18 ديسمبر، 2024 10:50 م

الصحفيون امام مخاطر شمولهم  بقانون المسائلة والعدالة !

الصحفيون امام مخاطر شمولهم  بقانون المسائلة والعدالة !

* (دعاميص) السياسة يقدمون مشروعا لإماتت شريحة من الصحفيين معاشيا .
* (نقابة الصحفيين) تستند الى القوانين والى 16 الف قلم وعقل.
* المنظمات المهنية والقانونية لن تتجاهل هذه الجريمة .

برغم مانعيشه  من ارهاصات اخطار تحدق بالعراق , صدمت لتصريح ادلى به احد محاسيب الحاكم المدعو (س.م)  يبشر من خلاله ان مجموعته السياسية  تعكف على التقدم بمشروع يستهدف شمول الصحفيين الذين ضمتهم منظمة (فدائيو صدام) باجراءات (هيئة المسائلة والعدالة). ويشهد الله وضميري  اني انطلق اليوم في الكتابة عن هذا الموضوع من نوايا خالصة تستند الى رؤية فكرية لا تستلهم اية عقيدة او موقف سياسي غير  الموقف الإنساني .

وقد نظرت بعين التقدير والتفاؤل اذ علمت ان (نقابة الصحفيين) قد تنبهت الى هذا الإرتكاب الجديد , الذي يريد ثلة من المنتفعين ممن يدعون الإنتماء الى الكلمة المسئولة وهي منهم بريئة براءة (الذئب من دم ) يوسف , كونها لاتضم تحت خيمتها المغمسة بتضحيات حاملي الأقلام ذات النوايا  النبيلة التي لا تجد لها غير مهمات التعبير عن اماني وتطلعات الانسان العراقي المتصلة بحريته وكرامته وعيشه كما يعيش الانسان في بلد يتوفر على  مقومات البناء الإقتصادي والإجتماعي .. فالإنسان العراقي  بقي يعيش ويتحمل بصبر وجلد اخطاء وخطايا الحكومات السابقة  المتعاقبة منذ تاسيسه عام 1921 مع عدم اغفال فترات اطلت من خلالها محاولات تتسم بهدف الإصلاح والتطور والتوجه الى مصالح الشعب ..ولكن هذه المحاولات وقعت ايضا فريسة التناقضات السياسية الحادة  الداخلية والخارجية التي قادت الى حصيلة كارثية اسبابها وبواعثها لا تخفى على عراقي لبيب .

انني ومن واقع حال كوني منتميا واحد مؤسسي (نقابة الصحفيين) بتشكيلها التنظيمي في العام 1969 وبدوافع معروفة عني بين زملائي الرواد وإخواني وأبنائي من الجيل الصحفي المعاصر الذين اجد فيهم جميعا من أي عرق او دين اومذهب او عقيدة فكرية , شموعا تضيء ثقافة وفكر وحب العراقيين للعراق  وتمسكهم بعقائدهم وانتماءاتهم التي لا تتقاطع مع مفهوم وفكرة (الروح العراقية) .

فاني أجد فيما يسعى اليه هؤلاء المرجفون المنافقون زبانية السلطان في كل زمان ك(ع.ش) و(س.م) و(ع.م) و(ي.م) ومن والهم في عقدهم المنتمية الى عقائد وافكار تاسيسية لثقافتهم الإقصائية الفاسدة , في ابتكار ابرع الوسائل المنطوية على الخبث واللؤم المعبر عنه في نزعات عدوانية اقصائية تستغل قربها من الحاكم لتمرير قرارات ليس في اهدافها اصلاح او مرامي  بناءة على صعيد انساني او اخلاقي  او اجتماعي ,الذين نزعوا عنهم غيرتهم العراقية  والا ماهي دوافعهم الحقيقة لنبش مثل هذه الجزئية التي ينبغي النظر اليها من عديد النواحي من اهمها :

1: يأتي (الجهد الفاسد) لهذه العصبة غير المتسمة باي خير بعد ما ينيف عن تسع سنوات تلت الاحتلال الامريكي وتحالفه اذ ظهر مايؤشر سن عديد المؤسسات كثير من التشريعات استلهمت  في كثير منها ما فعلته القوات المتحالفة التي اسقطت نظام (هتلر) النازي من تصفية العقائد غير المتسقة مع المراحل  الجديدة من حياة (المانيا ) ..ولكن الحقيقة تؤشر ان الظروف السياسية , وطبيعة وممارسات العراقيين تختلف اختلافا بنيويا كبيرا عن ماجرى في (المانيا ) كما ان (الألمان ) لم يشملوا بإجراءاتهم الكتاب والصحفيين والفنانين  وان تركزت على اليهود, والا لما استفادت الأجيال من تراث الكتاب والموسيقيين والروائيين الألمان حتى اللحظة .

2: يحاول قطيع من هؤلاء المتخلفين فكرا وعقيدة وممارسة , اللآهين بالسلطة والنفوذ بفعل الصدفة والتملق والروح المنافقة المستوطنة في افكارهم , عزل اقلام عراقية , أدت مهامها في خدمة العراق والعراقيين , خلال فترات سياسية محددة , لم يكن فيها لموظف او مهني او فنان او شرطي مرور او استاذ جامعة او طالب علم ابتداء من الدراسة المتوسطة حتى الدراسات العليا  ..ان يمارس عمله او دراسته او مهنته من دون الإنضواء تحت النشاطات والمنظمات والفعاليات الواجهيّة للحزب القائد ..تلك حقيقة لا أظن ان احدا يخالفني فيها .

