كان يشدني كثيراً عنوان الاعلامي، الذي يسبق اسماء بعض الصحفيين، فأُبادر الى تصفّح مقالاته السابقه، او اخباره المنشوره، عساني استزيد شيئاً من ثقافتهِ الصحفيه، كوني جديد في هذا المجال، ولم يمر على ولوجي اليه سوى عامين، عندما قررت أن أدعم قواتنا الامنيه وحشدنا الشعبي اعلامياً، نتيجة للتراخي الملحوظ في الاداء الاعلامي من قبل الغالبية من الاعلاميين، أبّان انطلاق فتوى الجهاد الكفائي، ولكنني كنت اشعر بالصدمةِ مراتٍ ومرات وانا ارى المستوى الهابط الذي تتصف به اقلامُ البعضِ منهم، فالصياغةُ الخبريه والجرائم اللغويه التي يرتكبوها فيما يكتبون، يبعثُ على السخريه والخجل احياناً، لا ادري كيف أُفسّر ضعفَهم بالادوات اللغوية مثلاً، وكيف يمكن لاعلامي ان لا يعرف بأن الفاعل يُرفع شئنا ام أبَينا، ولا مجال لكسرهِ، الا اذا كان ذلك يُشبع ادمانه الاعمى على تكسير اواني المنزل! وهذا كلامٌ آخر، كيف يمكن لاعلامي أن يحوّل حركة الرفع (الضمّه) الى حرفٍ، فيقول (لهو) ؟ اتقوا الله بإبن عقيل يا قوم، وراجعوا خلفيتكم اللغويه واشتغلوا على تطويرها، او اعرضوا، على الاقل، كتاباتكم للتنقيح قبل نشرها، فكل ذلك سيدوّنُ في سجلكم، ولا أظن بأَنكم تَسعَون الى بناءِ تأريخٍ مشوّه، او إرفعوا القابكم التي تسبقون بها اسمائكم، لحين وصولكم الى مستوى تستحقون فيه حملها، فالاعلامي، بحدود فهمي، مسؤولية ومرتكزات، إن فُقِدت احداها فستكونُ شبيهةً ببدلةٍ انيقةٍ على جسدٍ متسخ، وعندها لن تكون الصحافة بكم بخير.