ـ الصداقة: أرقى انواع العلاقات الانسانية.. وأكثرها دواماً واستمرارية بين الناس.
ـ البعض يعتقد أن الصداقة التي تترفع عن المصالح والأغراض الشخصية.. تعتبر من أسمى العلاقات وأرقاها.
ـ آخرون يقولون: إن الصداقة وجدت للتكامل والتعاون بين الأشخاص تطبيقاً للمثل القائل: (الصديق وقت الضيق).
ـ تشكل الصداقة في حياتنا وحياة أبنائنا علاقة من أهم العلاقات التي نسعى لإنجاحها.. إذ تشعرنا بالتوافق والتكيف مع الذات.
ـ تتمثل علاقة الصداقة الآن؟ خاصة بين جيل الشباب والمراهقون? لاسيما إن مرحلة المراهقة.. تتصف بالتقلب وعدم الثبات على رأي محدد أو طبع معين.
ـ كما إنها كنز ثمين.. إذا ما أحسن اختيار الصديق .
ـ تعمد بعض الأسر إلى مساعدة أبنائها في تكوين صداقاتهم.. خاصة في مرحلة الفتوه.. والتدخل في اختيارهم وفق إطار معياري يحدد سلوك وأخلاقيات الصديق.. مما يجعلهم يحسنون الاختيار ويوفقون فيه.
أهمية الصداقة:
ـ الصداقة ضرورة حياة.. وتوجد في توازن نفسي.. فهي تغذي قيمة الإنسان.. وتشعره بأهميته.. فالصديق يعني أن هناك إنساناً يحبني ويهتم بي.. ويصبح وجودي مرحباً به دائماً عنده.
ـ فالصداقة: هي أهلاً وسهلاً في الحياة.. والصديق هو الذي يتقبلني بأخطائي.. فيشعرني بالراحة.
ـ ليس في الصداقة حب مشروط.. فالصديق يحب صديقه كما هو.. بلا رتوش أو تجمل!!
ـ والصداقة أهميتها كبيرة جداً.. فوجود الإنسان في الدنيا يجب ألا يكون وحيداًً.. فالوجود على حد قوله يفترض اثنين.. سواء زوجاً.. سواء صديقاً.. ويمكن أيضاً أن يكون من نفس الجنس أو من الجنس الآخر.. لأن أساس الاستمتاع بالحياة يكون دائماً من خلال إنسان آخر.. وبصحبة إنسان آخر.. وهي ركن مهم في حياة الإنسان.
لا ينبغي لنا أن يغفل الصداقة.. نحن نحتاج إلى دعم نفسي في رحلة الحياة.. نحتاج من يشاركنا لحظة الألم.. ولحظة الفرح.. ولحظة الزهو والنجاح.
ـ نحتاج إلى كلمة تشجيع تداوي الجراح.. وتساعد عند الإحساس بالضعف.. فالوحدة تفقد الإنسان عقله.
فالصديق مهمته خطيرة.. فهو يحافظ على التوازن النفسي للإنسان.. عاطفة صادقة بلا أطماع.. تربط بين اثنين من البشر.
الصداقة: تمثل أحد الاحتياجات الأساسية في حياة الإنسان وهي مرهونة بوجود إنسان آخر.. لأن ببساطة أنها لا توجد إلا من خلال أنت أو هو الذي يعتبره مسؤولاً عن وجودي المعنوي والإنساني.
ـ أما كيف نحافظ على الصداقة في حياتنا؟ فبالحب.. والمراعاة.. والمشاركة في أسعد الأوقات واحلكها.
ـ عدم التدخل في خصوصيات الصديق.. وهي مهمة اساسية في نجاح الصداقة.. الا هو يطلب.. والتدخل في الامر الذي طلب.. وليس بكل شيء.
الصداقة: لا يعني انك تقدم له الارشادات وكيف يتحدث؟ وكيف يتصرف؟.. ولا تشترط ان يصادق من تريد .. ويترك من لا ترغب به.
أنواع الصداقة:
ـ تتنوّع الصداقات بين الأشخاص.. فهنالك صداقة عمل.. وصداقة طفولة.. وصداقة الحيّ.. وصداقة الكلية.. وأنواع أخرى.. والان صداقات مواقع التواصل الاجتماعي.
ـ ذكر الكاتب جيفري جريف في كتابه: نظام الأصدقاء (Buddy System).. أربعة فئات للصداقات.. هي:
1ـ الصداقة المقرّبة: الصديق المقرب شخص محلّ ثقة.. ويمكن الاعتماد عليه في الأحداث المهمّة والكبيرة في الحياة.
2ـ صداقة الثقة: في هذا النوع من الصداقة يكون الصديق نزيهاً.. ويشعر الشخص بالراحة والسرور بالبقاء معه.. وقد يرغب الشخص بالتقرّب منه بشكل أكبر في حال أتاحت الفرصة ذلك.
