياسية من تداعيات واشكاليات جمة , وعليه ارى ان من اسباب انسحاب السيد الصدر من ممارسة العمل السياسي ليس فقط ضعف اداء نواب ووزراء كتلته بشكل عام , بل وجود المالكي على رأس السلطة التنفيذية واحتمال تصاعد فرصه للحصول على الولاية الثالثة ,والدليل على ذلك ماصرح به ضياء الاسدى امين كتلة الاحرارفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري من ان اهم مبادىء مقتدى الصدرالتي لانحيد عنها هو عدم تجديد ولاية ثالثة للمالكي  , ولكن ايا كانت الاسباب فان هذا الانسحاب جاء في وقت تستعد فيه البلاد لخوض انتخابات توصف بانها ستكون مفصلية في تاريخ العراق السياسي حيث لم يتبق سوى شهرين على اجرائها ما يستدعي الثبات في ساحة العمل السياسي لخوض هذه الانتخابات وليس الانسحاب منها , كما ان كتلة الاحرار وهي من الكتل المهمة داخل التحالف الوطني ستتعرض لازمة ما بسبب غياب قائدها الملهم عن المعترك السياسي وهذا ربما يؤدي الى ضعف في فرصتها لنيل المقاعد البرلمانية المطلوبة وبالتالي تاثر التحالف الوطني نفسه بهذا الامر واتجاه بعض مكوناته لتحالفات جديدة للوصول الى ما يعرف بالكتلة الاكبر , لهذه الاسباب وغيرها فان انسحاب السيد الصدر المفاجىء ربما سيحدث مفاجأة اكبر في الايام المقبلة عندها سيقول الصدريون واتباعهم كما قال الشاعر العربي :
            لم ابك من زمن ذممت صروفه            الا بكيت عليه حين يزول
 [email protected]