قطعان مليونية تتحرك دون تفكر..يحركها زعيمها المتذبذب….هكذا هي الصورة التي يحاول بثها الاجنبي الطامع او السياسي الفاسد….ويصدقها -غالبا- مواطن ساذج.. .!الا اني اعتقد ان الحقيقة هي العكس تماما…. ان الصدريين -اجمالا- قواعد شعبية صعبة الانقياد.. كثيرة التفكر والحذر عقائديا.. وبالرغم من تصدي كتاب ومفكرين للموضوع الصدري .. ومنهم حسن العلوي .وميثم الجنابي..وكانوا حياديين نسبيا.. الا ان من يقف على شاطئ البحر ..ليس كمن يغوص في العمق….واتذكر اني سألت الكاتب والمفكر عادل رؤوف عن رأيه بالصدريين فقال لي ما مضمونه..انهم طعم العراق أو ملحه.. ولا اتصور ان العراق شيئا بدونهم…!ويفترض ان اناقش ما طرحه العلوي والجنابي واخرين لاحقا..وبالتفصيل..لمتطلبات علمية وفنية.. الا ان الهدف من هذه الدراسة لا يتضمن توثيق شامل..بل الهدف هو توثيق جانب مشرق ومضيء من كفاح شعبي دون مبالغة وبما يخدم المشروع الوطني..ويمكن القول ان الصدريين مروا بمراحل اهمها:اولا: مرحلة قبل ١٩٩٠. ونقصد بهم (المتعاطفون) مع الصدر الاول (الشهيد محمد باقر)..ثم التحقوا بالصدر الثاني..(الشهيد محمد الصدر).. وهم على تفاوت يميلون لعائلة الصدر.. ومنهم من يتتقد سكوت الشيعة او الحوزة.. وبعضهم يرفض التقية.ثانيا: الصدريون بعد ١٩٩١ حتى ١٩٩٩ وهي المدة الزمنية التي تصدى فيها الصدر الثاني للفتوى والعمل الاجتماعي وقيادة الجماهير.. وقد استقطب الفئات التالية:الفئة الاولى: من عاصر الصدر الاول وتأثر بفكره.. وغالبا هم ممن يملك قدر من الثقافة الدينية.. او قرأ مؤلفات الصدر الاول..وخاصة اقتصادنا وفلسفتنا. .. وقد وفرت هذه الفئة للصدر الثاني ادوات واذرع اعلامية فاعلة ومجاميع عسكرية -محدودة- استخدمها الصدر لتحجيم تعسف الحزب الحاكم (البعث)..فقد نفذ اتباع الصدر عمليات انتقامية ضد رموز السلطة حينها… امثال السعدون وغيره..الفئة الثانية: علمانيون وماركسيون وليبراليون… من المثقفين الرافضين للشكل الديني المتخلف وللحوزة التقليدية.. وقد استقطبهم الصدر بواسطة خطاب متجدد وناقد وصريح.. فضلا عن تاثير كتبه المواكبه للعصر.. ونشاطاته الثقافية والفنية الجذابة لاهل الثقافة والفن.. فقد اقام المهرجانات والمعارض والمسابقات الفنية والشعرية وغيرها..
الفئة الثالثة…. يتبع..