3ـ صداقة المعرفة: في هذا النوع تكون الصداقة مع شخص تم التعرّف عليه منذ وقت طويل.. وهو جزء من حياة الشخص.. لكنّه ليس مقرباً بشكل كبير.
الصديق المقرب:
ـ يحتاج الجميع إلى وجود صديق مقرّب ومخلص في حياتهم.. حيث إنّ وجود شخص كهذا يجعل الشخص أكثر عقلانيّة في حياته.. فهو يقدّم الدعم اللازم دون الحكم على صديقه أو لومه.
ـ هذا النوع من الأصدقاء يمكن البوح بجميع الأسرار له مهما كانت.. وسيبقى مخلصاً وداعماً في جميع الحالات ودون أيّ شروط.
الصديق الحكيم:
ـ من يمتلك صديقاً ملهماً.. وذكياً.. وحكيماً فهو إنسان محظوظ.. شخص كهذا تكون لديه فلسفته الخاصّة.. وعادة ما يلهم أصدقاءه ليكونوا أشخاصاً أفضل دون جعلهم يشعرون بالإحباط.. أو عدم الكفاية من أنفسهم أو ممّا يملكون.
ـ الصديق الحكيم.. قد يكون متقدّماً خطوات بسيطة عن أصدقائه في الحياة.. ولديه ما يكفي من الحكمة.. والصبر.. لإرشادهم.
ـ البقاء مع شخص حكيم.. يُحفّز الشخص ليكون أفضل ولتحسين نفسه على الدوام.
ـ ليس من الضروريّ أن يكون هذا النوع من الأصدقاء في نفس المهنة.. أو لديه نفس الهوايات.
الصديق المَرِح:
ـ وجود صديق مرح لدى الشخص له أثر إيجابيّ كبير عليه.. حيث يخرج هذا النوع من الأصدقاء الجانب الطفوليّ والمَرِح في الشخص.
ـ وجعله يشعر بالسعادة.. ويبتسم.. وقد يكون مُحِباً للخروج للتنزّه للاسترخاء وقضاء وقت ممتع.. من الجيّد مرافقته لنسيان الإجهاد وضغوطات الحياة.
الصداقة المثالية: تتمثل الصداقة المثالية بمشاركة الصديق الهموم.. ومساندته في أيسر الأمور وأشدّها.. فلا خير في صديقٍ يتخلى عن صديقه وقت الضيق. فإن فعل ذلك فهو لم يكن صديقاً حقيقياً منذ بداية العلاقة.
ـ كثير من المواقف تختبر الصديق الحقيقيّ من الصاحب والرفيق،.. وتتميز الصداقة بأنها بيت للأسرار.. ولا يجوز الوشاية والإفصاح عنها.. فهنا يكمن العهد والوعد بأنّ كلاً منهما مفتاحُ أسرار الآخر.. ولا بدّ من الحرص على عدم دخول الفتنة بينهما.
ـ وأن تكون الحكمة هي أساس الصداقة.. فلا يجوز للآخر التخلّي عن صديقه.. ولا فضح أسراره للآخرين.
ـ فقد وضع كلُّ شخص كامل ثقته بالآخر.. فإذا تزعزعت هذه الثقة انتهت الصداقة.
ـ ويُثمّن الصديق بسؤال صديقه عنه وقت غيابه.. ويحفظه أيضاً وقت غيابه.. ويدافع عنه في وجه من أراد به السوء.
ـ فالصديق في النهاية هو أخٌ لم تلده الأم.. بل هو أقرب من ذلك.. وهو ذلك الإنسان الذي يعتبره الشخص مرآة لنفسه.
ـ يمكن للصديق المثالي أن يصبح شخصاً مقرباً للعائلة وليس لشخص واحد فقط.. بحيث يكون مطلعاً على حياة صديقه الشخصية والعائلية.
ـ ويمكن التكلم معه في الأمور التي يصعب طرحها على العائلة والأقرباء.
ـ فالصداقة هي العلاقة الأصيلة التي لا تزول مع زوال المصالح والعلاقات الاجتماعية الأخرى.
ـ طرق للتعرف على أصدقاء جدد:
ـ رغم أنّ امتلاك الشّخص للعديد من الأصدقاء والمعارف من الأمور الجيّدة.. إلّا أنّ عدد الأصدقاء الحقيقيين أو المقرّبين ليس بالضّرورة أن يكون كثيراً.
ـ وللحصول على المزيد من المعارف والأصدقاء بالإمكان المشاركة في النّوادي أو التّجمعات التي يعمل أعضاؤها على المشاركة في إحدى الهوايات المفضّلة.. أو التّسجيل في دورات تعليمية.. أو زيارة مواقع الويب والتّواصل مع أصدقاء جدد في نفس المنطقة أو المدينة.. أو التّطوّع في إحدى المستشفيات.. أو أماكن العبادة.. أو المتاحف.. أو المراكز المجتمعية.. أو الجمعيات الخيرية أو غيرها، كما يُمكن التّعرّف على أصدقاء جدد من خلال قبول الدّعوات الاجتماعية كالدّعوة لتناول الطّعام مثلاً.