3:  اذا كان السياسيون كافة ,من اعضاء (مجلس النواب) او (الوزراء) او (هيئة المسائلة ) او غيرهم , يحاولون تجاهل حقيقة انهم قد تسلقوا مراكزهم وتمتعوا بنفوذهم الذي ماكانوا يحلمون به , لولا اصوات الشعب العراقي التي انطوت على الإنحراف والتزوير في كثير من مفاصلها ..فان الدور المهني القائم في مجمله على الصدقيّة واحترام الحقيقة في الخبر والتقرير والمقابلة , حرصا على النهوض بدور حيادي في حمى الصراعات الغثة التي عشناها ولما نزل , فان على هؤلاء السياسيين ابداء العون لقطاع الصحافة والإعلام في التطوير البنيوي المادي والتدريب والإعداد العلمي بدلا من فحيح الأفاعي هذا .. هؤلاء المثابرون الشرفاء الذين لم يمدوا ايديهم الى دول اقليمية خارجية كما فعل عديد النواب والسياسيين , حيث قدم  الصحفيون والإعلاميون  ولا يزالون , نحو اربعمائة شهيد , من بينهم (درويش الصحافة ) المرحوم شهاب التميمي.

4 :فحيح الأفعى (س.م) اخبرنا ان اجراءات شمول الصحفيين ستعني ببساطة “حرمان الصحفيين من وظائفهم” ولا ندر كما لايدري معنا اعضاء الهيئة العامة ل(نقابة الصحفيين) ماهية الضرورة لتقديم هذا المشروع الإقصائي الظالم , في وقت (تقاتل) خلاله (ما يدعى بالكتل السياسية ) من اجل (تصفية المياه) فيما بينها وبين مجموعات المتظاهرين المعبرين عن مطالبهم التي يستقيم الغالب منها مع (الدستور) والقوانين السائدة .

5: ثمة سؤال مهم نطرحه على (المالكي) و(هيئة المسائلة والعدالة ) و(النواب) وذي الألسنة الطويلة و(الجهامات  المقرفة) , الذين صدعوا رؤوسنا منذ تسع سنوات ونيّف ,عن الدوافع الحقيقية لتقديم مثل هذا المشروع , في هذا الوقت بالذات ؟ هل يحدث هذا بسبب من ان الإعلام لم يرضخ لمحاولات واضحة مؤشره من اجل تسخيره لحرق البخور للحاكم ؟ وهل يحدث هذا بسبب من ان غالبية الممارسات الإعلامية راحت  تبحث عن الحقيقة من خلال فضح جرائم الفساد الإداري والمالي ؟

6 :  ان على المتحمسين لمثل هذا المشروع الذي اظن انه سيقدم بشكل عاجل الى جهة الإقرار والتنفيذ انتهازا للظروف الإستثنائية .. الوعي بحقيقة ان كافة اعضاء الهيئة العام لنقابتنا العريقة  المدركة لخطورة مثل هذه التصرفات ونقيبها الزميل مؤيد اللامي المجاهد من اجل الصحفيين مع اخوته من اعضاء مجلس النقابة المستندة  الى قاعدتها الجماهيرية العريضة البالغة اكثر من 16 الف عضو وهم يستندون الى قانونها  والتشريعات العامة  ..سيتخذون المواقف المناسبة من اجل احباط هذا المشروع الخطير .

7 : واذا  كان  هؤلاء (الدعاميص) قد تصوروا ان تمتعهم  باوضاعهم سيتيح لهم تنفيذ عقدهم برؤوس الصحفيين , بعد تسع سنوات من تطبيق (المسائلة) ..فأن عليهم ادراك ان (نقابة الصحفيين العراقيين ) تقود اليوم (اتحاد الصحفيين العرب ), وتضطلع بمسئولية قيادية في (اتحاد الصحفيين لغرب آسيا) وان لها من العلاقات العربية والدولية ما يخلق رأيا عاما مضادا لهذا المشروع الغادر , حيث سيضيف ذلك الى  تكتلهم ورموزه معضلة حقيقية سيعجز دهاقنة (الخباثة) التي اشرنا اليها في عديد المقالات السابقة منذ خمس سنوات مضت  عن معالجة آثارها المؤذية لوجودهم ومستقبلهم .

في حقيقة الأمر أنا شخصيا , وانطلاقا من الروح المهنية التي أضعها في مقدمة اولوياتي في الحياة , سوف اكون عدوا (حتف هذه العصبة ) الظالمة التي تفكر وتحاول خارج قوانين (البيئة السياسية والفكرية ) وخارج متطلبات الزمان والمكان ايضا  , من خلال العمل الدؤوب المخطط في استنفار كافة المنظمات المهنية والسياسية الدولية ومنظمات حقوق الانسان التي ستجد في هذا المشروع عدوانا على الحرية الفكرية والمهنية ومباديء حقوق الانسا ن .

الذي ارجوه من زملائي واخوتي وابنائي عدم (التكاسل) في اتخاذ المواقف المناسبة , من اجل احباط هذا المشروع الذي لا يعبر الا عن النفاق والقصدية ونبش المشكلات واعادة اثارتها بدلا من تدقيق وعدالة مفترضة في تطبيق القوانين, تأخذ بالإعتبار ظروف الحياة السياسية والإجتماعية والتحديات الخارجية المحيطة بالعراق وطننا وشعبا ومستقبلا

ورود الكلام ..

لاورود هذه المرة , فقد اختفت بسبب من علمها أن هناك من يتربصها ظلما وعدوانا .