ليس غريبا أن يتطاول السيد المالكي على بعض السياسيين، الذين كان لهم الفضل الكبير بتربعه على كرسي رئاسة الوزراء للدورة الثانية، بعد أن كان يمتدحهم ويصفهم بالوطنيين، وأصحاب الرأي السديد، كأنه قرادة ملعونة، تعيش على دماء الآخرين، وتتركهم عندما تنتهي مصلحتها منهم.
انسحاب الصدر، شكل فراغ كبير بالعملية السياسية، واختلال كبير بموازين القوى بالساحة السياسية، سيما وانه صاحب المواقف البطولية الوطنية بوجه ظلمة عصرنا وطواغيته، الصدر؛ الذي عبر من خلال أكثر من موقف بأنه ضد الظلم، واستغلال الناس؛ مشددا على تقديم أفضل الخدمات، والنهوض بواقع الفقراء، والمعوزين، واليتامى، والأرامل.
المالكي؛ من جهته كي يغطي على فشله في تقديم الأمن، والخدمات لأكثر من سبع سنوات ونيف، وفشله في توفير الأمن، ونمو الاقتصاد، وغيرها من مفاصل حياتنا العامة اخذ يدغدغ قلوب، وعواطف الفقراء والضعفاء، فتارة تراه يوزع قطع أراضي، وتارة يجذبهم بالتعيينات، نظرا لمسكه زمام الأمور الوزارية بيده، هذه الخطوة على الأعم الأغلب هي دعاية انتخابية، مستهدفة الفقراء، والضعفاء وهم بالغالب من أتباع التيار الصدري ناهيك عن تثبيت العقود، وتعويضات الفيضانات للفلاحين، والمواطنين وبخطط غير مدروسة، باتت مكشوفة للعيان بان السيد المالكي هدفه الأول، والأخير هي الانتخابات، والكرسي الملعون، وسحب اكبر عدد ممكن من أتباع التيار الصدري.
الأمر الذي انتبه له السيد الصدر، وحاول لملمة أطراف البيت الصدري، وجماهيره بضربة معلم إلا وهي إعلانه الانسحاب من العملية السياسية، التي حسب ما كان متوقعا تجابه بالرفض من قبل قواعد التيار الصدري، وإعلانهم الولاء المطلق لال الصدر؛ وهذا ما كان يهدف له السيد الصدر في قضية إعلانه الاعتزال على ما أظن! وما تشير الدلائل.
قد يسال سائل إلى أين تذهب أصوات الصدريين إذن في الانتخابات القادمة؟ بعد هذه الصحوة الكبيرة من قبل أتباع الصدر، المغرر بهم من قبل المالكي، وجلاوزته، حتما إن كان لها طريق أخر فهو طريق كتلة المواطن، التي هي الأقرب لطموحاتهم، وتحقيق أمانيهم بالوصول إلى العدالة المنشودة، وهذا ما أكده السيد الصدر بقوله إن كتلة المواطن هي الأقرب للتيار الصدري.