يعول السيد مقتدى الصدر على المدنيين كثيرا في الانتخابات المقبلة، او بتعبير اكثر علمية وواقعية على شخصيات مدنية للتحالف معها في الانتخابات المقبلة يقابل ذلك الدفع باتجاه الانتخاب للتمثيل الفردي لا الكياني.
اتفاق بعض المدنين مع الصدريين ظاهرة مميزة وهذه المرة الاولى التي فيها تيار إسلامي مع تيار مدني على ضرورة الاصلاح، لكن المشكلة اين ؟، المشكلة في الاتفاق على خارطة طريق الاصلاح والعمل السياسي،ليس المهم ان تحدد البدايات بل المهم اكثر ان تصنع نقاط النهايات بوضوح مع مراعاة الاختلاف الأيدلوجي والفكري بين التيار الصدري والمدنيين.
يركز زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر على الشارع وتوسيع المشاركة الجماهيرية للضغط على الكتل السياسية في تحقيق مطالبه الاساسية، لكن الشارع وحده لايكفي والاتفاق مع المدنيين وحدهم لايكفي، يحتاج التيار الصدري الى رؤية اصلاحية شاملة للعمل الحكومي والسياسي قابلة للتطبيق ومتناغمة مع القوانين والدستور.
اعتماد السيد الصدر على الشارع واللجوء الى المدنين يؤكد حقيقة غير معلنة انه يشعر بالاحباط الشديد من اداء كتلة الأحرار في البرلمان، فواحدة من اكبر مشاكل العمل في التيار الصدري هي كتلة الأحرار التي تعمل بلا بوصلة ولا هدف سياسي والبرنامج واضح حتى اجبرت السيد الصدر ولمرات عدة ان يتخلى عنها ويقول ان هذه الكتلة لاتمثلني والتمثل خطابي بينما تصر هذه الكتلة العاجزة عن العمل السياسي ان تقول انها تنفذ سياسية السيد الصدر.
(لو) امتلكت هذه الكتلة القدرة والتصميم والرؤية السياسية الناضجة في العمل لما اجبرت السيد الصدر على اللجوء الى اخر ورقة ضغط وهي الجماهير، و(لو) انفتحت هذه الكتلة السياسية على باقي الكتل السياسية وحاولت إقناعها على تحقيق مراحل الاصلاح لما لجأ السيد الصدر الى الشارع والجماهير وساحة التحرير.
و(لو) كانت أعضاء كتلة الاصلاح فاعلين كنواب لما لجأ السيد الى إطلاق اكثر من ورقة اصلاحية عبر شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام.
يحتاج التيار الصدري الى اعادة ترتيب اوراقه السياسية تبدأ من حل كتلة الأحرار وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع تحديات المرحلة وإعادة النظر بالتحالف مع شخصيات مدنية لاتمتلك القوى الفعالة على الارض ولاتملك سوى الحناجر بلا روية ولاهدف ولاتصور عن شكل الدولة ومن اين يبدأ الاصلاح؟