كيفية المحافظة على الصداقة:
ـ يوجد عدّة طرق تُساعد على تقوية العلاقة مع الصديق وتُعززها.. فالصداقة تتطلب بذل الجهد والوقت للمحافظة عليها.
ـ كما أنّ التواصل مع الصديق.. ودعمه.. ومساندته.. سيُعمّق العلاقة بين الأصدقاء ويُقويها. وسيُساعد على التغلب على أيّ عقبات من الممكن مواجهتها في الحياة.
ـ ومن هذه الطرق ما يأتي:
ـ التواصل مع الصديق باستمرار يُساعد التواصل المستمر مع الصديق على الحفاظ على الصداقة وتوطيدها.. يكون ذلك من خلال مراسلته إلكترونياً برسالة نصية يومياً وبانتظام.. كإرسال مقطع مضحك له أو رابط لمقال مسلٍّ.. مع عدم الانزعاج في حال تأخر الرد.. والأخذ بالاعتبار أنّه من الممكن أن يكون مشغولاً عند استلامه الرسالة.
ـ كما يُفضّل تخصيص وقت ثابت مناسب لكلا الطرفين للمحادثة عبر الهاتف.. وذلك للاطمئنان عليه، ومعرفة آخر المستجدات في حياته.
ـ الالتقاء به يُعتبر التواصل المباشر مع الصديق من أفضل الطرق للحفاظ على الصداقة وإنعاشها باستمرار.. كممارسة نشاط ما سوياً.. أو زيارة متحف.. أو تناول الطعام معاً في أحد المطاعم.. أو مشاهدة فيلم.. أو حضور حفلة موسيقية معاً.. وفي حال سفر الصديق أو تواجده في منطقة بعيدة.. فمن الممكن التخطيط لقضاء إجازة معاً لخلق ذكريات جديدة.. أو يُمكن استخدام برامج دردشة الفيديو للتحدث معه ورؤيته.
ـ مساعدة الصديق وقت الحاجة تُعتبر مساعدة الصديق.. والبقاء إلى جانبه في محنته.. وفي أوقاته العصيبة من أهمّ ما يُحافظ على الصداقة.
ـ فالصديق الحقيقي لا يتردد في مساعدة صديقه وقت الضيق.. سواءً من خلال حلّ مشكلته بشكل مباشر.. أو دعمه نفسياً إن لم يكن يملك الحلّ المناسب.. حتّى يتجاوز تلك المرحلة.
علامات انتهاء الصداقة:
ـ لا تدوم كلّ الصداقات مدى الحياة.. ففي بعض الأحيان يحتاج الشخص لإنهاء علاقة الصداقة وعدم الاستمرار فيها.. وذلك بسبب بعض الأمور السلبية التي تطرأ على العلاقة.
ـ من هذه الأمور ما يأتي:
ـ المعاملة السيئة من قِبل الصديق.
ـ قيام الصديق بإفشاء أسرار صديقه.
ـ رغبة الصديق بألّا يكون لدى صديقه أصدقاء غيره.
ـ تجاهل الصديق لصديقه وعدم الإصغاء له.
ـ محاولة الصديق غالباً التحكّم في حياة صديقه.
التدخل في اختيار اصدقاء أبنائنا:
ـ هل من الواجب أن نتدخل في اختيار أصدقاء أبنائنا؟ أم أن ذلك من باب الحماية الزائدة التي قد تؤثر سلبا على تكوين شخصيتهم واستقلال رأيهم؟!
ـ أترك لأصدقائي الجواب والتعليق العملي.
ـ أصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي:
ـ وهي صدقات جديدة .. هم في الاصل أصدقاء صفحتك.. أو موقعك.. وليس اصدقاؤك.. فحافظ على حدود هذه الصداقة .. ضمن هذه الحدود.
ـ نجد البعض من اصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي.. حالما توافق على صداقته لصفحتك.. يبدأ بإرسال الرسائل ع الخاص.. من دون معرفة عن اوضاعك.
ـ نؤكد انها صداقة لصفحة.. وليس للشخص المعني.. قد تتطور بعض هذه صداقات مواقع التواصل الى صداقات.. لكنها تبق عند حدود معينة.
ـ صداقة المواقع الاجتماعية.. لا بد ان تكون واضحة ومحددة .. وليس صداقتك لأسماء وهمية.. او ابو فلان.. ثم تعتمد على منشوراته.. وكتاباته.. واسلوبها.
ـ صداقة المكون الاخر.. هناك صداقات مع النساء او العكس.. وهذه صداقات دقيقة في ظل واقع العراق.. لكننا نجد الحرية المنفلتة.. تتجاوز حدود هذه الصداقة .. خاصة اذا كانت ذات مآرب خاصة.. وهو موضوعنا الاسبوع المقبل!!
ـ أخيراً نقول للكبار انتهت الصدقات القديمة.. ومقولة: (الصديق وقت الضيق).. بل اصبحت غالبية الصداقات صداقات عمل ومصالح .