انتعاش وانتشار وازدهار( الاعلام العراقي ) بعد عام ( 2003 ) لم يلقى رواجا في الكثير من اجزاء البلاد بسبب الاعمال العسكرية التي جرت في العراق الجديد , محافظة ( الانبار) ومدنها التي شهدت العديد من المعارك طيلة ( 12) عام الماضية بات ( العمل الصحفي) فيها شبه معدوم , و البقية القليلة من الصحفيين باتوا يعملون بصورة سرية مما جعلهم يعيشون في واقع أشبه بالواقع المخابراتي , اما الصحف المحلية العراقية والعربية لم تعد تصل الى ايدي الصحفيين أو عامة الشعب ، لاندلاع اشتباكات مسلحة بين الحين والاخر في شوارع مدن المحافظة كافة ، واغلب تلك العمليات لم تميز بين المسلح والصحفي الذي يعمل على نقل الاحداث بهدف ايصال الحقيقة الى الناس ويعيش الان اغلب صحفيو( الانبار) خارج اسوار محافتهم وانا واحد منهم وبعضهم ترك العمل خوفا على حياته وحياة عائلته ، مما جعل مستواهم الاقتصادي وحبهم للعمل يتراجع ، بينما تستمر سيطرة المسلحين على اغلب اجزاء المحافظة .. لم تكن رصاصات المسلحين وحدها تستهدف وتقتل وتعتقل ( الصحفيين ) في الانبار بل كانت في السابق خلال السنوات ما بين اعوام ( 2006 – 2008 ) قوات الاحتلال تشارك المسلحين في قتل الصحفيين الاعلاميين واعتقالهم ومنعهم من تغطية الاخبار الساخنة في مدنهم , وعلى كل حال فان الواقع الذي يعاني منه صحفيوالانبار ، ولم يعد يعرف الصحفي بانه ذلك الشخص الذي يعمل في مهنة المتاعب لكي ينور الاخرين بالحقبقة , الاوضاع في كافة مدن
( الانبار ) تعد بالمأساوية والمريرة , والصحفي يعيش اليوم في معتقل كبير واصبحنا في عداد الموتى ، عملنا مقيد ولاتوجد حرية في مزاولة عملنا ونحتاج لفرص عمل ولكن بحيادية لتوفير ولو جزء بسيط من متطلبات عوائلنا فنحن مجبرون على ترك العمل رغم انوفنا , واصبح البعض من الزملاء عاطلين اليوم عن العمل والبعض الاخر تهجر الى خارج العراق واخرين نزحوا مع عوائلهم خارج اسوار الانبار اليوم , وان العمل الصحفي في الانبار بات من اصعب المهن , انه يواجه تهديدات مما زاد خوفهم على حياتهم وحياة عوائلهم , وان توجه المحطات الفضائية والمؤسسات الاعلامية ومع اسفي الشديد لافكار معينة يزيد الطين بله بالنسه للصحفيين الذين يعملون في تلك المؤسسات الاعلامية التي لاتتعامل بحياد في نقل الخبر وبعضها الاخر متحزبه وتميل الى طائفه معينه دون الاخرى ومن الخطر جدا التعامل معها هنا في الانبار, وأن مهنة الصحافة في ( الانبار) تواجه خطر( الانقراض ) بعد اهمالها ونسيانها من قبل المؤسسات الحكومية والنقابات المحلية والدولية ، والبعض من صحفيو واعلاميو الانبار يلقون اللوم على الجهات على النقابة المركزية للصحفيين في بغداد والحكومية والمؤسسات العراقية المعنية بشوؤن الصحفيين ويقول بانها لم تقدم لنا اية تسهيلات ولم تتواصل معهم وهم بأمس الحاجة الى الاندراج في العمل خارج محافظتهم اي العمل داخل العراق , والانبار الان باتت معزولة كليا عن العالم بسبب الاوضاع الامنية المضطربة ، فلا صحيفة تصدر في هذه المحافظة ولا الصحف الاخرى تصل اليها , بينما انتعشت الصحافة في مدن اخرى كالبصرة وميسان والكوت , والفضائية الانبارية اليوم تعمل خارج اسوار وارادة اهل الانباروالعاملين فيها بعيدين كل البعد عن المهنية بينما نجد اعلاميو الانبار المبدعين يواصلون العمل بين فضائيات المحافظات الاخرى وباجور لا تليق بهم , وان المحافظة معزولة كليا عن العالم اذ لا تصل اليها صحيفة واحدة فضلا عن ذلك انقطاع الاتصالات ووسائل التواصل بسبب العمليات العسكرية التي تجري على مدار الساعة وان كل ما يجري هنا من ظلم وقتل وتعسف لا ينقل بصورة حيادية ومنصفة في الانبار وتشوبه المخاوف وتجهله الكثير من وسائل الاعلام ومايصل اليها يبقى في حدود الممكن فقط .